السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

يبحث عن مصير والديه بعد أن سرق منهما

يبحث عن مصير والديه بعد أن سرق منهما
24 مارس 2016 18:40
ولد غييرمو قبل 37 عاماً في قبو تحت الأرض في مركز للاعتقال والتعذيب أيام حكم الاستبداد في الأرجنتين، وهو الآن ما زال يبحث لمعرفة المصير الذي واجهه والداه المعارضان السياسيان آنذاك.   في الوقت الذي تحيي فيه الأرجنتين الذكرى الأربعين لانقلاب الرابع والعشرين من مارس 1976، مازال غييرمو رودولفو بيريس، الذي أصبح الآن والداً لثلاثة أبناء، يجهل كيف انتهت الأمور بوالديه. وهو واحد من 119 طفلاً انتزعوا من أهلهم ووضعوا في عهدة عائلات مقربة من مسؤولي النظام العسكري الذي حكم الأرجنتين بالحديد والنار. في سن الحادية والعشرين، علم غييرمو للمرة الأولى أنه ليس ابن العائلة التي يعيش معها، وإنما هو ابن زوجين معارضين للنظام العسكري، اسمهما باتريسيا روسينبليت وخوسيه روخو، وأنه حفيد روسا رويسنبليت نائبة رئيسة جمعية «جدات ساحة مايو» التي تضم ذوي الأطفال المفقودين في زمن حكم العسكر. ويقول غييرمو «هذه السنة، بعد مرور أربعين عاماً على الانقلاب العسكري، أنا أحتفل بعيد ميلادي الثامن والثلاثين، وجدتي في السادسة والتسعين.. أنا أحتاج لمعرفة الحقيقة، ومن هم المسؤولون.. لا أريد أن أنتقم، أريد فقط أن أعرف». والدا غييرمو الحقيقيان هما من بين آلاف المفقودين في زمن الاستبداد العسكري الأعتى في تاريخ أميركا اللاتينية، والذي أمسك بمقاليد البلاد بين العام 1976 و1983. وقد نشأ غييرمو في عائلة ضابط في استخبارات سلاح الجو يدعى فرانسيسكو غوميز، وحمل اسمه. تقدر منظمات حقوق الإنسان في الأرجنتين عدد السجناء الذين دخلوا هذا المعتقل بخمسة آلاف، أخفى أثرهم النظام الحاكم أحياءً أو أمواتاً، منهم من قتل في الاعتقال أو تحت التعذيب، ومنهم من ألقي حيا من الطائرات في منطقة تفصل الأرجنتين عن أوروغواي. في السابع والعشرين من أبريل من العام 2000، انقلبت حياة غييرمو رأساً على عقب حين دخلت عليه في مكان عمله شابة قالت له «مرحباً، أنا اسمي مارينا، أنا ابنة زوجين مفقودين أنا أبحث عن أخي، وقد تكون أنت هو». وأعطت الشابة غييرمو صورة لوالدها، كانت أشبه بصورة له هو، ولكن بالأسود والأبيض. في اليوم نفسه، اتصل غييرمو بجمعية «جدات ساحة مايو»، وخضع لفحوص الحمض الريبي النووي، وتثبت من صحة قصة شقيقته مارينا. في البداية، عاش غييرمو «أياماً سوداء» كما يصفها، قبل أن يتقبل قصته، وقد احتفظ باسم غييرمو الذي أطلقه عليه والداه بالتبني، وأضاف عليه اسم رودولفو الذي اختارته أمه الحقيقية لدى ولادته. يقصد غييرمو رودولفو القبو الذي ولد فيه في السجن المحول الآن إلى متحف للذاكرة، ويشير إلى المكان الذي ولد فيه قائلاً «المرة الأولى التي أدرت فيها رأسي حين نوديت باسم رودولفو كانت هنا تحت الأرض، تحت النافذة الخامسة». كان والدا غييرمو ناشطين في حركة «مونتونيروس» التي كانت تتصدى للحكم العسكري. وقد قبض عليهما في السادس من أكتوبر من العام 1978 مع ابنتهما البالغة حينها 15 شهراً، وكانت والدته حاملاً في شهرها الثامن. يمضي فرانسيسكو غوميس، ضابط الاستخبارات الذي ربى غييرمو، عقوبة السجن ست سنوات، بتهمة سرقة طفل. أما أمه بالتبني، فهي في الإقامة الجبرية. يقول غييرمو إنه سامح أمه بالتبني، لكنه لن يسامح زوجها الذي كان رجلاً عنيفاً يخيفه. أما ما يشغل باله فعلاً فهو أن يعرف مصير والديه.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©