بيروت (وكالات) - استهدف مركز لـ «حزب الله» اللبناني قرب مدينة بعلبك في البقاع (شرق لبنان) أمس بانفجار سيارة مفخخة أوقع قتيلاً وجريحين. كما سقطت في منطقة الهرمل القريبة 6 صواريخ مصدرها الأراضي السورية ما أدى إلى وقوع 4 جرحى.
وقال مصدر أمني: «إن سيارة مفخخة انفجرت قرب مركز (حزب الله) في بلدة صبوبا شمال بعلبك ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى». وذكرت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة للحزب أن الانفجار وقع قرب مركز تبديل للحزب، وهو ما أوضح سكان في المنطقة أنه يعني مكان بعيد عن السكن يتم فيه تبديل المقاتلين الذين يتجمعون للتوجه إلى سوريا، أو يكونون عائدين منها، وللعناصر الذين يقومون بمهام أخرى في مراكز معينة.
وقالت مصادر لوكالة «رويترز»: «إن مسؤولي (حزب الله) تلقوا بلاغاً بوجود سيارة مريبة بعد الساعة الثالثة فجراً وبدأوا يلاحقونها في سيارتين ثم انفجرت السيارة». وظهرت في تغطية لتلفزيون المنار التابع للحزب عربتان على الأقل لحقت بهما أضرار وإحداهما مقلوبة وأكوام من الحطام المتناثر عبر سهل تغطي الثلوج جزءاً منه. وقال مراسل «المنار»، إن السيارة التي انفجرت كانت تحمل نحو 50 كيلوجراماً من المتفجرات وكانت تستهدف مركزاً قريباً للحزب. وقال إن هناك ضحايا، وإن سكاناً تحدثوا أيضاً عن سماع دوي إطلاق نار. وأعلن الجيش اللبناني «أن الانفجار الذي وقع شمال بعلبك ناجم عن سيارة مفخخة»، وقال في بيان «حصل انفجار فجراً على طريق صبوبا النبي موسى في جرود بلدة مقنة - بعلبك، وإثر ذلك توجهت دورية من الجيش إلى المكان وتبين أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة نوع جيب جراند شيروكي رباعية الدفع». وأضاف البيان «أن الانفجار أدى إلى تضرر سيارات أخرى». وقد حضر الخبير العسكري لمعاينة موقع الانفجار وتولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص».
وأظهرت صور التقطها مصور «فرانس برس» منطقة سهلية جرداء مع بقع متبقية من الثلج الذي تساقط الأسبوع الماضي في المناطق اللبنانية الجبلية. ولم يتبق من السيارة التي انفجرت إلا المحرك تقريباً، بينما تناثرت أجزاؤها إلى أمكنة بعيدة. وظهرت سيارتان أخرييان متضررتان ومحترقتان بشكل كامل، إحداهما من طراز فان لونها أحمر. وقال تلفزيون المنار، إنه تم تفجير السيارة المفخخة التي كانت متوقفة على مسافة من المركز عن بعد، وبينما كان عناصر من الحزب وصلوا إلى المكان يقتربون منها. على الأثر، أقدم عناصر آخرون على إطلاق النار بعدما ظنوا أنهم وقعوا في كمين».
وأضاف أن عناصر «حزب الله» قاموا بإسعاف زملائهم المصابين الذين نقلوا من المكان.
وسقطت في وقت لاحق عصراً، 6 صواريخ مصدرها الأراضي السورية على مدينة الهرمل القريبة، أصاب احدها ثكنة عسكرية، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بينهم عسكريان بجروح. وأفادت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان «أن أحد الصواريخ سقط داخل ثكنة تابعة للجيش في حي الدورة، ما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح غير خطرة، بالإضافة إلى حصول أضرار في الممتلكات». وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم «سرايا مروان حديد»، باسم ما قلت انه «جبهة النصرة في لبنان»، الهجوم الصاروخي، قائلة «إنه رد على مشاركة (حزب الله) في القتال إلى جانب النظام السوري».
من جهة أخرى، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من الحوادث الأخيرة عند الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، التي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي، وأشادت بالحكومتين اللبنانية والإسرائيلية على حؤولهما دون تصعيد الوضع. وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف «نحن قلقون من الحوادث الأخيرة ونتقدم بالتعازي من عائلة الجندي الإسرائيلي الذي أصيب بطلق ناري وقتل يوم الأحد في 15 ديسمبر». ودعا مجلس الأمن الدولي إسرائيل ولبنان إلى الهدوء بعد مقتل جندي إسرائيلي برصاص جندي لبناني على الحدود، وحث جميع الأطراف الحفاظ على الهدوء وضبط النفس. وطلب من الجيشين الإسرائيلي واللبناني مواصلة تعاونهما مع قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان من أجل تسليط الضوء على هذا الحادث الذي وصف بأنه خطير.
عدد اليوم
