السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش» وتداعيات أسر الطيار

28 ديسمبر 2014 22:46
أجبرت عملية الأسر المأساوية لطيار القوات الجوية الأردنية، على أيدي تنظيم «داعش» في سوريا، المسؤولين الأردنيين على الدفاع عن دور الأردن في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والنظر في إطلاق سراح أكثر الإرهابيين المحتجزين وحشية في سجون المملكة الأردنية الهاشمية. والتزمت الحكومة الأردنية الصمت بشأن وضع الملازم طيار «معاذ الكساسبة»، الضابط في قواتها المسلحة، الذي سقطت مقاتلته أثناء قصف على معقل لتنظيم «داعش» في مدينة الرقة شمال سوريا صباح الأربعاء الماضي. وعلى رغم ذلك، أوضح أشخاص مطلعون أن وضع الأسير جعل الحكومة في «حالة أزمة»، بينما تسعى عمّان إلى استعادة طيارها سالماً وتبرير دور الدولة في التحالف ضد تنظيم «داعش» أمام الشعب الأردني. ولم يقدم «داعش» مطالب علنية للإفراج عن الملازم «الكساسبة»، وهو أول طيار في التحالف يسقط في أيدي التنظيم الإرهابي منذ بدء شنّ الضربات الجوية في أغسطس الماضي. ورغم ذلك، تؤكد مصادر حكومية وتقارير إعلامية أن عمّان فتحت أبواب المفاوضات مع آسري «الكساسبة» عبر وساطة قطرية وقبائل سُنية عراقية وحتى الحكومة التركية. وبالنسبة للحكومة الأردنية، يبدو الثمن الذي يطلبه «داعش» باهظاً، حسبما تشير التقارير. وأكد محمد شلبي، قائد التيار السلفي المتشدد في الأردن، الذي تربطه علاقات قوية مع «داعش»، أن التنظيم يطالب بإطلاق سراح عضوي منتمين له هما «زياد الكاربولي» و»ساجدة ريشاوي»، وهما من بين مدبري سلسلة تفجيرات الفنادق في عمّان عام 2005. وكانت الأردن حكمت على «ريشاوي بالإعدام في عام 2006 بسبب ضلوعها في التفجيرات، التي أسفرت عن مصرع 60 قتيلاً ونحو 150 جريحاً، وكان غالبيتهم من ضيوف حفل زفاف. وتم تنفيذ ذلك الهجوم باسم تنظيم «القاعدة» في العراق، الذي يمثل أساس «داعش». ومنذ عام 2007، تم تجميد إعدام «ريشاوي» وسط مراجعة أردنية تتعلق بتطبيق عقوبة الإعدام. ويساور المسؤولون القلق من أن مقايضة الريشاوي ستوجه رسالة خاطئة، خصوصاً في الوقت الذي تتباهى فيه الأردن بقيادة حرب ضد التطرف في المنطقة، وتتفاخر بسياساتها الراسخة منذ زمن طويل بعدم التفاوض مع «الإرهابيين». بيد أن الفشل في إعادة الكساسبة إلى وطنه يعني أن عمان ستخاطر بفقدان شيء أكبر بكثير، ألا وهو التأييد اللازم بشدة للحرب ضد تنظيم «داعش». وقد ظهر دور الأردن كدولة عربية في طليعة الائتلاف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، وتقوم قواتها الجوية بعمليات قصف شبه يومية في سوريا، وتستخدم الطائرات البريطانية والفرنسية المطارات الأردنية القريبة من الحدود الشرقية لشنّ ضربات ضد التنظيم في العراق المجاور. وهو ما يجعل من مشاركة الأردن في الضربات الجوية حاسمة. ورغم ذلك، قوبلت عمليات القصف بدعوات تنديد ورفض من «الإخوان المسلمين» في الأردن، الذين رفضوا الحملة وكالوا لها الاتهامات. وفي غضون ساعات من أسر الكساسبة، أقبل الأردنيون على الموجات الإذاعية وشبكة الإنترنت للإعراب عن الأسى والقلق، مطلقين سلسلة من الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام»: «كلنا معاذ»، وطالبوا الحكومة بفعل «كل ما يلزم» لضمان عودته. غير أن المسؤولين يشعرون بالقلق من أن موجهة الحزن المتنامية قد تتحول سريعاً إلى معارضة للحرب ضد «داعش» حال استمرار احتجاز الأسير أو عدم تمكن الأردن في إعادته سالماً. وقد أجبرت التوترات الداخلية المتزايدة المسؤولين على إلغاء خيار ثاني أكثر عنفاً هو إرسال مهمة إنقاذ جريئة في قلب الأراضي التي يسيطر عليها «داعش». ويرى كثير من الأشخاص المطلعين أن هذا السيناريو، الذي سيقتضي إرسال قوات خاصة إلى الرقة، يعتبر «الملاذ الأخير»، ولكن مسار العمل الحالي من شأنه أن يسمح للأردن بالحفاظ على ماء الوجه وإعادة الطيار إلى وطنه. ولكن مع استمرار أزمة الأسير، يمر الوقت، وربما تنفد الخيارات أمام الأردن. تايلور لاك - عمّان يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©