الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد العلي: حب فن المعمار وراء تركي دراسة الكمبيوتر

محمد العلي: حب فن المعمار وراء تركي دراسة الكمبيوتر
19 ديسمبر 2011 00:52
من خلال زياراته للمؤتمرات التي تقام للترويج عن الدراسة في الجامعات الأجنبية خارج الدولة، انطلقت فكرة الابتعاث والسفر في ذهن الشاب محمد سلطان محمد العلي، وما رسخ هذه الفكرة في ذهنه هو الحصول على شهادة معترف بها في جميع دول العالم، بالإضافة إلى كسب الخبرات الحياتية والتعود على الاعتماد على النفس كما يشير. ويدرس المبتعث محمد سلطان محمد العلي (23 عاما) هندسة معمارية اختصاص إدارة المشاريع العمرانية في جامعة “بن ستيت” الواقعة في ولاية بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية، وهو على أبواب التخرج في السنة الخامسة والأخيرة. اختار محمد العلي هذا التخصص بسبب زياراته لمواقع البناء، الأمر الذي دفعه لتغيير اتجاهه من دراسة الكمبيوتر الذي كان يحلم بدراسة علومه منذ صغره، إلى الهندسة المعمارية، لأنه وببساطة أحب فن المعمار وراقه منظر الأبنية الجديدة وما تتمتع به من تصاميم وتكنولوجيا. سهولة الاختيار ويشير العلي في حديثه الى أنه لم يواجه عبء البحث عن الجامعة لأن الاختيار كان سهلاً مقارنة بالخيارات المقدمة ويقول: “بعد عقد العزم على الدراسة وقبول طلب الابتعاث، قام مكتب تنسيق البعثات “جهة الابتعاث” بترشيح ست جامعات، واعتمد الترشيح على الجامعات المعتمدة التي تتضمن مساقاتها تدريس الهندسة المعمارية، واخترت جامعة بن ستيت لأنها جامعة قوية ومعترف بها، كما أنها تحتل المركز الثاني على مستوى الولايات المتحدة من حيث قوتها في مجال الهندسة المعمارية”. بينما واجه بعض المصاعب عند القبول، فقد استغرق الأمر مدة حوالي الشهرين للحصول على التأشيرة، ولم يكن بيديه أية حلول أخرى في البداية سوى الانتظار، وبدأ التفكير في تغيير مكان الابتعاث بسبب التأخير، إلا أن التأشيرة صدرت، وباشر العلي بإجراءات السفر التي لم تستغرق طويلاً حيث كان مهيئاً بالكامل. ساعة الصفر لم يخطر بخلد العلي أنه سيكون في شوق شديد خاصة انه اعتاد السفر وحيداً للسياحة، إلا ان الفرق هنا في مدة السفر والفترة الطويلة التي سيقضيها بعيداً عن الأهل والوطن التي غابت عن ذهنه، إلا أن شعور الحماس لمرحلة جديدة في حياته سرعان ما أذاب شعوره بالشوق والوحدة بمجرد وصوله لمطار شيكاجو في الولايات المتحدة، ويصف العلي شعوره قائلا: “الإحساس بالغربة شعور صعب، فعدم الاحساس بوجود من سيساعدك عند الحاجة، يجعلك تشعر بأن هناك ما يفصلك عن الإحساس بالمكان والزمان، ولكن لا رجعة ومن سار على الدرب وصل”. بعد الوصول يحرص المبتعث العلي أن يتعامل بطبيعته التي تربى ونشأ عليها أثناء حياته اليومية في الغربة، وذلك كي ينأى بنفسه عن أية متاعب هو في غنى عنها، ومع ذلك فقد تعرض لبعض المواقف ويصف ذلك: “أتعامل بطبيعتي مع كافة الزملاء، كما رباني أهلي على القيم العربية والإسلامية وانا لا أبالغ في ذلك، وأحاول ان لا اقتحم حياة الآخرين بطريقة سلبية، كما أني أحاول وبشدة إعطاء صورة طيبة عن موطني الإمارات وعن عروبتي”. كما أن العلي حاول وخلال فترة وجيزة تكوين صداقات عديدة من دول مختلفة، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وهو فرح بهذا لأنه يعتبر الصداقات والعلاقات التي يتم تكوينها خلال الدراسة من أهم العلاقات التي ستدوم. الحياة سهلة ويشير العلي إلى أنه تفاجأ في الولايات المتحدة بالطبيعة الميكانيكية التي يعيشها الشعب هناك، وبسبب سهولة المواصلات فقد تستطيع التنقل من دون الحاجة إلى سيارة، كما يمكنك الحصول على كل ما تريده من خلال التجارة الالكترونية موضحا: “يمكن شراء أي شيء يخطر ببالك عن طريق الانترنت، إضافة إلى دفع كافة الفواتير، من الكهرباء والماء، المخالفات، الهاتف، البطاقات الائتمانية، تأمين السيارات، إيجار المنزل، التأمين الصحي والمستشفيات، وإجراء جميع المعاملات البنكية كالتأكد من كشوفات حسابك أو حتى إرسال شيكات من البنك الى شخص او اي جهة موقعة منك الكترونيا، او التقديم على بطاقة ائتمان واستلامها بالبريد.. الحياة في أميركا تعتمد كثيرا على الانترنت” ويضيف: “لكن صدقني ذلك لن يغنيك عن الشوق للوطن، حيث راحة البال والاطمئنان، ولقاء الأهل والأصدقاء، والاحتفال بالأعياد والمناسبات”. ويقول المبتعث محمد العلي إنه لن يكون