عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل 22 مسلحاً وأصيب آخرون باتساع دائرة الاشتباكات الطائفية في شمال اليمن، حيث يتنامى نفوذ جماعة «الحوثيين» المسلحة منذ إطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح أواخر فبراير 2012.
وقُتل مسلحان من أنصار الجماعة السلفية التي تتمركز في بلدة «دماج»، جنوب صعدة، في اشتباكات عنيفة اندلعت الليلة قبل الماضية مع المقاتلين الحوثيين الذين يحاصرون منذ منتصف أكتوبر البلدة، حيث يوجد مجمع تعليمي سلفي أُنشئ منتصف ثمانينيات القرن الماضي ويقصده سنويا مئات الطلاب بعضهم يأتون من بلدان عربية وأجنبية.
وقالت الجماعة السلفية في بيان لها، أمس إن القتيلين سقطا خلال تصدي المسلحين السلفيين لمحاولة جديدة للمقاتلين الحوثيين في اقتحام بلدة «دماج» من الجهة الشمالية «تحت غطاء ناري كثيف»، مشيرة إلى أن المواجهات أسفرت أيضا عن سقوط عدد من الجرحى بعضهم في حالة حرجة.
وانتقد البيان استمرار «الحوثيين» في مهاجمة وقصف بلدة «دماج» التي يزيد عدد سكانها على خمسة عشر ألف نسمة، «تحت مرأى ومسمع المعسكرات المحيطة بنا». والتزمت السلطات اليمنية الحياد إزاء الصراع بين «الحوثيين» و»السلفيين».
ويوم الخميس الفائت أعاد الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي تكليف وسطاء قبليين وسياسيين فشلوا الشهر الماضي في التوصل لاتفاق بين «السلفيين» و»الحوثيين»، بالتدخل مجدداً لوقف القتال بين الجماعتين الدينيتين المتصارعتين منذ أواخر 2011 على مناطق حدودية متنازع عليها.
إلا أن متحدثا باسم السلفيين في دماج نفى لـ(الاتحاد) أي تواصل بين جماعته ولجنة الوساطة الرئاسية من أجل استئناف جهود الوساطة منذ مغادرة الوسطاء محافظة صعدة الأسبوع الماضي، مشيرا إلى احتدام القتال على الأرض «وليس هناك أي لجنة وساطة».
وأكدت وزارة الداخلية اليمنية مقتل 17 من رجال القبائل المناصرين للسلفيين في مواجهات مسلحة مع «الحوثيين» في منطقة جبلية بالقرب من مدينة «حرض» في محافظة حجة المجاورة لصعدة.
وقالت الوزارة في بيان، إن فريقا تابعا للهلال الأحمر أجلى أمس الأول 17 جثة لمقاتلين سلفيين «قتلوا في المواجهات المسلحة التي دارت في الأيام القليلة الماضية في منطقة فج حرض»، موضحة أنه تم تسليم جثث القتلى إلى الجماعة السلفية «لإجراءات الدفن». كما قُتل ثلاثة من المقاتلين الحوثيين وأصيب آخرون، أمس باشتباكات مع مسلحين قبليين في بلدة «حوث» وسط محافظة عمران شمال صنعاء.
وذكرت محطة «اليمن اليوم» التليفزيونية أن من بين القتلى قياديا ميدانيا بارزا في جماعة الحوثي، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى باشتباكات بين «الحوثيين» وأتباع الزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر في بلدة «قفلة عذر» شمال عمران.
واستهدف انفجار، يعتقد أنه ناجم عن تفجير عبوة ناسفة، أمس محلا تجاريا مملوكا لأحد أتباع جماعة جماعة الحوثي في بلدة «المتون»، وسط محافظة الجوف شمال شرق اليمن.
ونجح وسطاء قبليون أمس في إطلاق سراح نجل رجل أعمال يمني مشهور خطفه مسلحون في 19 نوفمبر الماضي من محافظة تعز واقتادوه إلى محافظة مأرب القبلية. وأعلن وسيط قبلي إطلاق سراح محمد منير هائل سعيد، وهو نجل شقيق محافظ تعز شوقي هائل سعيد، «دون قيد أو شرط». وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، إن أعمال الخطف «مدانة من قبل مختلف شرائح المجتمع الذي ينبذ مثل هذه الاعمال المسيئة والدخيلة».
وأضاف لدى لقائه رئيس دائرة الشرق الاوسط بوزارة الخارجية الهولندية، خليس بسخور بلوخ، إن «هذه الاعمال تؤثر دوما على اليمن في أمنها واستقرارها واقتصادها».
ويوم الثلاثاء الماضي أُفرج عن زوجين هولنديين بعد ستة شهور من اختطافهما من قبل مسلحين مجهولين في العاصمة اليمنية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن الدبلوماسي الهولندي سلم هادي رسالة «تضمنت شكر وعرفان حكومة هولندا لليمن قيادة وحكومة وشعبا على التعاطف والجهود التي بذلت لإطلاق سراح الهولنديين وعودتهم الى بلادهم بسلام».
عدد اليوم
