جمال إبراهيم (عمّان) - كشف رئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان أن التوصية الأولى الرئيسية في الجلسة الختامية للبرلمان المقررة غداً الخميس في عمان، ستكون مطالبة الدول العربية والمجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الانسان بدعم الأردن مالياً للتخفيف من أعباء استضافته اللاجئين السوريين، والتي أثرت سلباً على البنية التحتية والاقتصاد. وقال في تصريحات لـ”الاتحاد” أمس: “إن البرلمان العربي اختار انعقاد دورته في الأردن للفت أنظار العالم لما تعانيه المملكة من أعباء، ليس لقضية اللاجئين السوريين فحسب، وإنما إيضاً لاحتضانها الخاص القضية الفلسطينية”.
مشيراً ألى أن وفداً من البرلمان سيلتقي اليوم الأربعاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لتأكيد دعم المملكة بكل السبل للتغلب على التحديات، وآملاً بايجاد حل سريع للأزمة السورية تجنب الأشقاء ويلات ما يجري، ويحقق لسوريا الأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية.
وقال الجروان: “إن الظروف التي تمر بها الأمة العربية في الوقت الراهن حساسة وخطيرة جداً، ونحن في البرلمان العربي ندعو إلى أن تسود لغة العقل في حل القضايا، وندعم التوجهات الايجابية لأن يكون هناك نوع من التقارب لأن نقف في وجه التحديات”. وشدد على ضرورة وجود لحمة باتخاذ القرار قي مواجهة الظروف، التي تمر بها المنطقة من خلال عمل عربي مشترك تغلب فيه المصلحة العامة على المصلحة الشخصية لبعض الدول بهدف حماية الأمن القومي.
وأضاف: “نواجه تغيراً في تركيبة العالم من خلال تحالفات جديدة، ونحن محاطون بدول لها استراتيجيات، ونحن ندعم العلاقات مع الدول المحيطة بالعالم العربي ولكن ليس على حساب مصلحة الأمن القومي العربي”. مبدياً في هذا الصدد إدانة البرلمان أي تدخل في الشأن الداخلي العربي، ومشدداً على دعم التواصل بين الشعوب العربية وشعوب العالم وبناء علاقات أوثق مع جيران العالم العربي ومع أوروبا وآسيا وأفريقيا لأن هناك عوامل مشتركة بين الشعوب منها الأمنية والاتقصادية والتجارية”. وقال الجروان: “إن إيران دولة جارة ومسلمة وباركنا للرئيس حسن روحاني منصب رئاسة الجمهورية، ونتطلع من البرلمان والشعب الإيراني إلى مد يد التعاون المشترك لما فيه مصلحة الجميع”. معتبراً أنه إذا كانت هناك حروب أو كوارث سوف تفتك بالجميع، ونحن ندعم السياسة الهادئة، التي تطور العلاقات بين القيادات والشعوب بما يخدم مصلحة الجميع”، مؤكداً “نحن لا نقبل أن يكون هناك انتهاك للأمن القومي العربي من أي دولة كانت أو أي فئة في العالم العربي أو دول الجوار”.
وقال رئيس البرلمان العربي: “إن اختيار البرلمان في دورته الحالية شعار فلسطين في قلب الأمة العربية والإسلامية هو تجسيد للواقع، وليس بدعة جديدة منا، حتى إننا وضعنا على قائمة كل مخاطباتنا الشعار المذكور”. وأشار إلى أن البرلمان مؤسسة تشريعية رقابية في منظومة جامعة الدول العربية، ومن خلال هذين المفهومين نتعامل مع القضية الفلسطينية”. وبين أن البرلمان في إطار دراسة مشروع لمراجعة قرارات الجامعة فيما يخص فلسطين على أساس لغة التعاون والعمل والتفاهم وليس لغة المهاجمة أو المحاسبة”.
ورأى “أن العالم العربي يعيش ضمن منظومة عالمية ويتأثر بها، فهناك تيارات داعمة لتوجه العملية السلمية فيما يخص فلسطين، وهناك تيارات داعمة لتوجه التحرير الكامل”، وقال: “يوجد لدينا مشكلة الانقسام الفلسطيني، ولابد من ثقافة العمل المشترك الواحد، ففي بعض المؤسسات الدولية يطالبون أولاً بحل مشكلة الانقسام بين حركتي حماس وفتح”، مشدداً على أن فلسطين ليست قضية شعب فقط، وإنما قضية أمة، ومعتبراً أن الانقسام بين فتح وحماس أدى إلى انقسام الشعب، وأصبح هناك من الاتجاهين من يوقف الآخر وكل جهة تعطل الآخرى، وهذا مردوده سلبي على الإنسان الفلسطيني”.
