الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الوحدة.. سعادة غائبة للموسم الرابع على التوالي

الوحدة.. سعادة غائبة للموسم الرابع على التوالي
17 ديسمبر 2013 22:15
بعدما استبشر الشارع الرياضي بعودة الوحدة كفريق كبير وقوي إلى سابق عهده عقب المستوى المميز الذي قدمه أمام الجزيرة في مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة وتفوق بهدف وحجز تذكرة ربع النهائي، عاد الفريق إلى سابق عهده وظهر بمستوى متواضع ليواصل صيامه عن تحقيق الانتصارات للجولة السابعة على التوالي، وهو ما يدق أجراس الخطر في قلعة أصحاب السعادة، لأن الوحدة عرف لسنوات طويلة بأنه منبعاً مهماً لتفريخ المواهب والنجوم وطرفاً أصيلاً في المنافسة على بطولة الدوري بعد أن عاش مرحلة البناء من القاعدة وظل يحافظ على هذا المنهج الذي جعله يصنف بأنه ناد محترف في زمن الهواية، ومر الفريق بكبوات لكنه كان يعود سريعاً إلى سيرته الأولى، لكنه يعيش للموسم الرابع على التوالي حالة من التراجع، وبسيناريو يتكرر، طموحات كبيرة في بداية الموسم، وواقع يجعل الفريق يواصل قوقعته بعيداً عن حلبة صراع الكبار. ومن المفارقات أن مترو العاصمة الذي فاز بالدرع موسم 2009 ـ 2010 ووصل للعالمية عبر مشاركته في مونديال الاندية، أحتل في الموسم التالي المركز الخامس وظل يتراجع مركزاً في كل نسخة حتى وصل به الحال إلى أن يقبع في المركز العاشر بعد مرور 10 جولات من المسابقة في نسختها الحالية، لم يتمكن خلالها من حصد سوى 10 نقاط. هذا الواقع يثير التساؤل لفريق يضم في صفوفه النجم الأول لكرة القدم في الدولة إسماعيل مطر، ولاعبين مثل محمود خميس وعيسى سانتو وحمدان الكمالي، وعبدالله النوبي وتوفيق عبدالرزاق ومحمد الشحي وجميعهم يعتبرون حالياً لاعبين أصحاب خبرة بجانب سالم صالح والموهبة القادمة سهيل المنصوري فضلاً عن بقية العناصر ووجود لاعبين أجانب في صفوف الفريق بقيمة الأرجنتينيان تيجالي ودياز والتشيلي ماركو أسترادا الذي لم يقدم حتى الآن ما يشفع له بالبقاء في صفوف الفريق. وإذا كانت الأعذار موجودة في السابق بعد أن غير الفريق جلده بشكل كبير بمغادرة عدد من لاعبي الحرس القديم، مع تعاقدات غير موفقة إلا أن الحال في هذا الموسم مختلف حيث حانت مرحلة الحصاد بعد صبر 3 أعوام، لكن الواقع يخالف ما يملكه الوحدة من إماكانيات، سواء مع المدرب التشيكي كارل جاوليم الذي تمت إقالته أو مع البرتغالي بيسيرو الذي مازال يبحث عن علاج للأزمة التي يعيشها العنابي. ومشكلة الوحدة الظاهرة للعيان ليست في عدم الاستقرار الفني أو في العدد الكبير من اللاعبين المصابين الذي بدوره قاد لعدم ثبات تشكيلة الفريق لأن النوعية الموجودة من اللاعبين يفترض فيها أن تعطي أفضل مما قدمته وتقهر الظروف وتطوعها، بدليل لقاء الجزيرة في كأس صاحب السمو رئيس الدولة، والذي عاد الفريق بعده إلى سيرته القديمة المتجددة في الدوري وظهر بوجه أخر أمام عجمان في الجولة الماضية، وهو متكامل الصفوف للمرة الأولى تقريباً للمباراة الثانية على التوالي منذ بداية الموسم، لكن الخلل والأخطاء المتكررة استمرت. وإذا كان اللوم يقع على شركة كرة القدم في عملية التغيير الفني للاختيار من البداية ثم التغيير في توقيت مبكر، وهو ما يجعلها تتحمل جزءاً مقدراً من المسؤولية، إلا أن اللاعبين يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية تجاه النتائج المتواضعة لفريق بحجم أصحاب السعادة هذا الموسم، وبشكل خاصة اللاعبين الكبار في الفريق الذين تعرضوا لإصابات هذا الموسم تكشف عدم حرص من