الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ولي عهد الفجيرة يدعو إلى اتخاذ خطوات جادة لحماية الحياة البرية وموارد المياه

ولي عهد الفجيرة يدعو إلى اتخاذ خطوات جادة لحماية الحياة البرية وموارد المياه
18 ديسمبر 2013 00:50
الفجيرة (وام) - شهد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة صباح امس الاحتفال الذي أقامته بلدية الفجيرة في محمية وادي الوريعة الوطنية بهدف تسليط الضوء على الجهود التي تبذل في سبيل الحفاظ على الطبيعة في المحمية. ووجه سموه خلال الاحتفال باتخاذ خطوات جادة نحو حماية الحياة البرية وموارد المياه التي تحظى بها المحمية من أجل الأجيال المقبلة. وقال سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي “بينما نتحرك نحو المستقبل يتوجب علينا حماية تراثنا الطبيعي وذلك لصالح شعبنا، فالمحمية تعد أيقونة حية ورمزا يعبر عن احترامنا لماضينا وآمالنا في المستقبل، وعليه فقد أصدرت توجيهات لبلدية الفجيرة وجمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة لتأسيس محمية وادي الوريعة الوطنية وإدارتها كنموذج للحفاظ على الطبيعة على المستوى الإقليمي”. وأشاد سموه بتأسيس المقر الرئيسي للمحمية الوطنية والبحوث الميدانية التي تجرى باستمرار بهدف الحفاظ على النباتات والحيوانات القيمة التي توجد في المنطقة وببرنامج أبحاث المياه والتعلم الذي أسس بالشراكة مع بنك إتش. إس. بي. سي الشرق الأوسط ومؤسسة ساعة الأرض. وأشار إلى أنه على الرغم من إحراز الكثير من التقدم فيما يتعلق بالمحافظة على وادي وريعة إلا أنه يتطلع إلى بذل جهود مستمرة وفعالة في سبيل الحفاظ على الطبيعة. ودعا بلدية الفجيرة وجمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعية إلى التعاون في قيادة هذه الجهود. وتم الإعلان عن وادي الوريعة كأول منطقة جبلية محمية في الإمارات في يوم 16 مارس عام 2009 وذلك وفقا لمرسوم أميري من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة. جاء هذا الإعلان كنتيجة لبحث مكثف استمر ثلاث سنوات أتمته جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع بلدية الفجيرة وبدعم مادي من بنك اتش. اس. بي. سي الشرق الأوسط. وأشار هذا البحث إلى أهمية وادي الوريعة البيئية وأهمية المحافظة عليه من أجل الأجيال القادمة.. وحدد مصادر الضغط والتهديد التي تتعرض لأنظمة الوادي الطبيعية والتي تشمل الاستغلال المفرط لموارد المياه في الوادي والرعي المفرط وتدهور المواطن بسبب رمي النفايات ونيران التخييم والمحاجر وجلب أنواع حياة برية لا تنتمي إلى النظام الطبيعي للوادي. وفي عام 2013 عينت حكومة الفجيرة جمعية الإمارات للحياة الفطرية لريادة عملية تطوير خطة إدارية لمحمية وادي الوريعة الوطنية بالتعاون مع بلدية الفجيرة.. وتسعى الخطة الإدارية إلى حماية الموارد الطبيعية في الوادي بشكل يتلاءم مع الثقافة المحلية ووفقا لأفضل الممارسات الدولية. وتعد محمية وادي وريعة الوطنية التي أسست بموجب القانون رقم 2 لعام 2009 أول محمية وطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ستصبح نموذجا مثاليا على المستوى الإقليمي في الحفاظ على الحياة البرية والمياه.. إذ يضم الوادي أحد الموارد الدائمة المعدودة للمياه العذبة في دولة الإمارات العربية المتحدة ويعد الموطن الوحيد للعديد من فصائل النباتات والحيوانات. وقال المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة انه تقديرا لتوجيهات المحافظة على الطبيعة التي أصدرها سمو ولي عهد الفجيرة ستقوم بلدية الفجيرة بالتعاون مع شركائها في المحافظة على الطبيعة بإغلاق محمية وادي وريعة الوطنية لتأسيسها كمنطقة مثالية في المحافظة على الطبيعة على المستوى الإقليمي، ولهذا علينا أن