الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نظافة الحدائق.. ثقافة تدعم فكرة «المواطنة البيئية»

نظافة الحدائق.. ثقافة تدعم فكرة «المواطنة البيئية»
7 ديسمبر 2012
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - انشغلت رنيم أحمد بنظافة المكان مع صغارها غير مبالية بما يجول حولها، تنصحهم وتوجههم بوضع ما تبقى من نفايات بعد قضاء يوم حافل في أحضان حديقة المطار، وهي إحدى حدائق العاصمة النابضة بالحياة أيام العطلات الأسبوعية، والتي تشهد تجمعات أسرية كبيرة، كما تعرف أنشطة مختلفة كاحتفالات أعياد الميلاد والمسابقات، ليستمتع الجميع في جو آمن وممتع. هكذا تشعر رنيم بالمسؤولية تجاه المكان الذي قضت داخله وقتاً جميلاً مع أطفالها وأصدقائها، وتحاول توجيه رسالة لهم من خلال مبادرتها الشخصية التي أطلقتها، بحيث تأخذ على عاتقها تنظيف الجانب الذي اختارت الجلوس فيه، بعد انتهاء ساعات طوال تحت شجر الحديقة وبين ربوعها الخضراء، وتعمل على بث روح التعاون بين أطفال كل المنطقة المجاورة لجمع النفايات في أكياس ووضعها في قمامة الحديقة، كما تلفت انتباه أطفال المجموعة إلى جمع الزجاجات الفارغة وتنظيف المكان من الشوائب الحادة التي قد تلحق أضراراً برواد الحديقة. وإذا كان هناك من يقوم بمثل هذه الأعمال، فهناك من يخلف وراءه كمية هائلة من النفايات غير مبال بالرسائل السلبية التي يقدمها من خلال تصرفاته غير المسؤولة، بحيث يعمل على تفريغ الأكياس وتركها تتطاير في الهواء، وينثر ما تبقى ملوثاً المكان الذي فسح له فرصة الاستمتاع. إلى ذلك يقول عباس أحمد «مقيم في أبوظبي»، إنه ينتظر بفارغ الصبر العطلة الأسبوعية، حيث يتجمع مع أصدقائه وأسرهم في الحديقة، للتمتع بأجواء الليل الممتعة، إذ يستمر سهرهم إلى ساعات متأخرة كل مساء، لكنه يشكو من بعض التصرفات التي تسيء إلى الحديقة وتلوثها، حيث يعمل البعض على إفراغ ما تبقى من مخلفات على أرض الحديقة، وبعضهم يرمي بها في مكان مجاور لصندوق القمامة وليس داخلها. فكيف يمكن تعميق ثقافة الجمهور حول ارتياد الحدائق، لما لها من أثر كبير في إعطاء الوجه الحضاري المتطور والعصري للمدينة من خلال الارتقاء بمستوى الوعي البيئي، والتأكيد على التصرفات والسلوكيات الإيجابية فيما يتعلق بالمحافظة على نظافة الحدائق ومكوناتها وعناصرها الطبيعية والمزروعات والأشجار، وإرشاد رواد الحدائق إلى الأساليب المثلى للتخلص من النفايات، وكذلك بقايا حفلات الشواء ليشكل ذلك جزءاً أساسياً من منهجية التوعية والتثقيف البيئي...؟ في هذا الإطار يرى المهندس عماد سعد المستشار البيئي لجمعية أصدقاء البيئة في الإمارات، أنه من حيث المبدأ فإن موضوع حماية البيئة هو مسؤولية مشتركة يساهم فيها كافة أفراد المجتمع من مؤسسات حكومية وخاصة، وطالما أن التلوث الموجود في البيئة هو إنساني فإن أهم جزء في حل هذه المشكلة هو الإنسان، وبالتالي يجب تثقيفه ورفع الوعي لديه بأهمية حفاظه على نظافة المكان الموجود فيه، وعندما نشعر بالمسؤولية كأفراد أو مؤسسات نستطيع أن نبادر باتجاه الحلول إذ هناك حلول على المستوي الحكومي «التشريعي والجزائي»، وهناك حلول على مستوى المجتمع المدني «نشر الوعي»... أما على مستوى الأفراد والعائلات والمؤسسات التعليمية فلكل من هذه الفئات دور مهم، واستناداً على شعار السياحة المستدامة فإنني أقول: لا تأخذ معك إلا الصورة الفوتوغرافية ولا تترك خلفك إلا آثار قدميك. وينصح عماد سعد بعدم ترك القاذورات في المكان، وذلك لتدعيم فكرة المواطنة البيئية، وهي عندما يشعر كافة أفراد المجتمع أنهم شركاء في التنمية، ينمو لديهم الإحساس بالمسؤولية، ويكونون بالتالي شركاء فاعلين في هذا المجتمع، وبالتالي فإن ثقافة نظافة الحدائق يجب أن تكون رسائل مباشرة من الأهل إلى أطفالهم، من خلال ممارسات إيجابية كتنظيف المكان والحفاظ عليه قبل وبعد ارتياد الحديقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©