السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعادة «اللغة العربية» بحاجة إلى «مناهج دراسية حيَّة»

استعادة «اللغة العربية» بحاجة إلى «مناهج دراسية حيَّة»
18 ديسمبر 2013 01:44
عندما يكون الحديث عن تدهور حال اللغة العربية، وتراجع الاهتمام المجتمعي بها، وهي لغة الضاد «الأم»، فإن أصابع الاتهام سرعان ما توجه إلى خلل المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية، وتخلفها عن مواكبة المتغيرات العلمية والثقافية العالمية من حولنا، فضلاً عن اعتبارها جزءاً من حالة عامة ترتبط بحالة الحراك الاجتماعي والثقافي والاقتصادي في المجتمع، والمنطقة، والعالم من حولنا. لكن .. مهما كانت الأسباب والتحديات، تبقى المسؤولية التي تلقى على كاهل المجتمع بأسره في حتمية الحفاظ على عنوان ورمز الهوية الوطنية، ولسانها، وتاريخها وروحها، وإن تخلينا عن هذه المسؤولية، سريعاً ما تفارق هذه الروح جسد الأمة، وتخلفه كياناً لا معنى ولا عنوان ولا هوية له. نستعيد قراءة استطلاع للرأي - سبق نشره - لـ«الاتحاد»، يُشير إلى أن 96% من أولياء أمور الطلاب وفق عينة عشوائية قوامها «مائة حالة» غير راضين عن واقع حال تعليم اللغة العربية، ووصفوه بصفات سلبية عدة تتضمن: «سيىء - ورديء - ومتدن - وضعيف - ومؤسف - إنه في أزمة حقيقية - اللغة العربية تحتضر - أمر خطير جداً»، كما وردت لفظاً في إجاباتهم المباشرة، وأعربوا عن استيائهم الشديد لتراجع مستوى أبنائهم الدراسي. بينما أجاب 4% المتبقية بأنه «دون المستوى»! وعزا 66% منهم إلى أن السبب يرجع إلى محتوى ومضمون المناهج الدراسية «كسبب أول»، بينما أشار 20% منهم إلى أن السبب الأول يرجع إلى «ضعف مستوى معلمي اللغة العربية»، بينما أرجع 14% منهم السبب الأول يكمن في أن اهتمام الأبناء باللغة العربية اهتماماً ثانوياً، ولمصلحة اللغة الإنجليزية لعوامل ولأسباب متعددة أخرى ترجع إلى عدم الاهتمام والمتابعة الأسرية الفاعلة، نظراً لعدم إمكانية الأب أو الأم تقديم الدعم اللازم لأسباب متعددة. لكن لوحظ أن العامل الأسري لم يرد كسبب أول رئيسي على الإطلاق من بين أفراد العينة. وأشار 48% من أولياء الأمور أن أبناءهم اضطروا إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية في مراحل تعليمية مختلفة لتحسين مستواهم في مادة اللغة العربية. بينما أشار جميع أولياء الأمور - 22 حالة - ضمن العينة المختارة، ممن يتلقى أبناؤهم تعليمهم في مدارس يعتمد التدريس فيها باللغة الإنجليزية أن هؤلاء الأبناء يستعينون بالدروس الخصوصية في مادة اللغة العربية!. التأسيس المبكر فاطمة القدومي «منسقة اللغة العربية بمدرسة النهضة الوطنية» تشير إلى أنه من الأهمية إعادة النظر في المناهج المدرسية للغة العربية، بدءاً من رياض الأطفال والمرحلة التأسيسية، وتطوير وتحديث هذه المناهج بما يحقق حلة من حب اللغة العربية والإقبال عليها من قبل الصغار، وزيادة الحصص المقررة في المدارس الأجنبية، ورفع كفاءة معلمي اللغة العربية، وتطوير وتفعيل الأنشطة المدرسية اللاصفية، وإيجاد سبل وطرق أكثر إيجابية لتفعيل التواصل والمتابعة بين المدرسة والأسرة». وتضيف القدومي: «كثير من الدراسات التربوية تؤكد أن تعلم الأطفال اللغة العربية على أساس منهجي سليم، في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية