القاهرة، بغداد - الاتحاد ووكالات الأنباء: دعا النائب الثاني للرئيس العراقي طارق الهاشمي عقب اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ أمس العرب إلى عدم ترك مستقبل العراق ليحدده الأجانب، لكن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي هدد باستخدام القوة لمنع ''التدخل في الشأن العراقي''، ردا على دعوات اطلقها سياسيون عراقيون طالبوا بتدخل عربي وإسلامي للمساهمة في اخراج العملية السياسية من جمودها الحالي ، مؤكدا انه لن يسمح بان تتحول بلاده الى ''منطقة نفوذ''·
وقال الهاشمي للصحفيين في شرم الشيخ ''إن الوضع في العراق يفرض على الاشقاء العرب مسؤوليات تجاه العراق وتقديم يد العون والمساعدة له''· وبحث خلال زيارته إلى مصر آليات ومواعيد محددة لرأب الصدع في العراق وأنه لا يجب ترك مستقبل العراق ليحدده الاجانب وأعتقد أن الوقت قد حان لخيار عربي''· وأكد أن القادة في العراق ''يؤمنون بأن المحفل العربي هو الأكثر أماناً لتجاوز الأزمة''· وقال: ''نتمنى انسحاب القوات الأجنبية اليوم قبل غداً، ولكن لابد أن تكون القوات المسلحة العراقية مهنية خالصة دون تدخل الأحزاب السياسية''· وطالب بإلغاء الميليشيات وصولاً إلى تحقيق الوحدة الوطنية في العراق· وقال: ''إن حواراً حدث بالفعل بين الجانب الأميركي وبعض فصائل المقاومة العراقية، لكنه لم يسفر عن نتائج ملموسة ونحن في انتظار أن يسفر عن برنامج سياسي، وهذه مسألة تحتاج إلى آليات وتوقيتات زمنية، لكنّ هناك موقفاً جديداً يحاول التصدي للعنف في العراق مما سيؤدي إلى تغيير الخريطة السياسية''·
وذكر أنه بحث مع مبارك 3 ملفات ''أولها الملف السياسي حول كيفية تعظيم موقف مصر لمد يد المساعدة للعراقيين في تحقيق المصالحة ومعالجة العديد من الملفات التي تتطلب جهدا عربيا لدفع العراقيين للاتفاق· أما الثاني فتناول الاقتصاد حيث تقدمت لمصر للتفكير في الدخول في مشروعات إعادة الاعمار والبنية التحتية والخدمات وتوفير السلع التموينية وتعهد الرئيس مبارك بتدريب القوات المسلحة العراقية في مصر دون تقاضي أي دولار حتى تستطيع الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية''· وتناول الملف الثالث الانشطة القنصلية والتبادل الدبلوماسي وأن يكون التمثيل العربي والمصري في بغداد دائما متكاملا من أجل المحافظة على الهوية العربية للعراق''·
في بغداد، قال المالكي خلال ترؤسه المؤتمر الاول لقادة الفرق العسكرية ''انا استغرب عندما اسمع البعض من السياسيين يتحدث بصراحة: ما المانع من تدخل الدول العربية في الشأن العراقي؟ وآخر يقول: ما المانع من تدخل دول إسلامية في الشأن العراقي؟''· واضاف ''أقول أين العراق واين إرادة وكرامة العرقيين بالنسبة الى هؤلاء''·
واضاف ''اضربوا بيد من حديد كل من يفرش سجادة حمراء أو ينثر الزهور على طريق من يريد التدخل في شؤوننا، فهؤلاء تجاوزوا مرحلة التآمر الى مرحلة الاخلال بالامن والوقوف مع الإرهاب''· لكنه لم يذكر أي جهة داخلية أو خارجية بالاسم· وأضاف المالكي نقول للدول التي تدعمهم: إن العراق ينبغي أن يكون سيدا وشريكا في الامن القومي وليس في الأمن الوطني فقط، لن نسمح بأن يتحول الى منطقة نفوذ · ارادتنا لن تنكسر ولن تلين رغم التحديات الصعبة والتدخلات الخارجية''· وتابع ''ان ايام الانقلابات ولت مع النظام السابق ولا عودة الى ايام الجهل والتهميش والاستبداد ولا مجال ابدا للمؤامرات ولن نرضى الا بما تفرزه الديمقراطية''· وحذر قادة القوات المسلحة من الطائفية، مؤكدا انها من ''المحرمات في القوات المسلحة بل وعلى مستوى الدوائر والمؤسسات والشعب والحياة الدينية والثقافية''·
عدد اليوم