هناك أية نجاحات من دون التعب وبذل الجهد في سبيل النجاح، فهو يقضي الساعات الطوال في الدراسة، وهو في قمة السعادة لأنه يريد النجاح والتميز ويضيف: “لن أنسى قضاء أكثر من 14 ساعة متواصلة في الجامعة في العمل على إنهاء جزء من 6 أجزاء من مشروع التخرج الذي أعمل عليه طوال السنة الخامسة من الدراسة، ولكن أيضاً لن أنسى مدى الفرحة التي غمرتني عند الانتهاء من ذلك”. ذكريات رمضانية ويعود العلي بالذاكرة إلى أيام شهر رمضان الفضيل، ويقول: اختلفت مؤخراً طبيعة الحياة التي يعيشها خلال هذا الشهر، فقد كانت مجرد حياة طلابية عادية يصومون طوال اليوم الدراسي ثم يجتمعون مع جميع الأصدقاء في أحد المطاعم للافطار، إلا أنه الان ومنذ سنوات خلت فإن لرمضان الكريم طعما مختلفا في الغربة، فقد تزوج ثم أنجب، وصار يقضي شهر رمضان مع زوجته وابنته، الأمر الذي خفف عنه مشقة قضاء رمضان في الغربة بعض الشيء، إلا أنه ومعظم الطلبة المسلمين لازالوا يعانون في كون أن معظم الامتحانات مسائية، لذلك فقد يكونون في قاعة الامتحانات أحياناً عند أذان المغرب، ورغم ذلك فإنه وأصدقاءه يؤدون كافة الروحانيات التي يحرص عليها المسلمون في الشهر الفضيل، حيث يتواجد مسجد قريب من الجامعة يقومون بأداة الصلوات فيه وخاصة التراويح، ويضيف العلي: “إن لم نستطع الذهاب لمسجد الجامعة فاننا نجتمع في بيت أحد الاصدقاء ونصلي سوياً، كما أنه يوجد هناك قاعة لصلاة الجمعة وغرفة صلاة في مبنى يضم قاعات لجميع الاديان في الجامعة والقائم بتنظيم هذه الصلوات وصيانة الاماكن المخصصة هم رابطة الطلاب المسلمون بالجامعة والمركز الاسلامي في وسط بنسيلفانيا. بالإضافة الى ذلك فان المركز الإسلامي في وسط بنسيلفانيا يقوم حاليا بإنشاء مسجد جديد أكبر من المسجد الحالي”. وعن قضاء الأعياد والمناسبات في الغربة يكمل “الاحتفال بالمناسبات والأعياد له طعم خاص، حيث تقوم رابطة الطلاب الخليجيين بتنظيم حفلات للأعياد، بينما يقوم اتحاد الطلبة الإماراتيين بالاحتفالات الوطنية والفعاليات المعدة خصيصا للطلبة الإماراتيين”. هوايات وأنشطة وطبخ ولا يقوم العلي حالياً بما يقوم به معظم الطلبة من تنظيف وترتيب وطبخ، لأنه تزوج ليريح نفسه من هذه الأعباء إلا أنه عانى في البداية ويقول: “لقد تعلمت ترتيب المنزل وغسل الملابس وتعلمت الطبخ وعلمته لزوجتي، لأنها لم تكن تعرف ما هو المطبخ في بداية زواجنا، إلا أن الرز الان من يديها لا يضاهى”. ويهوى العلي السفر وخاصة إلى الاماكن الجديدة لمشاهدة طرق البناء والعمارة والثقافات المختلفة في المدن، كما يهوى البلاي ستيشن والاكس بوكس وكرة القدم والصالات الرياضة وكرة السلة. كما يتواصل مع الطلبة الإماراتيين في الولايات المتحدة عن طريق موقع التواصل الاجتماعي والمحادثات الهاتفية ويبلغ عددهم حوالي الـ 80 طالبا في الجامعة، ويزور الأهل مرتين في السنة. كما يطمح بارتقاء العمل العمراني في الدولة ويضيف: “أطمح بارتقاء العمل العمراني في دولة الإمارات، وإضافة النظم والقوانين لحماية كل من المستهلك وشركات البناء أيضا، وأرغب في زيادة أساليب النظم التي تسهم في تسهيل المعاملات بين العميل ومقدمي الخدمات مثل جعل العقود واضحة وإضافتها لكل صغيرة وكبيرة لزيادة الشفافية بين المتعاملين، فالكل يجب أن يعرف ما له وما عليه، وأريد نقل أهمية المواد الجاهزة المستخدمة في البناء كالخرسانة الجاهزة التي لا تحتاج سوى التركيب لجميع المشاريع سواء كانت صغيرة كالفلل السكنية أو كبيرة كالبنايات العالية”. مهام جديدة واحتفال وطني تم انتخاب المبتعث محمد العلي كرئيس لاتحاد الطلبة الإماراتيين في الجامعة، حيث خلف زميله المبتعث علي النعيمي لانتهاء فترة رئاسته السنة الماضية، وقد تسلم رئاسة الاتحاد لهذه السنة، وذلك تبعاً لسياسة الاتحاد حيث تتغير الرئاسة سنوياً وذلك حسب رغبة الأعضاء ولكن طبقاً لدستور الاتحاد، يجب تغيير الرئيس ونائب الرئيس كل سنة، “يتطلب لكل اتحاد او رابطة طلابية في الجامعة دستوراً تعتمده الجامعة”. ومن جهة أخرى، قام اتحاد الطلبة الإماراتيين في الجامعة بالاحتفال باليوم الوطني الأربعين للدولة ويضيف العلي: “تم الاحتفال في قاعة اتسعت لـ 70 شخصاً فقط بعدما كان المقرر دعوة حوالي 250 شخصاً، ولكن تعذر ذلك لعدة ظروف خاصة بتمويل الحفل، وتم فرض رسوم بقيمة 20 دولارا للطلاب و25 دولارا لغير الطلاب”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©