يتيح لهم بناء أساس وقدرات جيدة تعينهم على التحصيل المعرفي وتقدمهم في المراحل التعليمية في المستقبل. إن الوظيفة الرئيسية للمدرسة الابتدائية هي «اللغة العربية» من خلال تعليم القراءة والكتابة، حيث إن معظم برامج تعليم اللغات في العالم تدور حول تعليم اللغة بأكملها، فمثلاً في إنجلترا يبنون منهج تعليم اللغة على نصوص القراءة المقدمة في الكتب المختارة، وتظهر هذه الكتب تحت عناوين مثل تعليم الإنجليزية بالقراءة. أما كتب القراءة للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية فتبنى على عدة معايير، أهمها: ضبط المفردات، بمعنى أنها تقدم المفردات بأعداد معينة، وتكرارها بما لا يقل عن 20 مرة بالصف الأول الابتدائي، وعن 15 مرة بالصف الثاني و10 مرات بالصف الثالث، لذا تتأتى أهمية ضبط التراكيب، بمعنى أن تقدم الجمل بشروط معينة، مثل: بساطة الجملة، وقلة عدد مفرداتها، وأن تكون معبرة فيفهمها الطفل، وألا تستخدم الجمل المجازية إلا في نهاية المرحلة الابتدائية، ويجب أن يتضمن المحتوى الذي يقدم للطفل موضوعات مرتبطة ارتباطاً مباشراً بحياة الأطفال وعالمهم، وتعبر عن واقعهم وبيئاتهم. كما يفضل أن تختار المفردات في معظمها من بين المفردات الحية التي تدرك بإحدى الحواس الخمس، خاصة للصفين الأول والثاني من المرحلة الابتدائية، وينبغي أن تتنوع التدريبات لتشمل كل فنون اللغة، كما يُنصح عند إخراج الكتاب مراعاة أنه عامل من العوامل التي تساعد الطفل على حب القراءة واحترام الكتاب». مهارات قرائية وكتابية رافدة السهلي «مدرسة لغة عربية برياض الأطفال»، تشير إلى أن مشكلة اللغة العربية تبدأ منذ الصغر إذا لم يتم التأسيس المبكر للتلميذ الذي يجب أن يراعى في إعداده بكل اهتمام مرحلة الصفين الأول والثاني الأساسيين، فهي مرحلة تأسيس المهارات القرائية والكتابية، ثم مرحلة الصفين الثالث والرابع، وهما مرحلة تثبيت مهارات القراءة والكتابة، ومن الصف الخامس تبدأ مرحلة الانطلاق في القراءة والكتابة، ثم إن عملية إغفال تجريد الحروف وضبط الحركات سبب رئيسي في بداية المشكلة الحقيقية للقراءة كما أن إهمال التركيز الكافي على التدريبات اللغوية والنحوية في الصفوف الأولى يمثل بداية العقدة من قواعد اللغة في النحو والصرف في المراحل اللاحقة. ومن ثم يجب اعتماد المناهج الحديثة في التربية من خلال توفير الكوادر المؤهلة والقادرة على ترغيب وتحبيب وتحفيز الأطفال للغة العربية، والاستعانة بالوسائل التعليمية والتكنولوجية الحديثة في التعليم، والاعتماد على صيغ تربوية فاعلة بتشجيع الأطفال على التحدث بلغتهم الأم، والاستعانة باللعب وبمسرح العرائس وتشجيع لعب وتمثيل الأدوار والحوار والتحفيز على الاكتشاف والنطق الصحيح بالفصحى». وتتساءل السهلي: «لماذا تتمسك شعوب معينة بالحديث والتعامل بلغتها في بلدانها؟ أعتقد أن اللغة عنوان للهوية الوطنية، وهناك من فرطوا في هويتهم بالانجرار وراء الوجاهة والعولمة دون وعي أو إدراك، فاللغة العربية لغة القرآن الكريم، وهي رمز لهويتنا العربية، ولتحسين الصورة القائمة علينا أن نبدأ من الصفر، وقد يكون الأمر صعباً في البداية، لكن علينا أن نبدأ بالمدارس». مناهج «تلقينية» أما شويكارعبد الله قورة، «منسقة اللغة العربية للصفوف الابتدائية في إحدى المدارس في أبوظبي، تقول: «إن مخرجات التعليم ترتبط بسوق العمل، وهذه الحالة انعكست على نظام التعليم ومناهجه وثقافته، فتراجعت اللغة العربية في المدارس الأجنبية بحكم ثانوية تعليم العربية فيها، وانتقلت الأزمة والعدوى إلى المدارس الحكومية، وتراجع دور مدرس اللغة العربية، والمناهج عاجزة، لأنها مناهج «تلقينية»، سواء أكان التلقين في الكتب أو في أسلوب التدريس، ونجد الطالب يضطر إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية حتى ليتعلم العربية بشكل سليم، والأسرة تتعامل بلغة أو لهجة مكسرة ومشوهة، والإعلام يكرس الثقافة نفسها، ومن ثم نكتشف أننا ندور في حلقة مفرغة، ونستسلم للأزمة، ونجد كثيراً من الناس ينجرف وراء هذا الوضع الخاطئ، ويعتبر أن مقياس ثقافة الأسرة هو مدى تعلم أبنائها اللغات الأجنبية على حساب اللغة الأم، بل والتحدث بها وإهمال اللغة الأصلية، فلماذا لا نجعل من تركيا وألمانيا وفرنسا قدوة في التمسك بالتحدث بلغتهم الأصلية؟ لماذا نعتمد الإنجليزية كلغة رئيسية في قطاع الاتصالات والبنوك والبريد والمستشفيات، وغيرها من الدوائر الخدمية التي تتعامل مع كافة شرائح المجتمع وجميع فئاته العمرية حتى من خلال أقسام خدمة العملاء الصوتية عبر الإجابات المبرمجة آلياً ويضطر كثير من الأمهات والآباء إلى الاستعانة بالسائق أو الخدم للتحدث إلى هذه الجهات بالإنجليزية المكسرة». برامج ومبادرات أبوظبي للتعليم مع وجود فجوة بين مصادر اللغتين الإنجليزية والعربية، فإن استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم تسعى ألا يكون التركيز في التعليم على اللغة الإنجليزية على حساب اللغة الأم، ومن ثم فإنه يتبنى مجموعة من البرامج لتحسين تعليم اللغة العربية، ووضع حلول وخطط علاجية من خلال مراجعة معايير مناهج العربية وتطويرها من الحالة التقليدية القائمة على الحفظ والتلقين، إلى التعليم التفاعلي الحديث القائم على مهارات التفكير، كما أن المجلس يعتمد على معايير محددة في التدريس، من منطلق أن الكتاب ليس المصدر الوحيد للمعلومات، وأنه بات من الضروري تنويع مصادر التعلم الحديثة، ولا سيما في مرحلتي رياض الأطفال والحلقة الأولى. كما يهتم المجلس برفع مستوى أداء المعلمين والمعلمات من خلال الاهتمام بالتدريب، وتبادل الخبرات، والاهتمام أيضاً بفئة غير الناطقين بها، بالتعاون مع دار زايد للثقافة الإسلامية، وجمعية حماية اللغة العربية، وإطلاق كثير من المبادرات التي تسهم في تطوير التعليم باللغة العربية، مثل مشروع «تَمَعّن»، وإطلاق الحملة الوطنية «أبوظبي تقرأ»، وتطبيق برنامج «المدرب اللغوي» الخاص بتدريب رؤساء الأقسام في اللغة العربية على التدريس القائم على المعايير، ويتم تدريب المعلمين خلاله على التخطيط، والتدريس، والتقويم، وأنواع القراءة، وأنواع الكتابة، والوعي الصوتي، وتنظيم البيئة الصفية، إلى جانب برنامج «المنهاج العربي المساند»، لدعم التعليم في المراحل التأسيسية من رياض الأطفال وحتى الصف الرابع التأسيسي، ومشروع «سكرابل» الذي يسهم في تنمية المخزون اللغوي للطلاب. وعاء الفكر أكد فتحي قنصوة، مدرس اللغة العربية، والمشرف العام على برنامج الأوليات والأوائل بالمدرسة الدولية في العين، يؤكد مسؤولية التعليم في الحفاظ على اللغة العربية، فاللغة بشكل عام وعاء الفكر، ومرآة الحضارة