اللاعب نفسه، الذي يفترض فيه أن يكون أكثر احترافية ويتفادى مثل هذه الإصابات، كما ان اللاعبين مطالبين أكثر بالحفاظ على سمعتهم كلاعبين دافع معظمهم عن ألوان المنتخبات الوطنية وما يزالون. تيجالي وحيداً ويبقى اللاعبون الأجانب أمراً محيراً في الفريق باستثناء المهاجم الأرجنتيني تيجالي الذي أظهر أنه صفقة ناجحة بما قدمه، رغم أنه تلقى 3 إنذارات بدون مبرر بالاحتجاج على قرارات الحكام ستحرم الفريق من جهوده في الجولة المقبلة، وبدرجة أقل مواطنه دياز الذي يعاب عليه البطء في بعض الأحيان والميل إلى الإستعراض، أما المدافع الكويتي حسين فاضل فيحسب له إجتهاده في أخر مباراتين لتحقيق الإضافة المطلوبة بعد صداقة دائمة مع البطاقات الملونة التي افقدت الفريق جهوده في مباراتين، وتبقى الحلقة الأضعف في الأجانب هي التشيلي ماركو استرادا الذي يعتبر نقطة ضعف في الفريق من خلال ما قدمه في المباريات الخمس التي خاضها مع الفريق كأساسي، بعد إصابات متكررة بدأت في ختام المعسكر الإعدادي ثم بعد تعافيه من الإصابة الأولى، وبعيدا عن الأسباب التي دفعت لاختياره إلى أن أسلوبه وعصبيته الزائدة جعلته عبئاً ثقيلاً على أصحاب السعادة أكثر من كونه قوة إضافية. تذبذب المستوى وما يقال عن الأجانب ينطبق على عدد كبير من اللاعبين المواطنين الذين يتذبذب مستواهم ما بين مباراة وأخرى عدا الثنائي محمود خميس وعبدالله النوبي، اللذان ياثبتا انهما أمتداد للجيل السابق. وما لم تستشعر كل حلقة في الفريق بدءاً من شركة كرة القدم وانتهاءاً باللاعبين مسؤوليتها وتحاسب نفسها بجدية فإن مترو العاصمة سيواصل التقهقر إلى الخلف ويجد نفسه بنهاية الموسم في موقف لا يحسد عليه. لا أعذار ويرى عبدالله سالم مدير الفريق أن كل الظروف كانت مهيأة للفريق بغض النظر عن الظروف التي تعرض لها هذا الموسم من إصابات كثيفة أو تغيير الجهاز الفني والتي أعتبر أنها لا يجب أن تكون عذراً للنتائج التي حدثت. وقال: “علينا أن نقاتل جميعاً لعودة الوحدة إلى مكانه الطبيعي في الفترة المقبلة، وأعتقد أن مباراة عجمان جرس إنذار مبكر وقد افتقد الفريق فيها التركيز في لحظات كان على اللاعبين أن يكونوا في كامل لياقتهم الذهنية وأعتقد أن المجهود الذي بذل في لقاء الجزيرة قد أثر لكنه في كل الأحوال ليس مبرراً لأن يفرط الفريق في تقدمه بهدفين”. وتابع: “علينا أن نتكاتف جميعاً لعودة العنابي إلى سابق عهده وهو يملك القدرات لتحقيق هذه الغاية وتجاوز هذه المرحلة ونحن واثقون من عودة الفريق”. مشكلة إدارية ويشخص بسام مفتاح المدرب والمحلل الفني أن مشكلة الوحدة إدارية لأنه صاحبة الاختيار للأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب، وقال: “أي عمل فيه نجاح أو إخفاق يحسب للإدارة لأنها هي التي تنفذ الاختيار وتراقبه وأعتقد أن عوامل كثيرة أخرى قادت الوحدة إلى هذا الواقع الذي لم يكن متوقعاً في بداية الموسم لأن كل من تابع الجولات الثلاث الأولى سيرشح الوحدة للمنافسة على الدوري، وكان غريباً أننا شاهدنا غياب للاعب إسماعيل مطر والذي عندما سألنا عنه ذكر أن المدرب لا يريد لاعبين في مركز واحد، وفي الأندية الكبيرة تستقطب الخبرات الدولية لإدارة كرة القدم والهدف من ذلك أنها تحتاج للمراقبة والتنفيذ. وهناك أيضاً عدم ثبات التشكيلة وموجة الإصابات وعدم الاستقرار الفني والعناصري، وأعتقد أن اللاعب هو من يفرض نفسه كأساسي في التشكيلة وليس المدرب، لأن الجدية في العمل والحفاظ على ثبات المستوى هي من تفرض اسم اللاعب على المدرب، وهذا أمر يحتاج للمراجعة من اللاعبين