كنساس سيتي (الولايات المتحدة )-رويترز: أوصت لجنة تأديب عسكرية أميركية بمعاقبة جندي في سلاح مشاة البحرية الاميركية ''المارينز'' لمشاركته في احتجاج على حرب العراق نظم في واشنطن في مارس الماضي· واجتمعت لجنة التأديب المكونة من ثلاثة أعضاء في مركز لقيادة ''المارينز'' في مدينة كنساس سيتي بولاية ميزوري وأوصت بتسريح الكوربورال آدم كوكيش تسريحا عاما وهي عقوبة أدنى من التسريح المشرف مع الاشارة الى سلوكه السلبي بدرجة ملموسة· وقد اتهم بإساءة السلوك لارتدائه الزي الذي يرتديه الجنود الاميركيون في الصحراء خلال الاحتجاج وتحدثه علنا ضد الحرب في الذكرى السنوية الرابعة للغزو عام ·2003
وصرح كوكيش أنه سيستأنف ضد عدم الاستجابة لطلب تسريحه تسريحا مشرفا، لكنه قال ان ذلك أفضل على الاقل من تسريحه تسريحا غير مشرف· وهو أحد ثلاثة جنود اميركيين أعضاء في جماعة باسم ''مقاتلون سابقون في العراق مناهضون للحرب'' هددت الحكومة الأميركية بمعاقبتهم على دورهم في التظاهرات المناهضة للحرب· وأوضح انه يتصرف كمدني منذ خروجه من الخدمة العسكرية في نوفمبر الماضي، وأدان إجراء سلاح ''المارينز'' ضده ووصفه بأنه تقييد لحرية التعبير وتحرك سياسي فاسد من جانب الجيش الاميركي· وقد ارتدى قميصا قطنيا أسود يرتديه مناهضو الحرب خلال الجلسة الاجرائية، وقال ''من الواضح ان تكتيكات الترويع هذه تستخدم ضد أعضاء الجماعة، حرية التعبير تعني الحق في أن تقول ما لا يريد أن يسمعه أناس آخرون''·
لكن الضابط في ''المارينز'' الكولونيل باتريك مكارثي قال ''هذا تسريح اداري لصالح الخدمة علاقة بانتهاك قواعد ارتداء الزي العسكري وليس قضية حرية تعبير''· وقال المدعي باسم السلاح الكابتن جيريمي سيبرت إن تصرف كوكيش في التظاهرة ينطوي على ضرر محتمل للجيش لأن التظاهرة نظمت في حين كان الكونجرس يناقش مشروع قانون تمويل حرب العراق ويمكن ان يضر أيضا بجهود الجيش لتجنيد أفراد جدد ويؤثر على الرأي العام الاميركي بشأن دور مشاة البحرية في حرب العراق· ونظم محتجون قدموا من شتى انحاء الولايات المتحدة تظاهرة أمام مركز القيادة وحملوا لافتات تؤيد كوكيش وتنتقد بوش· ووضع كثيرون منهم شارات كتب عليها رقم (3495) رمزاً الى عدد الجنود الاميركيين القتلى في حرب العراق، وقال محارب سابق في الحرب الكورية ''انها حرب مجنونة''·
في غضون ذلك أظهر استطلاع للرأي العام في الولايات المتحدة نشرت نتائجه صحيفة ''واشنطن بوست'' وشبكة ''يه· بي· سي'' التلفزيونية أمس ان استياء الأميركيين من الوضع في العراق يتصاعد، كما ازداد استياؤهم من الديمقراطيين الذين سيطروا على الكونجرس في انتخابات نوفمبر الماضي بتفويض من الناخبين لإنهاء هذه الحرب·
وقال 39 % ممن شملهم الاستطلاع فقط إنهم راضون عن أداء الكونجرس بانخفاض عن 44 % في ابريل الماضي، كما انخفضت نسبة التأييد للديمقراطيين في الكونجرس من 54 % الى 44%· ووقفت نسبة التأييد لأداء بوش عند 35% دون تغيير عن ابريل· ورأى 73% من الامريكيين أن بلادهم تسير على ''الطريق الخطأ''· وقال 61 % إن حرب العراق لا تستحق ان يخوضها الجيش الاميركي، وقال نحو الثلثين ان الولايات المتحدة لا تحقق تقدما ملموسا لإعادة النظام والأمن المدني الى العراق· وطالب 55% بخفض القوات الاميركية في العراق، لكن 15% فقط طالبوا بانسحاب فوري من هناك·
عدد اليوم
