الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إحباط الفلسطينيين··· انتفاضة ثالثة قيد المخاض

إحباط الفلسطينيين··· انتفاضة ثالثة قيد المخاض
12 مارس 2008 02:29
قضى فادي العمور وأصدقاؤه - الطلبة في المدرسة الثانوية- وقتا من الأسبوع الماضي في الشارع أكثر منه في القسم، فقد كانوا يذهبون كل يوم إلى ''قبر راشيل'' المقدس لدى اليهود، الذي يحرسه جنود إسرائيليون، ويقومون برفقة المئات من الفلسطينيين الشباب برشق أقرب رمز للقوة الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة، يقول عمور: ''كنا ننفذ ما قال لنا زعماؤنا المسجونون أن علينا أن نفعل، وحتى ''مروان البرغوثي'' قال لنا ''إن هذه هي وجهتنا: الانتفاضة الثالثة، والبرغوثي قيادي في ''فتح'' الذي اعتقلته إسرائيل في 2002 لدوره في الانتفاضة الأخيرة التي استمرت من 2000 إلى ·2004 من الضربات الصاروخية لغزة وأعمال الشغب في الضفة الغربية، إلى عملية إطلاق النار الدموية في القدس أواخر الأسبوع الماضي، يقول الكثير من الفلسطينيين اليوم -أو يأملون ربما- أن تثير حالات العنف هذه صراعا جديدا أوسع نطاقا مع إسرائيل، حيث يرى أولئك الذين يشجعون على مزيد من التصعيد أن الوقت قد حان لفعل ذلك، في حين يخشى آخرون، ومنهم الكثيرون ممن يتذكرون بؤس الانتفاضتين السابقتين، ألا تؤدي هذه الأعمال إلا إلى جر القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود· في هذا السياق، يقول ''علي جرباوي'' -الخبير في العلوم السياسية بجامعة بيرزيت بالقرب من رام الله-: ''ربما يحدث تصعيد في الأسابيع والأشهر المقبلة، والواقع أن التصعيد بدأ في غزة منذ الأسابيع والأشهر الأخيرة''، ولكنه يرى أن التسرع في اعتبار أحداث الأسابيع القليلة الماضية بداية انتفاضةٍ أخرى قد ينطوي على خطر إذ يقول: ''إن الناس يشعرون باليأس، فهم محبَطون، كون المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الجديدة لا تفضي إلى شيء، وللوضع الداخلي بين ''فتح'' و''حماس''''، مضيفا: ''ولكنني لا أعتقد أن ذلك سيترجَم إلى حدث ملموس مستمر، وهو ما يميز أي انتفاضــة· لننتظر ولنرى!''، بيد أن المشاعر التي كانت موجودة خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993) والانتفاضة الثانية بدأت تظهر في أوساط العديد من الفلسطينيين العاديين من جديد وبسرعة· فيوم الأحد في خيمة العزاء بمنزل عائلة ''علاء أبو دهيم'' -قتل ثمانية إسرائيليين أواخر الأسبوع الماضي في مدرسة ''مركاز هراف يشيفا'' اليهودية في القدس قبل أن يطلق عليه النار أحدُ الحراس الأمنيين ويرديه قتيلا- تم التعبير عن مشاعر مختلطة حول الاتجاه الذي يسير فيه الفلسطينيون، في وقت مازال فيه نشطاء ''حماس'' يحاربون إسرائيل على جبهة، وزعماء ''فتح'' العلمانيون يجلسون إلى طاولة المفاوضات مع نظرائهم الإسرائيليين على جبهة أخرى، و''أبو دهيم'' شاب في منتصف العشرينيات، كان من المرتقب أن يتزوج قريبا، ينحدر من حي ''جبل المكبر'' بالقدس الشرقية، ما يعني أنه كان يتوفر على بطاقة إقامة إسرائيلية وكان حرا للتنقل والعمل في إسرائيل· الكثيرون من أهالي ''جبل المكبر'' رأوا أن ما قام به ''أبو دهيم'' ربما يكون مؤشرا على العودة إلى أيام الانتفاضة، غير أن الكثيرين منهم أيضا لا يريدون حدوث ذلك، يقول ''محمود أبو دهيم'' أحد أعمام الشاب الذي يحتفى به كشهيد: ''آمل ألا يكون هذا بداية شيءٍ أكبر''، مضيفا: ''إنهم يتحدثون عن السلام منذ سنوات، ولكننا لم نر أي تقـــدم على الأرض، وبالتالي، فإننـــا نتراجع بدلا من أن نتقدم''، أما ''توفيق'' -عم آخر لمنفذ العملية- فيقول إن ابن أخيه كان ''عاديا جدا ولم يُظهر مؤشرا على انتماء أو تدريب سياسي''· وكانت تقارير متضاربة قد نسبت المسلح إلى ''حماس'' ثم إلى ''حزب الله''؛ حيث بدأت الأعلام الخضراء والصفراء للحركتين تظهر في جبل المكبر بعد انتشار الخبر، وقال أفراد من الأسرة إن الشرطة الإسرائيلية هنا أخبرتهم بأنه إذا لم تقم الأسرة بسحب جميع الأعلام، إضافة إلى ''ملصقات الشهيد'' التي عُلقت على جدران الحي، فإنهم لن يُسمح لهم بإقامة خيمة عزاء، وفي المنشورات التي تحتفي بالعملية كتب: ''إن الحركـــة الإسلاميـــة في جبل المكبر تهنئ شعبها باستشهاد ''علاء أبو دهيم'' الذي لبى نداء ربه في عملية بطوليــة في دير قاسم''· ومثلما أن استعمال اسم ''دير ياسين'' يثير شعورا قديما بالرغبة في الانتقام، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي ''إيهود أولمرت'' أن اختيار ''أبو دهيم'' للهدف كان في حد ذاته رمزيا، حيث قال ''أولمرت'' في اجتماع حكومته يوم الأحد: ''الإرهابي، لم يخترها بالصدفة في بحثه عن ضحايا، إن ''مركاز هراف'' مكان خاص جدا في القدس وبالنسبة للحركة الصهيونية، إنها رمز الصهيونية الدينية، إنها المكان الذي أتى منه أفضل الجنود على مدى عدة أجيــال''، أمـــا في منزل عائلــــة ''أبو دهيــــم'' -حيث يمكن رؤية جدار الفصل ممتدا عبر الأراضي في الضفة الغربية- فقال الأقارب والأصدقاء: إن الدافع إلى الهجوم يعزى إلى عدة أسباب، وفي مقدمتها العنف الأخير في قطاع غزة· في زاوية الشـــارع حيث يوجد منزل ''أبو دهيم'' بالقدس الغربية، جلســـت مجموعة من الرجال الذين يعملون عادة في مواقع البناء الإسرائيلية لاحتساء القهوة، فقد اعتبروا أن الجو متوتر جدا بسبب عملية ''يشيفا'' خاصة وأنهم يذهبون للعمل في الأجزاء اليهودية من المدينة، يقول ''محمود عباس'' -لا علاقة له بالرئيس الفلسطيني-: ''لا يمكن للعنف مهما كان حجمه أن يجلب الســـلام، ولكن ما نراه على التلفزيون وما تفعلـــه إسرائيل في غزة أكثر إزعاجا من رؤية مركبة الجيش على زاوية بيتي''· إيلين بروشر- بيت لحم ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©