نبذل قصارى جهدنا للاستعداد للترحيب بالجمهور في المحمية الوطنية بعد تجهيزها بالشكل الأمثل واللائق بالزوار في المستقبل. وتغطي المنطقة المركزية للمحمية مساحة 129 كيلومترا مربعا ويحيط بها أكثر 92 كيلومترا مربعا إضافيا كمنطقة حدودية كأول منطقة جبلية محمية في الإمارات وتم إدراجها لمحمية وطنية وفقا للفئة الثانية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة. وفي ختام الاحتفال تم إغلاق المحمية تمهيدا لإعدادها ولحماية سلامة الزائرين والحياة البرية بصورة صحيحة، حيث تعد السلامة العامة أحد الاهتمامات الرئيسية داخل المتنزه وذلك نظرا لقلة المنشآت المخصصة لاستقبال الزائرين لذا سيتم تأسيس بنية تحية قوية ضمانا لاستمتاع الجمهور بتجربة مجزية وحماية المناطق ذات الطبيعة البيئية الحساسة داخل المحمية التي تقع في وادي الوريعة بين دبا والبدية ومسافي. وتحتوي المحمية على أحد الموارد الدائمة والنادرة للمياه الجوفية العذبة في الإمارات، حيث تم إدراج محمية وادي الوريعة الوطنية على لائحة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية التابعة لاتفاقية رامسار وذلك في عام 2010. ويحتضن الوادي 81 نوعا من أنواع الطيور تعتبر نسبة 5 بالمئة منها معرضة للانقراض وفق تصنيف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة بينما لنسبة 24 بالمئة منها أولوية محلية و20 نوعا من الثدييات.. ويعتبر 60 بالمئة من الثدييات الموجودة في الوادي ذا أهمية محلية أو دولية ومنها أنواع نادرة ومعروفة مثل الطهر العربي وقط الوشق وثعلب بلانفورد. وتعتبر محمية وادي الوريعة الوطنية واحدة من ثلاثة أماكن يقطن فيها الطهر العربي في العالم وتم مشاهدة 467 نوعا من اللافقاريات في المحمية 63 نوعا منها تم تصنيفه لأول مرة في الوادي. ويعتبر وادي الوريعة منطقة هامة لحشرات اليعسوب حيث أشار مسح إحصائي إلى وجود 21 نوعا من اليعسوبيات في الوادي وذلك من أصل 30 نوعا موجودا في الإمارات. وتمت مشاهدة نوع من اليعسوبيات في الوادي مؤخرا وفقا للاتحاد الدولي لصون الطبيعة تم تسجيل آخر مشاهدة لهذا النوع في آخر مرة في عام 1957 وقد أعتقد بأنه تعرض للانقراض. وقالت إيدا تيليش مدير عام جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالإنابة إن ما يميز وادي وريعة هو توفر مصادر مياه عذبة بشكل دائم بالرغم من وعورة بيئته.. وجمعينا ندرك أن وجود الماء في إقليم قاحل مثل هذا يعني الحياة ولكن ما ينساه معظمنا هو أن وادي الوريعة هو أيضا ناء ووعر والوصول إليه ليس بالأمر السهل ولطالما احتجنا للمشي لـ 6 ساعات أو أكثر داخل الوادي من أجل الوصول إلى موقع مناسب نثبت فيه كاميرات مراقبة الحياة البرية الخفية. وأضافت تيليش إنه لا تجتمع مياه عذبة وافرة مع أرض وعرة وقاحلة إلا لخلق مكان مذهل يحتضن أنواع حياة نادرة وأنظمة بيئية فريدة.. ولقد تمكنا على مدار الأعوام السابقة من خلال عمل ميداني واسع المدى من توثيق وجود أكثر من 500 نوع مختلف من الحياة تعيش في هذا الوادي منها أكثر من 70 نوعا مختلفا من الطيور وعشرات من أنواع الزواحف والثدييات بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأسماك والبرمائيات والنباتات. وأوضحت تيليش أنه تم التعرف على أكثر من 72 نوعا جديدا على العلم داخل وادي الوريعة.. وعندما نقول “جديد على العلم” فإننا نعني أن العلماء لم يكونوا على علم بوجود تلك الأنواع على الإطلاق حتى تم اكتشافها ووصفها.. وفي شهر يونيو من عام 2013 تمكن أحد علماء البيئة في الوادي من التقاط صورة لحشرة اليعسوب لم يرها أحد في أي مكان في العالم منذ عام 1953.. لذا نحن على يقين تام بأننا سنكتشف أنواعا جديدة أخرى هنا في وادي الوريعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©