الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

على خفيف

4 يونيو 2007 23:14
كنز الفردان.. على مر ثلاثة عقود ماضية ارتبطت رياضة الإمارت بشخصية فريدة، مميزة، ومحبوبة، فرضت احترامها وتقديرها على كل من قابلها، تدخل القلوب من الوهلة الأولى، بأدبها، ووقارها، بل تحمل في طياتها كل معاني الاحترام والتقدير والوجاهة والوقار الواردة في معاجم اللغة العربية، فالابتسامة لاتفارق محياه ، والبشاشة لازمت وجهه البشوش، الذي يشعرك بالتفاؤل كلما وقع نظرك عليه، ولحيته البيضاء أضفت على شخصية أحمد ناصر الفردان وقاراً خاصاً، هو شخص ليس ككل الأشخاص الذين أسعدت بمرافقتهم ومعرفتهم، ولحسن حظي رافقته في أكثر من رحلة سواء في شرق القارة باليابان، كوريا، او في وسطها بأوزبكستان، وكازاخستان، أو في غربها بالأردن ولبنان وأغلب الرحلات كانت مع المنتخب الوطني، سواء في تصفيات كأس العالم أو في الدورة العربية، وغيرها، ناهيك عن بعض الرحلات الى الدول العربية وكوريا مع ناديه المفضل الشارقة، وفي كل المهمات يكون أبو راشد مختلفاً مميزاً عن البقية بحكمته، وواقعيته، ورؤيته المستقبلية،وهو ما جعله يستحوذ على مساحات شاسعة في قلوب الجميع، ويتبوأ العديد من المناصب القيادية الرياضية والاجتماعية والسياسية بالدولة، وهو أهل للثقة الكبيرة التي أولت لهذا الشخص الكفء· ومن مهامه عمله تلك التضحيات التي قدمها لنادي الشارقة الذي تربى فيه، وتشرب من حبه، بل بات النادي بأروقته وهمومه وإنجازاته يجري في شرايينه، وكان من الكفاءات التي ضحت بالغالي والنفيس للعمل على نهضته وقيادته لتسطير كم الإنجازات التي يحتفظ بها النادي· واليوم بعد ثلاثة عقود من الزمن يفسح الفردان المجال للجيل الجديد القادم، ويعلن تنحيه عن رئاسة مجلس إدارة نادي الشارقة منهياً حقبة مضيئة، تميزت بالعمل والتكاتف والتعاون والشفافية والحب بين الأعضاء، ولكن هذا الرجل مؤمن بأهمية تداول الأجيال، وأن ما أعطاه كاف، وإن كنت على ثقة بأنه لايزال قادراً على العطاء وبتميز واقتدار، ولكن روحه وإيمانه بأهمية التداول جعلته يعتذر عن مواصلة العمل ويسلم الراية للجيل القادم، وكانت بوادر الاعتذار والعهد الجديد للإدارة الشرقاوية أعلنت باعتزال محمد عبدالعزيز نائب رئيس مجلس إدارة النادي العمل الرياضي واستقالته من منصبه بالنادي وهو الشخص الذي رافق، بل لازم الفردان في أكثر من موقع· مجرد رأي من الذكريات التي لن أنساها مع الفردان حوار فوق السحاب أجريته معه على ارتفاع أكثر من 35 الف قدم أثناء عودتنا من اليابان في تصفيات ''مونديال،''98 وفيه فتح الفردان قلبه وتحدث بكل صراحة عن الرحلة وخاصة أحداث المآتا والخسارة المريرة والتعادل مع اليابان، وكان اتفاقنا أن أنشر الحوار في اليوم بعد التالي، ولكن بعد الوصول اتصل بي بوراشد قائلاً: ما أريد أن أصب الزيت على النار، فالبلد والعة يامحمد ودورنا أن نمتص الغضب، لا أن نزيد النار حطبا، وخلنا نهدي الأمور أحسن، وكله لصالح المنتخب، فنحن جنود له'' وبالفعل لم أنشر الحوار ومع الأيام تأكدت أن أبوراشد على حق· وليكن الشرقاوية على ثقة تامة بأن تنحي الفردان خسارة كبيرة، لايمكن تعويضها إلا بإبقائه قريباً من كل صغيرة وكبيرة· ليستفيد الجيل الحالي من كنز الفردان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©