سقط ما لا يقل عن 130 قتيلا وأصيب عشرات آخرون في القتال الدائر منذ يومين في جوبا عاصمة جنوب السودان، الدولة الأحدث في العالم والتي استقلت قبل عامين عن السودان، بين جناحين في الحركة الشعبية لتحرير السودان التنظيم الحاكم برئاسة رئيس البلاد سيلفا كير. وأكدت مصادر إعلامية من داخل المدينة استمرار القتال أمس رغم إعلان الرئيس سيلفا كير سيطرة حكومته على الوضع في المدينة. ونقلت صحيفة (حريات) الإلكترونية السودانية واسعة الانتشار والمقربة من المصادر الجنوبية، نقلاً عن قيادي بالحزب الحاكم في الجنوب – الحركة الشعبية – قوله إن عدد القتلى منذ بدء الاشتباكات في جوبا يفوق الـ 130 قتيلا غالبيتهم من العسكريين وأن أعداد المصابين والجرحى يفوق هذا الرقم بكثير.
وقال إن القتال لم يتوقف للحظة وإنه كان يتواصل في أنحاء طرفية من المدينة لحظة إعلان الفريق سيلفا كير السيطرة على الوضع، وأضاف أنه سمع دوي إطلاق النار وانفجارات أمس من ناحية قاعدة (بلفام) – القيادة العامة للجيش الشعبي - مشيرا إلى أن “إطلاق نار مكثف دار بالقرب من مطار جوبا، بدأ عند منتصف الليلة قبل الماضية واستمر حتى الساعة الخامسة من صباح أمس. وأضاف: “حتى الآن لا يعرف أحد حتى سيلفا كير نفسه حجم الخسائر بالضبط، ولا أعداد القتلى والمصابين”، مؤكداً أنه رأى بعينه عددا كبيرا من المُصابين بإصابات خطيرة وسط المدنيين.
لكن طبيبا في مستشفى عسكري قال لإذاعة محلية أمس (حسب وكالة أ ف ب) إن 66 جنديا على الأقل قتلوا في المعارك الجارية منذ يومين في عاصمة جنوب السودان. وقال الدكتور اجاك بولن لإذاعة مرايا “لقد فقدنا سبعة جنود حتى الآن توفوا اثناء انتظارهم العلاج الطبي لأنهم نزفوا كثيرا وهناك 59 قتلوا في الخارج”. وكان وزير الدولة لشؤون الصحة ماكور كوريون اعلن صباحا مقتل 26 شخصا على الاقل من المدنيين والعسكريين في جوبا منذ بدء المعارك مساء الاحد واصابة 140 بجروح. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت هذه الحصيلة شملت القتلى في المستشفى العسكري. وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء ان حوالى عشرة الاف مدني لجأوا الى قواعد في جوبا وعبرت عن خشيتها من وقوع اعمال عنف اتنية.
ودعت ممثلة الأمم المتحدة في جنوب السودان هيلدي جونسون أمس في بيان سكان جنوب السودان، لا سيما أطراف القتال في جوبا إلى تفادي أية أعمال عنف على أساس اثني أو قبلي. وقالت “اعتبارا من صباح الثلاثاء (أمس) كان هناك حوالى عشرة آلاف مدني في مجمعي بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، في جوبا”. وجاء في البيان أن “البعثة تتخذ كل الخطوات الممكنة لضمان سلامتهم فيما هم متواجدون في مجمعاتها”. وأضافت جونسون “في وقت يحتاج فيه شعب جنوب السودان الوحدة اكثر من أي وقت مضى، أدعو قادة هذا البلد الجديد وكل الفصائل السياسية والأطراف وكذلك قادة المجموعات الى الامتناع عن اي عمل من شانه تاجيج التوتر الاتني وزيادة حدة العنف”. وشددت جونسون ايضا على ضرورة “انضباط قوات الأمن” فيما اشارت تقارير الى حملات مداهمات وتفتيش في المنازل تتم بعنف في جوبا. وقال أحد عمال الإغاثة في جوبا طالبا عدم نشر اسمه “الطعام والمياه تمثل مشكلة بالفعل للسكان إذ ليست لديهم برادات أو كهرباء ومن ثم يشترون الطعام يوميا تقريبا... لم يخزنوا شيئا ويشعرون بالقلق”.
وقالت وكالات الأنباء العالمية إن مدينة جوبا تحولت إلى مدينة أشباح، وامتلأت شوارع المدينة بالدبابات والعربات المدرعة وناقلات الجنود، وأغلقت الأسواق وأماكن البيع وسط الأحياء. كما توقفت شبكات الهاتف المحمول عن الخدمة وعلقت شركات الطيران رحلاتها وتم إغلاق مطار المدينة بسبب الأحداث الجارية. وبعد ساعات من إعلان الجنرال كوال ميانق وزير الدفاع أن الأوضاع في المدينة قد عادت لطبيعتها، تحدثت أنباء عن قتال يدور في بعض أحياء المدينة: حي أطلع بره، الملكية، الجامعة، بلك، نمرة تلاته، وحي نيم. وقالت السفارة الأميركية في جوبا إن هناك تقارير واردة من عدة مصادر جديرة بالثقة تفيد عن حوادث أمنية جارية وإطلاق نار متقطع في عدة مواقع من المدينة.
وكانت الاشتباكات قد بدأت مساء الأحد ، وظهر الرئيس سيلفا كير بعد ليلة دامية من الاشتباكات ظهر أمس الأول، وكان يرتدي زياً عسكرياً، ويحيط به عدد من الوزراء والمسؤولين بحكومته، وأعلن حظرا للتجول في المدينة بدءاً من يوم أمس الأول، يسري من السادسة مساء إلى السادسة صباحاً. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول، أن مجموعة انقلابية بقيادة نائبه السابق الدكتور رياك مشار قامت بمحاولة انقلابية ضد نظام الحكم، مضيفاً: لكنني أود أن أعلمكم بادئ ذي بدء أن حكومتكم تسيطر تماماً على الوضع الأمني في جوبا. وأضاف سيلفا كير أن الاشتباكات بدأت عندما أطلق أحدهم الرصاص في الهواء قرب مقر الحزب الحاكم، مضيفاً: أعقب ذلك هجوم على مقر قيادة الجيش قرب جامعة جوبا من قبل مجموعة من الجنود الموالين لنائب الرئيس السابق ريك ماشار وتواصلت الاشتباكات.
أميركا تحذر رعاياها من السفر إلى جنوب السودان وتنصح الموجودين بالمغادرة فوراً
واشنطن(وكالات) - حذرت الولايات المتحدة أمس المواطنين الاميركيين من السفر الى جنوب السودان وتنصح الموجودين هناك بمغادرة البلاد فورا، وامرت الولايات المتحدة أمس باجلاء دبلوماسييها وموظفيها غير الاساسيين من جنوب السودان ووقف انشطة سفارتها بسبب الاضطرابات التي يشهدها هذا البلد.
كذلك، اوصت الخارجية الاميركية في بيان لمكتبها القنصلي الرعايا الاميركيين في جنوب السودان بمغادرته فورا وحذرت مواطنيها الاخرين من التوجه اليه.
عدد اليوم