الإنسانية التي تنعكس عليها مفاهيم التخاطب بين البشر، ووسيلة التواصل، ومن ثم اهتم بها الإنسان، وطور آلياتها لتصبح قادرة على احتواء كل جديد. والمسؤولية تستوجب منا أن نحافظ على رمز هويتنا، ونصونها بإتقان قواعدها، وتعليمها للأجيال، وتربية الناشئة على حبها، واحترامها، والاعتزاز بها، والشغف بتعلمها، على اعتباره أنها رمز للهوية العربية وعنوانها. ويضيف قنصوة: «إن اللغة العربية أصبحت الآن مع الأسف لغة ثانية أو ثالثة، بل أصبحت مهملة لدى كثيرين، فالطفل العربي في مجتمعات عديدة ينشأ لا يعرف من لغة دينه كلمات معدودة بحجة أن المستقبل المهني لمن يتقن تلك اللغات الأجنبية، ولسنا ضد تعلمها، لكن لنعطي الأولوية والأهمية للغة الأم حتى لا تضيع هويتنا العربية» فلا ننسى أن تفوق وسائل التعليم المساعدة، الخاصة باللغة الإنجليزية، مقابل «العربية» أحد أسباب تراجع اهتمام الطلبة بلغتهم الأم وإقبالهم على اللغات الأجنبية، مشيراً إلى أن المناهج التعليمية العربية تخلو من التشويق والإثارة والتحديات الفكرية، حتى أصبحت عاجزة أمام المثيرات البيئية التي تحيط بالطفل والتي بدأت تؤثر سلبياً على المناهج، ليصبح الكتاب لا وجود له أمام الثورة التكنولوجية. لذلك نرى أن قطاع المناهج العربية في مجلس أبوظبي للتعليم يسعى إلى تطبيق ما يزيد على عشرة برامج، لتحسين تعلم الطلبة اللغة العربية في المدارس. مناهج تعليم اللغة العربية في قفص الاتهام أبوظبي (الاتحاد) - د. محمد محمد عبدالهادي، أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية، يرى أن الاهتمام بالمناهج المدرسية، وبمحتواها، وصناعتها، وتطويرها، وتأثيرها، وانعكاساتها على الفرد والمجتمع والأمة، سمة بارزة من سمات التحول والتطور في القرن الحادي والعشرين. ومع أن الاهتمام بالمناهج المدرسية لم يكن وليد الساعة، فهو الشغل الشاغل للتربويين والعاملين في ميدان المناهج وطرق التدريس منذ بداية التعليم الرسمي، إلا أنه لم يبرز بمثل هذا الوضوح، أو على تلك المستويات، بمثل ما نشهده هذه الأيام، حتى أصبح حديث الساعة. وهذا الاهتمام الكبير من السياسيين والاقتصاديين والمثقفين وعلماء النفس والاجتماع، وقبل ذلك التربويين، مرده الشعور بأهمية المناهج المدرسية، وبدورها الكبير في حفظ هوية الأمم، ونقل تراثها، وإرساء قواعد الأمن فيها، وتعزيز جوانب النمو والتطور بين أفرادها، وتثبيت مكانتها بين الأمم. لذا، فلا غرابة أن يكون لمناهج تعليم اللغة العربية نصيب من النقد والاتهام لدورها في ضعف الطلبة والطالبات في فنون ومهارات اللغة العربية، ولقصورها عن تحقيق الأهداف اللغوية والتربوية والوطنية التي وضعت من أجلها. ويتضح مما سبق الإشارة إليه في أسباب ضعف الطلبة في اللغة العربية أن هناك أسباباً تعود بصورة مباشرة إلى مناهج اللغة العربية بالمفهوم الواسع للمنهج المدرسي الذي يشمل الأهداف، ومحتوى الكتب المقررة، والوسائل التعليمية، وطرق التدريس، وطرق التقويم المتبعة، والأنشطة غير الصفية. مآخذ فمما يؤخذ على مناهج تعليم اللغة العربية عموماً عجزها عن بث الاعتزاز في نفوس الطلبة بلغتهم العربية والشعور بقوتها ومرونتها وجمالها وحيويتها وقدرتها على استيعاب التطورات العلمية والتقنية الحديثة. كما يؤخذ عليها أنها لا تولي اهتماماً كافياً بتنمية مهارات الطلبة