من منطلق تعزيز ثقافة الرياضة في المجتمع وجعلها أسلوب حياة متبعا، يواصل نادي سيدات الشارقة وللموسم الثالث على التوالي برنامجه «التحدي الأقوى»، الذي أطلقه مؤخراً ليحتضن مجموعة من النساء الراغبات بالتغيير والمتحمسات للحصول على اللياقة البدنية والممارسات الصحية.
ويعود البرنامج بثوبه الجديد ليحصد نجاحاً آخر، وينطلق بفريقين من السيدات اللواتي يعشقن المنافسة ويرغبن في التحدي، حيث يخضعن لدورة مكثفة من مختلف التمارين الرياضية مع الاستشارات الغذائية السليمة، التي تستبدل ما درجن عليه من عادات وممارسات خاطئة في نمط العيش، بأساليب صحية ومفيدة لها آثار إيجابية على جميع أفراد الأسرة.
وعن البرنامج، تقول سعاد سليم المسؤول الإعلامي في نادي سيدات الشارقة إنه مشروع راق للتغيير، وجاء خصيصاً ليصحح الشكل الخاطئ الذي تعود معظمنا على اتباعه في أسلوب وطرق الحياة، حيث نهمل لياقتنا البدنية ونستسلم للكسل وقلة الحركة مع الأكل الدسم والثقيل الذي يؤثر سلباً على جميع وظائف الجسم، مما يعرض حياتنا للخطر ويجعلنا عرضة لآفات محتملة كارتفاع ضغط الدم والكلسترول وأمراض القلب، والمتابع للنشرات الطبية والإحصاءات الرقمية التي تعلن عنها المنظمات الصحية حول العالم، سيلاحظ بوضوح النسب المرتفعة لحالات السمنة ومرضى السكري والتي وصلت في مجتمعاتنا الخليجية لمعدلات خطيرة، باتت تستنزف ميزانية الأفراد والأسر وتهدد كل أشكال الصحة العامة.
وتتابع: هدفنا الرئيسي هو دفع النساء في مجتمع الإمارات إلى تبني شكل جديد وسليم للثقافة الحياتية، لأننا نؤمن بأن المرأة هي مفتاح التغيير والمؤثر الحقيقي في عموم أسرتها ومجتمعها، ومنطلق هذا الإيمان بدورها الفعال وريادتها لأطفالها وشؤون عائلتها، فقد حرصنا على توصيل رؤيتنا المرتكزة على استراتيجية بناء جسم سليم، وتنشئة صحية سليمة تساعد على الإقبال على الحياة ورفع المعنويات واكتساب مزيد من الثقة والاحترام للذات.
ونوهت إيلين سوبيريو مدير مركز اللياقة البدنية في النادي إلى أن البرنامج الجديد، في هذا الموسم زاد مدة الدورة لتستمر ستة أسابيع بدل من خمسة في المرات السابقة، وأضيف المزيد من التحديات الجسمانية والتمارين الرياضية على أداء المشتركات.
وأضافت: حاولنا قدر الإمكان أن نعتمد على عنصري التنويع والتشويق لزيادة حماسة النساء الخاضعات للبرنامج، خاصة وأنهن يخضن تحديا جادا وقويا يتطلب من كل مشتركة منهن قدرا كبيرا من الشغف والرغبة الفعلية بالتغيير، فليس من السهل استبدال العادات والممارسات التي يعتادها الإنسان في حياته، ولكنه قرار صعب لابد منه، وتحد يجب الاستعداد له نفسيا وبدنيا، خاصة أن البرنامج له شقان يجب الجمع بينهما للوصول للهدف المراد، فخسارة الوزن الزائد تحتاج للرياضة المتواصلة واتباع نظام صحي دائم في الطعام، وبمعنى آخر استبدال نمط العيش العشوائي بأسلوب أكثر تنظيما، ورقيا، وحضارة.
تمارين مكثفة
وتتابع: تقسم الحصص الرياضية حسب جدول أسبوعي على الفريقين الأزرق والأحمر، لتمارس كل مشتركة ساعتين مكثفتين من الرياضة، بعد أن تقاس الأوزان وتؤخذ القياسات لكل حالة على حدة، وتشتمل هذه الحصص على دروس عدة في ( أكوا أيروبك، والزومبا، واليوجا، والسباحة، ورياضات الشاطئ، وخلافه) كما يفرض تحد جديد على الفريقين في نهار كل يوم، لبث روح التنافس والحماسة بينهما، ويتحدد مع نهاية كل أسبوع من هو الفريق الناجح منهما والذي خسر أكبر قدر ممكن من الوزن الزائد من مجموع المشتركات، أما الشق الثاني الذي نعتمد عليه في البرنامج فهو دراسة حالة المشتركات وعاداتهن الغذائية مع التعرف على وضعهن الصحي بشكل دقيق، كي تتمكن مستشارة « نيوترشن» من الاهتمام بكل سيدة حسب طبيعة جسمها وسجلها الطبي إن وجد، بحيث ترسم لكل واحدة خططا وأنظمة غذائية ملائمة، مما يساعد أكثر في الاستفادة من دور التمارين الرياضية في التخلص من السمنة والوزن الزائد.
وتختتم، في المحصلة نحن نضع بين يد المشتركات حقيقة ثابتة، ألا وهي لا يمكن وبأي حال من الأحوال فصل النشاط البدني عن النظام الغذائي السليم للحصول على وزن مثالي مناسب وحياة صحية لائقة، لأن الاثنين يكملان بعضهما البعض، وهما معا يعملان على طرد السموم وإذابة الشحوم والتخلص من الضغوط النفسية المختلفة، مما يساعد المرء في عملية الاسترخاء والراحة والتنفس بشكل سليم، بالإضافة لإيجابيات أخرى أهمها نحت الجسد وتقوية العضلات وتنشيط الدورة الدموية وجميع العمليات الأيضية في جسم الإنسان.
عدد اليوم
