الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المشاركون يناقشون هواجس التغيير وملامح التطور في القصيدة الخليجية المعاصرة

المشاركون يناقشون هواجس التغيير وملامح التطور في القصيدة الخليجية المعاصرة
7 ديسمبر 2012
احتضنت قاعة أحمد راشد ثاني بمقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشارقة صباح أمس الندوة الختامية للدورة الثالثة من ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي الذي نظمه لتحاد الكتاب على مدار ثلاثة أيام، وحفلت برامج وأنشطة الملتقى بالعديد من الجلسات النقاشية والأمسيات الشعرية والحوارات الثرى حول واقع ومستقبل القصيدة المعاصرة في الخليج وشبه الجزيرة، واحتفت الدورة الثالثة للملتقى بجمهورية الجزائر كضيفة شرف، وتم إلقاء الضوء من خلال ندوة مستقلة على القصيدة الجديدة في الجزائر، وأهم مبدعيها وعرض نماذج من القصائد التي أنتجها الشعراء الجزائريون الشباب. أدار الجلسة الختامية للملتقى، والتي حضرها لفيف من الشعراء والنقاد والضيوف المشاركين، الكاتب والناقد اليمني الدكتور عمر عبدالعزيز، وشارك بها كل من الدكتور حمود الدغيشي من سلطنة عمان، والباحث صالح غريب من دولة قطر، والدكتورة ميساء الخواجة من السعودية. وتناولت ورقة الدغيشي “آفاق وهواجس التغيير في القصيدة الحديثة بالخليج”، وكانت القصيدة العمانية الجديدة نموذجا قدمه الدغيشي لقراءة هذه الهواجس والآفاق، وأشار إلى أن اللغة الشعرية عند معظم شعراء قصيدة النثر العمانيين تحمل نسقا موسيقيا حالما، وقال إن القصيدة العمانية الحديثة تؤرخ لمرحلة تشكل انعطافا في الواقع الثقافي العماني الراهن، فالناظر لهذا اللون الأدبي ـ كما أشار ـــ يدرك مدى هيمنة لغة الخطاب المسترسلة في تصوير العجز الإنساني عند التصدي للواقع ومواجهته، مع عدم الادعاء بأن هذه القصيدة لا تتقاطع مع عباءة القصيدة العربية الحديثة. وأكد الدغيشي أن المدنية الحديثة بقيمها الجديدة خلقت أزمة صراع لدى الشاعر العماني الذي بات يستشعر درجات التغيير حوله، فكان أكثر معاناة وأكثر تألما من جرّاء الواقع الجديد. وفي المحور الخاص ببحث أصول وملامح التطور التاريخي في القصيدة الخليجية الحديثة قدمت الناقد السعودية الدكتورة ميساء الخواجة قراءة في حداثة الشعر السعودي من خلال جدلية الثابت والمتغير، وقالت إن إحدى الإشكاليات التي رافقت الحداثة هي في موقفها من الماضي وتعاملها مع التراث، وأضافت أن المواقف الثقافية الأساسية داخلها تراوحت بين استيعاب الاتجاهات الحديثة سواء في أنماطها الأسلوبية أو في ارتباطها الشديد بأفكار الثورة الاجتماعية والسياسية، وبين الاختيارات الواعية من الماضي أو من الثقافات الغربية كمصادر أو ــ على الأقل ــ كشظايا ضد العالم الحديث. ونوهت إلى أن إشكالية الحداثة في السعودية لم تكن قاصرة على المعركة بينهم وبين التقليديين، بل طالت الخلافات الحداثيين أنفسهم، وعللت سبب هذا الخلاف إلى أن جيل الثمانينيات نفسه لم يتبن مشروع الحداثة بشكل جوهري، بل إن بعضهم ـ كما أكدت الخواجة ــ وقف موقفا محافظا من الشكل الجديد الذي آلت إليه قصيدة النثر السعودية. وقدم القطري صالح غريب بحثا حول خصائص القصيدة المعاصرة وجوانب من ملامح تطورها، وقال إن حداثة الشعر العربي المعاصر هي ذات سمات وأصول تاريخية بحتة، ولكن معظم النقاد ــ كما أشار ــ يطلقون أسماء عديدة على القصيدة المعاصرة ، كالشعر الحديث، والشعر الحرّ، وشعر التفعيلة، والشعر الجديد، والشعر الطلق، والشعر المنثور، والنثر الشعري، وقصيدة النثر، وقال إن كل هذه التسميات وغيرها ليست بصحيحة، والسبب في ذلك أن معظم النقاد لم يقرؤوا أدبنا العربي بتروٍ وبعمق تاريخي، مشيراً إلى أن الحداثة المعاصرة في الشعر العربي إنما هي مستمدة من ثقافة أسلافنا منذ العصر الجاهلي، مروراً بالعصور التالية حتى زمننا الراهن.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©