أمية ملص تطرق «أبواب الحقيقة» وتدخل عالم الجريمة

تدخل الفنانة السورية أمية ملص هذا العام تجربة درامية جديدة من خلال المسلسل البوليسي “أبواب الحقيقة”، لتحقق مزيداً من التنويع في خياراتها الفنية، بعد أن شاركت خلال العام الماضي في عمل اجتماعي وآخر شامي وثالث كوميدي. وتصف ملص المسلسل الجديد بالشائق والمثير، ولاسيما أنه يعتمد على التفاعل والتواصل مع جمهور المشاهدين من خلال رسائل الهاتف المحمول لكشف أسرار الجريمة المرتكبة، والتكهن بهوية المجرم الحقيقي. تقول أمية ملص لـ“الاتحاد”، إنها تعمل دائماً على جانب التنويع في مشوارها الفني، وتهرب من التكرار والنمطية، ولهذا فهي لا ترفض شكلاً درامياً ولا تفضل آخر، وما يحدد قبولها أو رفضها لعمل ما هو طبيعة الشخصية المعروضة عليها، ومضمون العمل ككل، والرسالة التي يهدف إلى إيصالها. وهي تعبر عن سعادتها بهذه التجربة الجديدة، خصوصاً أنها تقترح لأول مرة موضوع التواصل مع المشاهدين، ما يتيح لها جماهيرية واسعة، فضلاً عن عنصر التشويق فيه. اكتشاف القاتل الحقيقي وتضيف ملص: يتألف المسلسل من خمسين حلقة، مدة كل منها خمس عشرة دقيقة، وتتألف من قصص منفصلة، ففي كل حلقة هناك جريمة قتل، يبدأ التحقيق فيها من قبل المحقق والطبيبة الشرعية، حيث تثار الشكوك حول عدد من الأشخاص، وتتداخل المعطيات والأدلة، إلى أن يقترب فريق التحقيق من حل اللغز وفك العقدة، لكن ذلك لايعلن، بل يُترك للجمهور الذي عليه أن يكتشف القاتل الحقيقي، ويرسل الإجابة الصحيحة عبر رسائل الهاتف المحمول، وهناك جائزة لمن يعرف شخصية القاتل في كل حلقة، وجائزة كبيرة لكل عشر حلقات، وجائزة كبرى في نهاية البرنامج، ضمن احتفالية تضم نجوم العمل. وتقول أمية إن المسلسل يطرح مقولة مهمة، وهي أن كثيراً من المجرمين هم أشخاص عاديون دفعهم الغضب والحماقة إلى ارتكاب جرائمهم دون سابق إصرار، وأنه بقليل من الحلم كان بإمكانهم أن يتجنبوا ارتكاب الجريمة، والمسلسل يحمل الكثير من الحس الإنساني، وقد كتبه مخرج العمل الأردني سامر خضر بنفسه، ويشارك فيه الفنانون روعة ياسين وسحر فوزي وسلوم حداد ومها المصري وسلمى المصري وفراس إبراهيم ولمى إبراهيم ووائل رمضان وأكرم الحلبي وغيرهم. كما تدرس أمية أكثر من عرض لمسلسلات الموسم القادم، لكنها لم تتخذ قرار المشاركة بعد، وتقول إنها تبحث عن الجديد والمختلف، الذي يحقق لها خطوة جديدة وحضوراً لافتاً على الشاشة. جرأة محسوبة وفي تقييمها لمشاركاتها الأخيرة، أشادت أمية بمسلسل “الولادة من الخاصرة”، الذي حقق أكبر متابعة جماهيرية بين المسلسلات السورية، ووصفته بأنه لامس هموم الناس وقضاياهم الملحة، وسلط الضوء على الشرائح الفقيرة التي تعيش على هامش المجتمع، وعلاقتها بالشرائح الأخرى المتوسطة والغنية. وقالت إن العمل قدم تحليلاً لبعض من أهم المشكلات في المجتمع، ولهذا تابعه المشاهد باهتمام. أما عن دورها فيه، فتقول: إن شخصية المرأة اللعوب التي قدمتها في “الولادة من الخاصرة”، هي شخصية حياتية واقعية، نجدها في بعض المجتمعات المخملية، ولها ما يبررها في الحبكة الدرامية، ففي منزلها يجتمع لاعبو القمار، حيث تقوم بخداعهم للحصول على أموالهم. وأضافت بأنها تتجنب الأدوار التي تتضمن حالات من الإغراء، لكن هذه الشخصية جذبتها بقوتها وعمقها، ودورها المحوري في الأحداث، فهي ليست شخصية مقحمة على النص، وإنما أساسية فيه. كما أنها راعت موضوع الجرأة، فلم تجعلها تخرج من إطار الحشمة على الشاشة. انطباعات إيجابية وفي الجزء الثاني من مسلسل “يوميات مدير عام”، قدمت أمية ملص شخصية “مها” القاضية، بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على عرض الجزء الأول من العمل، وكانت مها في ذلك الوقت طالبة، وتقول عن التجربة: لم يكن صعباً أن أستعيد تفاصيل الشخصية وحركاتها وطبيعة علاقتها مع شقيقها الذي يؤدي دوره الفنان أندريه سكاف، لكن ما شغلني هو تصور الشخصية بعد مرور كل هذه السنوات، وكيف سيستقبلها الجمهور، والحمد لله كانت الانطباعات إيجابية، ويبدو أن كثيراً من المشاهدين أحبوا شخصية القاضية النزيهة والمستقيمة. أما عن مشاركتها في الجزء الثاني من مسلسل “الدبور”، فتقول أمية إنها من خلال ردود الفعل التي وصلتها شعرت أن العمل لم يحقق الشعبية المتوقعة، ويبدو أن مزاج المشاهد تغير هذا العام، نتيجة ما يعيشه العالم العربي من أحداث سياسية، كما أن أعمال البيئة الشامية أصبحت متشابهة إلى حد ما وتكرر نفسها، ما صرف المشاهد إلى أعمال أخرى تحقق له الإدهاش أو تناقش مشكلاته وهمومه، وهي تعتقد أن جمهور الدراما الشامية يقتصر على شهر رمضان، والشعبية التي يمكن أن تحصل عليها هذه الأعمال في رمضان غير مضمونة خارجه. رهان على الكم ورغم النجاحات المتفاوتة التي حققتها الأعمال التي شاركت فيها هذا العام، تقول أمية إنها راضية عن حضورها خلال الموسم الماضي، لكنها تراهن على حضور أكثر أهمية في أعمال رمضان القادم، من خلال مشاركات نوعية، بدأتها بمسلسل “أبواب الحقيقة”، وهي تؤكد أنها لا تراهن على الكم في أعمالها، بل تنظر دائماً إلى النوع، وليست مستعدة للمشاركة في أي عمل جديد لا يضيف لتجربتها خبرة جديدة. انزعاج وخيبة أمل عن نشاطاتها بعيداً عن التلفزيون، أبدت أمية انزعاجها وخيبة أملها من إلغاء عرض مسرحي كان من المقرر أن تشارك فيه خلال الشهر الماضي، وذلك بعد أن اتفقت مع المخرج وجهة الإنتاج، وخصوصاً أنها تتوق للوقوف على خشبة المسرح مجدداً، ولاسيما أنها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية وبدأت مشوارها الفني على خشبة المسرح، وتضيف بأن المسرح مهمل إلى حد كبير، مع أنه أبو الفنون.