وشدد الجروان على أن البرلمان العربي يتطلع إلى الوحدة الفلسطينية، وقال: “زرت غزة ورأيت الدمار وتأثيرات الحرب الإسرائيلية الإرهابية، التي طالت شعبنا في فلسطين، والمؤلم أن بعض الغرب يطالبون بحل المشكلة بين حماس وفتح”. وأوضح رداً على سؤال أن البرلمان سير قوافل دعم وإغاثة لغزة وأسس صندوق دعم القوافل إلى غزة لتقديم مساعدات.
وقال رداً على سؤال حول وضع المرأة العربية في فلسطين، وسوريا والعراق “إن المرأة العربية تعتبر كل المجتمع العربي فهي الأم والأخت والرفيقة، ومنذ ولادة الإسلام وإلى الآن كان لها دور فاعل في صناعة المستقبل”. وأشار إلى أنه سيعقد مؤتمر يعنى بحقوق المرأة العربية، وأن البرلمان بصدد إعداد وثيقة حقوق المراة العربية. لافتاً إلى أن هناك 4 ورش عمل ستقام في الوطن العربي، وهناك دعوات من الجزائر والمغرب والإمارات والسعودية”.
وأشاد الجروان بقرار خادم الحرمين الشريفيين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية المتمثل بتعيين 30 امرأة في مجلس الشورى”، ولفت إلى أن هناك حكمة عظيمة من القرار، تعني أن هناك قدرة لهذه المجموعة لتكون صانعة ومشاركة في اتخاذ القرار”. كما أشاد بدعم الإمارات والبحرين كل النشاطات، التي تعنى بحقوق المرأة، التي أثبتت جدارتها في العمل السياسي بجانب الرجل من خلال تبوأها لمناصب وزارية وحقائب مهمة جداً إلى جانب قيادتها بعثات دبلوماسية.
وقال الجروان: “نحن ورثنا برلماناً عربياً متماسكاً من الأخوة المؤسسين في فترته الانتقالية”، مشيراً إلى أن البرلمان العربي اتخذ منهجين رئيسيين، الأول عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، والثاني بناء وتوثيق العلاقات مع العالم من خلال مد جسور التواصل مع المؤسسات البرلمانية ومؤسسات المجتمع الدولي”.
وأعرب الجروان عن ارتياحه لعمل اللجان وإنجازاتها التي ستعرض على هيئة المكتب الدائم اليوم الأربعاء قبل رفعها إلى الجلسة الرئيسية التي ستعقد تحت قبة البرلمان الأردني غداً الخميس. ولفت إلى أن وفد الإمارات في البرلمان العربي شارك بأوراق عمل منها مقترح نظام لجان الصداقة في البرلمان ومقترح إنشاء مستشفى عربي بمعايير عالمية ومتابعة أعمال لجنة حقوق المرأة، إلى جانب حضور جلسات اللجان والمشاركة في الموضوعات المطروحة. وقال إن البرلمان العربي يحضر حالياً لمؤتمر الدول العربية الأقل نمواً مثل الصومال وجيبوتي وجزر القمر لحشد الدعم الاقتصادي لها في فبراير المقبل.
وأوضح رداً على سؤال “إن البرلمان العربي شارك في اجتماع تنسيقي مع لجنة الميثاق لحقوق الإنسان المنبثقة عن جامعة الدول العربية، ولا يزال التواصل جارياً لوضع أطر النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، ونحن بصدد عقد مؤتمر بهذا الخصوص”، وأضاف: “إن هذا المشروع لا يعني البرلمان العربي بمفرده، وهناك جهات أخرى ونحن الآن مشاركون بصناعة النظام الأساسي وانتهائه متعلق بأطراف أخرى”.
البرلمان العربي يرحب باتفاق إيران والغرب
عمان (وام) - رحبت لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي في البرلمان العربي بالإنابة عن البرلمان الذي يعقد اجتماعاته في عمان بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة «5+1» مع إيران في جنيف مؤخرا باعتباره خطوة أولية نحو اتفاق شامل ودائم بشأن برنامج طهران النووي. وقالت مصادر إن اللجنة التي عقدت اجتماعا ضمن لجان البرلمان العربي التي تناقش التوصيات والقرارات التي من المقرر أن يقرها البرلمان العربي في جلسة عامة غدا دعت جميع الدول المجاورة الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل الدول العربية ومراعاة حسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار للجميع. وأضافت أن اللجنة ناقشت تقرير اللجنة الفرعية المكلفة بتطوير وتحديث وثيقة الأمن القومي العربي ووضعت تصورها حول ذلك. مشيرة إلى بعض التعديلات التي تطالب بوضع آلية لتحديد عمل جلسات الاستماع مع رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب وأمين عام جامعة الدول العربية، لإبداء رأي البرلمان العربي حول الأمن القومي العربي.
عدد اليوم
