بان كي مون يدعو إسرائيل لرفع الحصار عن غزة

غزة (وكالات) - دعا الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل إلى تخفيف الحصار بالكامل عن غزة، وإلى عدم إطلاق صواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل. كما أعرب الأمين العام عن أمله في أن تشارك إسرائيل في مؤتمر هلسنكي لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية الذي سيعقد هذا العام. حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل أمس على اتخاذ المزيد من إجراءات تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة والسماح بعمليات استيراد وتصدير بلا قيود. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي، عقب افتتاحه مشروعا سكنيا أشرفت على بنائه الأمم المتحدة في مدينة خان يونس جنوب غزة، إنه “على إسرائيل فتح معابر قطاع غزة بشكل كامل أمام دخول مواد البناء اللازمة لإعمار القطاع وعمليات تصدير منتجاته إلى الخارج”. وأضاف أن إسرائيل قامت ببعض الأمور لتخفيف الحصار عن غزة “لكن ما زال عليها القيام بالكثير” لرفع الحصار، وتبنى سياسة جديدة تمكن الأمم المتحدة ومنظماتها من القيام بعملياتها بطاقة أكبر في القطاع. في الوقت نفسه، حث الأمين العام للمنظمة الدولية الفلسطينيين على وقف إطلاق القذائف الصاروخية على جنوب إسرائيل والحفاظ على حالة “التهدئة الهشة” في القطاع. وقال “إن القتل بدون تمييز غير مقبول في أي مكان”. وتعهد بمواصلة دعم الأمم المتحدة للمشاريع التنموية في غزة. وحول عملية السلام، دعا بان كي مون إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل رغم إشارته إلى حالة فقدان الثقة بين الجانبين. وحث إسرائيل على خلق المناخ السياسي المناسب للمفاوضات عبر تقديم بوادر طيبة لبناء الثقة. كما أعرب عن أمله في أن تشارك إسرائيل بمؤتمر هلسنكي حول نزع الأسلحة النووية في الشرق الأوسط هذا العام. وقال إنه “ستتم دعوة إسرائيل ومن المفترض أن يشاركوا لكن لم يصدر أي قرار بعد”. وأوضح أنه أثار مسألة المؤتمر الذي يتم تنظيمه برعاية الأمم المتحدة خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتانياهو. وأشار عدد من الدبلوماسيين إلى أن مشاركة إسرائيل ستكون بمثابة عامل حاسم لنجاح المؤتمر الذي لم يحدد موعد له بعد. وأوضح أنه “يقوم بمشاورات مكثفة مع الجهات المعنية” للتحضير لمؤتمر هلسنكي. وأضاف “إننا نعتزم إرجاء المؤتمر إلى موعد لاحق هذا العام بما أن الموعد يتزامن مع تنظيم انتخابات رئاسية في دول كبيرة”، في إشارة للولايات المتحدة وفرنسا. من جهة أخرى، رشق محتجون فلسطينيون موكب بان كي مون لدى وصوله إلى قطاع غزة بالأحذية والعصي والحجارة بعد أن اعترضوه لبعض الوقت خلال دخوله قطاع غزة عبر معبر بيت حانون. ولم تقع إصابات وشقت سيارات الموكب طريقها وسط الحشود مسرعة بالابتعاد. ورفع المحتجون لدى مرور موكب الأمين العام للأمم المتحدة من معبر بيت حانون (إيريز) شعارات تهاجم مواقف المنظمة الدولية من قضية الأسرى في سجون إسرائيل والحصار المستمر على قطاع غزة، إلا أن أمن الحكومة المقالة التي تديرها حركة “حماس” منعتهم من ذلك. وألقى كثير من أقارب الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل على الموكب لافتات كتب عليها شعارات تتهم الأمين العام للأمم المتحدة بالانحياز إلى إسرائيل ورفض مقابلة أقارب السجناء الفلسطينيين. وهناك نحو 5 آلاف فلسطيني محتجزون في السجون الإسرائيلية. وكانت مصادر في وقت سابق تحدثت عن رفض بان كي مون لقاء ممثلين عن أهالي أسرى وقتلى فلسطينيين في غزة. وقال عبد الله قنديل باسم أهالي الأسرى إن “الاعتصام أعاق موكب بان كي مون لبعض الوقت احتجاجاً على موقف بان كي مون اللأخلاقي واللإنساني برفضه مقابلة أهالي الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي”. وأضاف أن عدداً من الفلسطينيين الذين ابعدتهم إسرائيل من بيت لحم قبل 9 سنوات شاركوا في الاعتصام. وذكر شهود عيان أن المحتجين رفعوا لافتات كتب عليها “يا بان كي مون كفى انحيازا لإسرائيل” و”أين كنت وهيئة الأمم المتحدة من حصار غزة” و”أين الأمم المتحدة من خطف نواب الشعب الفلسطيني”. ورفع بعض المتظاهرين صور عدد من الأسرى وخصوصا القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك المنتمي لحركة حماس. ويذكر أنه سبق للأمين العام زيارة قطاع غزة في مارس 2010 ودعا وقتها لضرورة رفع الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ يونيو 2007. ولم يلتق الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته مسؤولين في حركة حماس” التي تسيطر على قطاع غزة، أو حكومتها المقالة.