الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«العربيزي» أخطر ما يهدد العربية

«العربيزي» أخطر ما يهدد العربية
23 مارس 2016 22:52
فاطمة عطفة (أبوظبي) «اللغة الأم، في حياة كل الشعوب، لا تقتصر على عملية الحوار والخطاب والإفهام وإيصال المعلومات والمعاني فحسب، بل هي ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية».. هذا ما قالته الدكتورة منى أحمد عبد القادر الشرافي، أستاذة اللغة العربية بالجامعة اللبنانية في سياق محاضرتها «لغة شباب العصر في وسائل التواصل الاجتماعي» (الظاهرة العربيزية)، والتي نظمها مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام أمس الأول في مقره بأبوظبي، وقدمها الإعلامي محمد أبوعبيد.وبدأت الشرافي حديثها عن إشكالية تطور اللغة في عصر التكنولوجيا، واعتبرتها مسألة خطيرة في عالمنا العربي، لأننا «نواجه حرباً تهدد اللغة العربية، وتزعزع ألسنة المتكلمين بها، خصوصاً جيل الشباب الجديد، الذي بات يفضل تعلم اللغات الغربية والتواصل بها، فيما نقف شبه عاجزين أمام هذا المد التكنولوجي الذي يجعلنا لا نفكر إلا بكيفية الحفاظ على لغتنا وترغيب أبنائها بها وجذبهم إليها، بدل أن يكون شاغلنا الأكبر هو كيف نسير بها قدماً كي تزدهر وتتطور وتواكب متغيرات العصر وتفي بمتطلباته». ورأت أن المطلوب لتخرج اللغة العربية من مأزقها، هو القيام بعمليات إنعاش وتجديد مكثفة لاستعادة التوازن، موضحة أن تأليف الكتب التي تتحدث عن أهمية اللغة العربية وتمجد تاريخها غير مجدية، لأن هذه الكتب لا تصل إلى يد النشء، ولا يطلع عليها معظم الجيل العربـي الشاب المراد تثقيفه واستعادته من أنفاق الهروب التي تاه فيها إلى كلِّ ما هو غربـي وأجنبي. واعتبرت أن استبدال الحروف العربية بحروف لاتينية وأرقام هي ظاهرة أخطر على اللغة العربية من اللهجات العامية، إذ أدت ثورة التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي إلى بزوغ لغة جديدة مكتوبة أُطلقَ عليها «اللغةُ العربيزية»، والعبارة منحوتة من الكلمتين «عربـي إنجليزي». وتساءلت عن السبب الذي أوصلنا إلى هذه الحالة، مبينة أن الغرب عرف التكنولوجيا وعمل بها، فلماذا لم تؤدِّ إلى تعريته كما عرّتنا؟ وهي ترى أنهم نهلوا من نواتها ولبها، ونهلنا نحن القشور، باعتماد شبابنا على التقليد العشوائي، وأكدت أن الخطوة الأكثر خطورة هي كتابة القرآن الكريم باللغة «العربيزية» والترويج لهذا النوع من المصاحف. ودعت إلى القيام بثلاث عمليات إصلاحية لإيقاظ اللغة العربية في ضمير أبنائها؛ بالإنقاذ الفوري، والعلاج الجذري المكثف، وتأليف الأعمال الأدبية الجيدة المدروسة التي تحاكي واقع الشباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©