الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجيش السوري الحر»... ضغوط التمويل والتسليح

«الجيش السوري الحر»... ضغوط التمويل والتسليح
17 ديسمبر 2013 23:26
في إحدى الشقق في مدينة «إربد» الأردنية التي أصبحت محطة استراحة للمعارضة السورية، ينتظر أحمد الحريري أسلحة وذخائر يقول إنه تلقى وعوداً بها، وربما يطول انتظاره. ويقود الحريري لواء مكوناً من 450 فرداً في الجيش «السوري الحر» في موطنه درعا مهد الثورة السورية التي اندلعت في عام 2011. لكن بعد أن كان الغرب يتودد إلى الجيش «السوري الحر»، الذي يحصل على دعم من قبل أشخاص يعيشون في المنفى مناهضين لنظام الأسد، بدأ التمويل المقدم ينضب خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن ثم أقدم مقاتلوه المحبطون على الرحيل. وانتهت الحال ببعض المقاتلين إلى صفوف جماعات معارضة مسلحة تنتمي إلى تنظيم «القاعدة»، ممن جذبت قضيتهم الطائفية مقاتلين وتمويلات خارجية، الأمر الذي يدق جرس الإنذار أمام القوى الغربية التي دعمت في البداية الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت الولايات المتحدة وبريطانيا الأسبوع الماضي أنهما علقتا المساعدات غير القاتلة إلى الثوار السوريين في الشمال بعد أن أغار ثوار إسلاميون على مخزن تديره مجموعة متحالفة مع الجيش «السوري الحر»، وهو ما يلقي الضوء على وجود أزمة قيادة في المعارضة السورية المسلحة. وأفاد مسؤولون أميركيون بأن قائد الجيش «السوري الحر»، الجنرال سليم إدريس غادر إلى تركيا. وأشار الحريري الذي يتبع القائد الإقليمي للجيش «السوري الحر» إلى أنه «في بداية الثورة كنا نحصل على الملايين»، مضيفاً «كنا نتلقى أموالاً من مواطنينا في إحدى الدول العربية تتراوح بين 80 ألفاً ومائة ألف دولار كل شهر أو شهرين». وأكد أن رجاله الآن يتناولون وجبة واحدة في اليوم، بينما يعتمد على تبرعات من شقيقه، رجل الأعمال، من أجل شراء السجائر وبطاقات الهواتف للمقاتلين. وتابع الحريري «رغم استمرار القتال في درعا، فإن عدداً من مقاتليه في إجازة، لأنه ليست هناك أموالاً كافية لإطعامهم»، لافتاً إلى أن مجموعته كانت تقاتل ضمن تحالف غير مريح مع جماعات موالية للقاعدة ضد قوات الحكومة السورية. وقرأ الحريري رسالة من نائبه في درعا تقول «إنه سمح لمعظم المقاتلين بالحصول على إجازة لإيجاد عمل بسبب نقص الغذاء». وأضاف الحريري «إن بعض رجاله يفكرون في قبول عروض بالانضمام إلى جماعة أحرار الشام، التي تعتبر من بين الجماعات الرئيسة التي تقاتل لصالح الدولة الإسلامية التي نفذت عمليات مشتركة مع تنظيمات تابعة للقاعدة». ووصف هذه العروض بأنها جيدة، فهم يعطون المقاتلين سيارات ورواتب، ولديهم عربات رباعية الدفع وأسلحة مضادة للطائرات، ويدفعون 150 دولاراً شهرياً للمقاتل، وهو ما يعتبر مبلغاً مالياً ضخماً بالنسبة لهم. وتقوم الأردن المجاورة بدور رئيس في المساعدة على تنسيق قوات الجيش «السوري الحر» المنقسمة في جنوب سوريا، عبر نقل المساعدات والأسلحة والذخائر الغربية. وتتم معالجة جرحى المقاتلين في مرافق طبية أردنية، بينما يسافر قادة «الجيش السوري الحر» إلى الأردن لمقابلة المسؤولين العسكريين من الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية. وكجزء من مساعداتها السرية للمعارضة السورية، تقود وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تدريب المقاتلين السوريين في جنوب المملكة، حسبما يقول مسؤولون أميركيون سراً. وتواصل دول عربية أخرى تمويل جماعات أفضل تسليحاً وأكثر تعصباً، من بينها تلك التنظيمات المرتبطة بـ«القاعدة» مثل «جبهة النصرة»، حسب مسؤولين عرب وغربيين، الذين أوضحوا أن الجبهة ربما تتقاسم بعض القيادات مع «القاعدة» في العراق وسوريا. مع التركيز على محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة المزمع عقدها في يناير المقبل، توقفت معظم المساعدات المقدمة إلى الجيش «السوري الحر»، وفق محللين وقادة ميدانيين. وذكر الحريري «منذ أربعة أشهر لا نحصل على أسلحة، وإذا طلبنا قهوة يعطوننا مياهاً»، مضيفاً «كل شيء تم تقليصه .. الأسلحة والذخائر وحتى الغذاء». وأفضت اغتيالات في صفوف قادة الجيش «السوري الحر» واستقالات آخرين إلى إضعافه وحدوث انقسامات داخلية عميقة. ولطالما كان هذا الخلل التنظيمي وخطر وقوع الأسلحة في أيدي الجماعات المسلحة المناهضة للغرب، مبعث قلق المسؤولين الأميركيين، الذي حال دون تقديم مساعدات عسكرية للجيش «السوري الحر» وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى. وقالت محررة موقع «سوريا ديبلي» لارا ستراكيان، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، «نشاهد فكرة الانهيار في صفوف الجيش السوري الحر بسبب نقص الموارد تتجسد على أرض الواقع ببطء». وأضافت «ترك بعض الأعضاء صفوف الجيش السوري الحر للانضمام إلى جبهة النصرة بسبب افتقارهم إلى موارد من أجل مواصلة القتال، إلى جانب شعورهم بالحاجة إلى حماية جماعات أخرى مثل الدولة الإسلامية في العراق وسوريا». وتابعت «بالنسبة لهؤلاء المقاتلين تعتبر جبهة النصرة أخف الضررين». ويقول الحريري «إن المقاتلين الذين ينضمون إلى جبهة النصرة يتم نقلهم إلى معسكر في جنوب سوريا، حيث يتم دمجهم في المذهب الفكري للجماعة المتشددة». وقبل الحرب، كان الحريري يعيش في الكويت ويعمل في مجال تصميم الملابس النسائية، كما كان يستثمر أيضاً في مصنع حفاظات الأطفال في دمشق وستوديو تسجيل صوتي. وأفاد «كانت حياتي سهلة .. أضحك وأمزح، ولم أكن في حاجة إلى أي شخص، وكان كل شيء على ما يرام». واستدرك «لكن حتى حين ذلك كانت قوات الأمن السورية تتدخل في كل جوانب الحياة العادية، لدرجة أن أي شخص يريد الزواج كان عليه الذهاب للحصول على تصريح من السلطات الأمنية». وأدى الحريري الخدمة العسكرية الإجبارية في مدينة قرداحة في محافظة اللاذقية حيث ولد والد الأسد، والتي تعتبر معقلاً للأسرة الحاكمة. وعندما بدأت الثورة، يقول الحريري إنه شهر بندقيته لحماية المتظاهرين في درعا، لافتاً إلى أن أول شخص قتله كان مخبراً للنظام. وذكر أنه تم اعتقاله وسجنه، منوهاً بأنه كان يحتجز في زنزانة بالغة الضيق حيث يجبر على النوم واقفاً مع 19 شخصاً آخرين، وكان يتم تعليقهم من أرجلهم ويتعرضون للضرب والحرق. وأوضح أنه تم إطلاق سراحه في سبتمبر 2012 بعد لقاء وفد الجامعة العربية التي قررت أنه تعرض للتعذيب وطالبت بالإفراج عنه. وتابع «بعد شهر من إطلاق سراحه أطلق النار مع مقاتلين آخرين على حافلة عسكرية وسيارة مصاحبة لها ببنادق آلية، ما أسفر عن مصرع 46 عسكرياً». جان آراف ووجد ضنية إربد- الأردن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©