الذين يفترض أن يتعاملون بعقلية إحترافية داخل وخارج الملعب”. ياسر سالم: الفريق بدون هوية هجومية وأخطاء الدفاع والحراسة أزمة حقيقية أبوظبي (الاتحاد) - ذكر النجم السابق ياسر سالم أن التقصير في مباراة عجمان لا يعود للاعبين فقط بل المدرب أيضاً يتحمل جانبا من المسؤولية بتأخيره التبديلات والتي عندما أجراها لم تكن منطقية حيث سحب تبعها تغييرات داخليه لم تحقق الإضافة المطلوبة، لأن دخول توفيق عبدالرزاق كان يجب أن يكون مكان أسترادا، وأعتبر أن التقصير كان كبيراً من المدرب ولاعبي الخبرة في التعامل مع مجريات المباراة”. وقال: “مشكلة الوحدة بشكل عام هي في غياب هوية البناء الهجومي حتى الآن والأخطاء الفردية للدفاع وحارس المرمى، وما يحتاجه الفريق هو الاستقرار في التشكيلة، والتوظيف السليم لبعض العناصر والروح القتالية والقدرة على التعامل مع مجريات كل مباراة، فضلاً عن اللياقة الذهنية العالية التي كانت واحداً من الأسباب التي ساهمت في نتائج الوحدة بالدوري”. وأضاف: “يجب أن لا ننسى أن تيجالي فقط من أجانب الفريق الذي تشعر بحضوره القوي في الملعب بتسجيل الأهداف أو بعودته لقيادة بناء الهجمة، لكن دياز غير ثابت واسترادا بطئ ووزنه زائد وإصاباته كثيرة وهما لم يصنعا الفارق مع الفريق بالشكل المتوقع. وأشار ياسر سالم إلى أن الوحدة في أول 3 جولات كان أفضل بكثير والكل كان سعيد بما يقدمه لأن عودة فريق بحجم الوحدة إلى ساحة المنافسة تساعد في إثرائها ورفع المستوى الفني للمسابقة”. طالبه بتغيير أهدافه وفرض الانضباط المفقود زبير بيه: الوحدة يعيش واقعاً لا يعكس قدراته والحراسة مقلقة أبوظبي .أكد زبير بيه نجم الكرة التونسية السابق والمحلل الرياضي أن الوحدة يحتاج أن أن يغير طموحاته لهذا الموسم الموسم إلى بناء فريق قياساً بالواقع الذي يعيشه ولا يتناسب مع الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر فيه، وأن يصفى الأجواء داخل الفريق في إشارة للواقعة التي حدثت بين المدرب بيسيرو واللاعب ماركو استرادا في لقاء عجمان، والتي اعتبرت عادية من قبل النادي الذي أكد عدم وجود مشكلة بين اللاعب والمدرب. وقال زبير بية: “هناك محاور عديدة ساهمت في الحالة الحالية للفريق أهمها الإصابات للاعبين مثل مطر والكمالي والشحي ولفترات طويلة، وعدم ثبات التشكيلة بالذات في خط الدفاع الذي مثل الفريق فيه محمود خميس وعيسى سانتو ثلاث مباريات كقلبي دفاع، وخيارات المدرب السابق جاروليم الذي أمضى فترة يفاضل بين دياز وإسماعيل مطر دون استفادته من سلاحين مهمين، وهناك المستوى الفردي حيث لا يوجد سوى عبدالله النوبي ومحمود خميس اللذان يلعبان بثبات في المستوى وبدرجة أقل تيجالي ودياز، أما باقي اللاعبين فلا يمكن أن يؤدي واحد منهم مباراتين بالمستوى نفسه، وقبل كل ذلك الأجواء داخل الفريق أصبحت مقلقة والفريق بشكل عام يملك أسلحة وقدرات كبيرة لكن الوقاع مختلف وهذه الأسلحة ليست موظفة، وحراسة المرمى تمثل مشكلة في الفريق الذي استقبل أهدافاً عديدة كان من الممكن تفاديها”. وأضاف: “الكل يجب أن يتحمل المسؤولية، والواضح أن الانضباط مفقود في الفريق فاللاعب المصاب يأخذ الوقت الذي يريده للعودة، كذلك شخصية الفريق غير واضحة في العديد من المناسبات، والخلاصة أن الوحدة فريق يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين الموهوبين وأصحاب الخبرة لكنه يحتاج أن يترجم هذه القدرات ويستثمرها في الملعب حتى يتغير الواقع الحالي وتتناسب النتائج مع إمكانياته”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©