قرد خجول مهدد بالانقراض في الفلبين

الترسير الفلبيني هو من أصغر الحيوانات في العالم، ويستقطب السياح في غابات الفلبين الاستوائية، لكنه يشعر بالخوف عند اقترابهم منه، إلى درجة أنه قد يقدم على الانتحار. ويثير هذا الحيوان الثديي العجب، إذ إن طوله يبلغ عشرة سنتيمرات، ووزنه 120 غراماً، ولديه ذنب شبيه بذنب الفأر، وأذنان كأذني الخفاش، وعينان جاحظتان يساوي حجم كل منهما حجم دماغه. واعتبر الترسير الفلبيني، الذي وقع لوقت طويل ضحية التدجين والسياحة العشوائية، نوعاً مهدداً بالانقراض في الثمانينيات، ولكن أعداده تشهد اليوم نمواً متزايداً، بفضل برنامج يهدف إلى الحفاظ عليه بدعم حكومي. وبينما تحرص معظم المحميات المتاحة للسياح على إبعاد الزائرين عن هذا القرد الصغير، “تضع أماكن أخرى الترسير في القفص ليراه السياح عن قرب، ما يعرض حياته للخطر، لأن معظم هذه القردة تقدم على الانتحار إذا شعرت بالتوتر. ويكفي أن يسمع الترسير صوتاً بشرياً أو أن يشعر بيد تلمس فروة أو يرى ضوء آلة تصوير ليشعر بالتوتر والإحباط. وأوضح كارليتو بيزاراس، حارس محمية الترسير في كوريلا بجزيرة بوهول، التي هي من أشهر المقاصد السياحية في الأرخبيل، أنه في هذه الحالات “يتوقف الترسير عن التنفس ويموت موتاً بطيئاً، وإذا وضعناه في قفص يحاول الخروج منه بضرب رأسه في القفص التي تنكسر لأن جمجمته هشة جداً”. وأصدرت الفلبين قوانين تهدف إلى الحفاظ على الترسير الذي اعتبر سنة 1997 نوعاً يحظى بحماية خاصة. وبالتالي يحظر صيده وعرضه في المطاعم ومتاجر التذكارات. لكن جواني ماري كابيلو، مديرة محمية كوريلا، قالت إن هذه الجهود ليست كافية. وأضافت أن “الحكومة تدعمنا لكنها لا تفعل أكثر من ذلك. لدينا مرسوم رئاسي وقوانين لحماية الترسير، ولكن للأسف لا أحد يعاقب”. وتقر تيريزا مونديتا ليم، مديرة مكتب الحياة البرية والمحميات، التابع لوزارة البيئة والموارد الطبيعية، بأن مبلغ الـ85 ألف يورو المخصص كل سنة لحماية الترسير لا يفي بالمطلوب. وتقول “هذا ليس كافياً لكننا نعول أيضاً على التعبئة الاجتماعية”. وأشارت إلى أن السياح غالباً ما ينبهون السلطات إلى الإهمال السائد في بعض المحميات المخصصة لهذا الحيوان.