اللغوية وتعويدهم على ممارسة اللغة واستخدام مفرداتها وصيغها المكتسبة بشكل فعلي مباشر مما يساعد على تقويم ألسنتهم، وتصحيح أقلامهم، وتنمية قدراتهم ومواهبهم الكتابية والخطابية، وإثارة الحماسة فيهم لتعلم اللغة والبراعة فيها. وباعتبار كتب اللغة العربية أبرز عناصر منهج اللغة العربية، بل إن الكثيرين يقصدونها عند الحديث عن مناهج اللغة العربية، فقد نالت عناية كثير من الباحثين والدارسين من جهة تحليلها وتقويمها وإبراز جوانب القوة والضعف فيها، لكن يمكن إيجاز السلبيات في: ? افتقارها إلى عنصر التشويق، لعدم ارتباطها بواقع الطالب وحياته العملية وحاجاته ومتطلباته وظروف عصره. ? افتقارها إلى الترابط، بحيث يسير تدريس كل مادة –أحياناً- بشكل مستقل عن المواد الأخرى، وهذا ما يبدد جهد الطالب ويفقده الإحساس بترابط جوانب اللغة وحيوية موضوعاتها. ? إن بعض النصوص المختارة في هذه الكتب والمقررات لا تتلاءم مع المستوى العقلي واللغوي لناشئة هذا العصر. ? إن كثيراً من المقررات الدراسية يتصف بالتقريرية التي يُكتفى فيها بسرد الموضوعات، وشرح بعض النصوص وتفسير طائفة من الكلمات بشكل رتيب أو شكلي في الغالب. ? اتصاف كثير من مقررات النحو والصرف بشيء من الجفاف والتعقيد والرتابة وعدم التركيز على الوظيفة الأساسية لعلمي النحو والصرف، وهي ضبط الكلمات وصيانة اللسان من الخطأ في النطق، وسلامة الكتابة مما يشينها. ? تقديم اللغة للطلاب في كتب منفرة لا تحبب الطلبة إلى ما يدرسون أو يقرأون فيها. الإصلاح ومن منطلق النقد الموجه إلى مناهج تعليم اللغة العربية، فقد بدأت أصوات العلماء والتربويين تعلو مطالبة بعمليات شاملة من الإصلاح والتطوير لتلك المناهج، ليصبح أبناؤنا قادرين على التعامل مع الأسس الجديدة في هذا القرن التي تشتمل على مهارات اتصال وتواصل عالية. هذا إضافة إلى تأكيد المتخصصين في تدريس اللغة العربية على ضرورة التوقف عن النظر إلى تعليم اللغة العربية باعتبارها فروعاً منفصلة لكل فرع غايته، ففي ضوء نتائج البحوث التربوية، وفي ضوء الفكر التربوي الحديث أصبحت النظرة التكاملية هي الأساس في تعليم اللغة العربية، حيث يتم تعليم اللغة العربية من خلال النص الأدبي الميسر الذي تتداخل فيه المهارات اللغوية وتتكامل، ومن خلاله يتم تعليم مهارات القراءة والكتابة والتحدث والاستماع. وينطلق مشروع «تحسين مستوى طلاب التعليم العام في اللغة العربية» لدى مكتب التربية العربي لدول الخليج، من عدد من الاستراتيجيات منها: استراتيجية بناء المناهج، وإستراتيجية إعداد معلمي اللغة العربية ورفع كفاياتهم، وإستراتيجية تقويم أداء تعليم اللغة العربية وتعلمها، وتحت كل استراتيجية عدد من البرامج التي تحقق أهدافها. كما أن هناك عدداً من البرامج المساندة للاستراتيجيات السابقة منها: برنامج تنمية اتجاه طلاب التعليم العام نحو القراءة الحرة، وبرنامج تطوير مستوى التأليف والإبداع في أدب الطفل، وبرنامج تفعيل دور التقنية في تعليم اللغة العربية وتعلمها، وبرنامج تطوير المكتبات المدرسية لخدمة تعليم اللغة العربية وتعلمها،وبرنامج إعداد المعاجم اللغوية المدرسية، وبرنامج تنمية البيئة المدرسية لتحسين تعليم اللغة العربية وتعلمها، وغيرها من البرامج التربوية المعينة على تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©