الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ستوك» بين «العمال» و«الاستقلال»!

24 فبراير 2017 20:44
هناك في ستوك-أون- ترينت ما يذكرنا بمجد مدينة من العصر الصناعي، حين كان يأتيها الفحم لتنتج السيراميك لباقي العالم. والمدينة تذكرنا أيضاً بما تواجهه مدن أخرى مثلها في بريطانيا في وقت تحاول فيه المصالحة بين ماضٍ مزدهر ومستقبل تحيطه الشكوك في غمرة سعي بريطانيا لتتفاوض بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبعد الموافقة بأغلبية ساحقة في المدينة على مغادرة الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أجري العام الماضي، قد تؤكد انتخابات حالية دور ستوك في إعادة رسم الخريطة السياسية البريطانية. وفي الظروف العادية، تكون المنطقة عادة مكسباً مضموناً لحزب العمال باعتبارها معقلًا للعمال منذ خمسينيات القرن الماضي. ولكن في زمن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي ودونالد ترامب تصاعدت الشعبوية والمشاعر المناهضة للهجرة. فحزب استقلال المملكة المتحدة، الذي كان أحد المحركات الداعمة للخروج البريطاني، يتقدم بالمرشح بول نتال، والتوقعات تشير إلى أن النتائج قد تكون متقاربة. ويعتقد آلان جونسون الوزير السابق في حكومة حزب العمال التي خرجت من الحكم في عام 2010 أن «استفتاء الاتحاد الأوروبي والانتخابات الرئاسية الأميركية والانتخابات البرلمانية في ستوك-أون-ترينت تمثل ثلاثة أحداث مهمة ومترابطة للغاية». ويرى جونسون أنه في الوقت الذي يثير فيه السياسيون المخاوف من الأجانب ويتبنون الحمائية، سيكون ناخبو ستوك من «أوائل الناس في بريطانيا الذين يقدمون بعض المؤشرات على الطريق الذي سيقودنا هذا إليه». والتصويت الذي أجري في المركز التقليدي البريطاني لصناعة الخزف والسيراميك، يأتي بعد استقالة النائب العمالي تريسترام هانت، المؤرخ الذي كان يشار إليه باعتباره الزعيم المستقبلي لحزب العمال. ورسالة حزب الاستقلال في دائرة ستوك الانتخابية تتمثل في أن نتال يستطيع مواصلة معركته لفرض قيود أشد على الهجرة. وحزب العمال يتعهد بحماية السكان المحليين في الوقت الذي تستعد فيه رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي لفصل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. ويعتقد مراقبون أن حزب العمال قد يفوز وإن يكن بهامش ضئيل. والانتخابات هنا تواكب انتخابات في منطقة كومريا في الشمال الغربي المؤيدة للخروج البريطاني، بعد أن استقال مشرع عمالي آخر هو جيمي ريد، الذي كان مثل هانت من المنتقدين لجيرمي كوربن زعيم الحزب. ويستهدف حزب العمال الفوز بالانتخابات في كومريا ليصبح أول حزب حاكم منذ ثمانينيات القرن الماضي يفوز في المنطقة في انتخابات تجديد قبل انتخابات عامة. وتشير التوقعات إلى أن المحافظين سينجحون في هذا. ومثل مناطق أخرى من إنجلترا بعد الصناعية، تحدت ستوك دعوة حزب العمال الرسمية لدعم حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي. فقد اختار 69% من الناخبين في المدينة الخروج البريطاني ورسالته في السيطرة على الهجرة واستعادة السلطات مع إبقاء بريطانيا كقوة تجارة عالمية. ومن السهل معرفة السبب الذي يجعل الناس يحنون إلى العصر الماضي. فالمدينة والمناطق المحيطة بها كانت تنتج كل شيء من أعمال الخزف والسيراميك. وكانت هذه الصناعة توظف نحو 50 ألف عامل قبل جيل واحد، والآن توظف 7 آلاف شخص فقط وفقاً لبيانات المجلس المحلي. ووقف الهجرة والانفصال الصعب عن الاتحاد الأوروبي يجد صدى لدى السكان المحليين مثل كريس ميلوارد، فني السيارات البالغ من العمر 29 عاماً، الذي دعم الحزب القومي البريطاني اليميني المتشدد في الانتخابات الماضية. ويرجح ميلوارد أن يؤيد حزب الاستقلال في الانتخابات الحالية. واستنكر ميلوارد انفصال حزب العمال عن هموم السكان المحليين. ويؤكد توم برينان البالغ من العمر 83 عاماً ورئيس بلدية ستوك السابق والعضو في مجلس اللوردات السابق عن حزب العمال، الذي خسر مقعده لصالح الحزب القومي البريطاني، أن انفصال سياسيي التيار الرئيس عن الجماعات المحلية، أدى إلى تغير الطريقة التي يصوت بها الناس. وأضاف برينان أن الناس في ستوك «كانوا يعيشون في المصنع» مع أسرهم الممتدة، واضمحلال المنطقة غير اهتمامات الناخبين. ويرى برينان أنه يتعين على حزب العمال أن يقنع الطبقة العاملة بأنه يقف بجانبها مع استمرار مفاوضات الخروج البريطاني. والمعركة شديدة الأهمية، فهي فرصة لحزب الاستقلال كي يستولي على مقعد آخر في برلمان لا يشغل فيه إلا مقعداً واحداً فقط، وهي فرصة أيضاً لحزب العمال كي يتفادى الإهانة. ومرشح حزب العمال جاريث سنيل أكد أنه يمثل «الحزب الذي يجعل الخروج البريطاني نافعاً». بينما يهاجم حزب الاستقلال المرشح العمالي لتصويته لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو الماضي. ونتال، مرشح حزب الاستقلال، يصف ستوك بأنها عاصمة الخروج البريطاني، وقد وعد، في منشوراته الانتخابية، بإنهاء وإكمال «المهمة». * صحفي بريطاني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©