فساتين مجموعة الـ «وشم» بإيحاءات صيفية

محفورة في الأذهان كوشم الطيف العالق في ثنايا الزمن القادم هي مجموعة الهوت كوتور (الخياطة الراقية) التي قدمها المصمم اللبناني داني أطرش لموسمي ربيع وصيف 2010 في باريس ضمن فعاليات أسبوع الموضة الباريسي. وهي المجموعة العاشرة لأطرش التي يقدمها في باريس وحملت عنوان “وشم” أو “تاتو”، وعرضت في جاليري أميركي معني بدراسة تاريخ الفنون، وكان افتتح في باريس عام 1986 وتقام فيه كبرى الاحتفالات وعروض الأزياء العالمية. قدم اللبناني داني أطرش مجموعة الوشم الذي رسم من خلالها بحرفة نادرة على أقمشة الفساتين رديفا للجلد لأن أقمشة التول المشغولة في سويسرا والتي تم الرسم عليها نسجت بألوان الجلد نفسه. ومن ينظر إلى تلك الأوشام يكتشف روعتها وحداثتها فهي غير كلاسيكية وشغلت إلى جانب الموزاييك على فساتين المجموعة. واستكملت الحكاية بالقطع المعدنية والجلدية التي طرزت بها الفساتين فأعطتها لمحة الإبهار الأوروبي في عالم الهوت كوتور. ألوان وتفاصيل أسقط المصمم أطرش إيحاءات الصيف على سائر التصاميم فصاغ ألوان الصيف الهادئة قصائد شعر في مجموعته المؤلفة من 38 قطعة. واعتنى بألوان البيج والأخضر الفستقي (البيستاش) والزهر بشكل خاص، غير أنه لم يتخل عن ألوان وردت في قطع التشكيلة كالأسود والعاجي وباقي الألوان المعدنية. تلك الألوان نفذت من أقمشة التول والأورجنزا والموسلين إضافة إلى أقمشة أخرى مصنوعة يدويا وبدت متموجة بهدوء كبحر يعتلي موجة صيفية، وذلك من خلال طبقاتها المتعددة. وعلى أي حال، هي أقمشة نادرة وغير شائعة وتحتوي على تفاصيل مهمة ومشغولة بدقة. وانطلاقا من رؤية أطرش بأن الأناقة تعتني بها الشابات أيضا، أولى اهتماما للفساتين القصيرة التي يسهل ارتداؤها وتليق بحفلات الكوكتيل وتحبذها النجمات العالميات وهي التي توحي بتفاصيل عصرية طرزت بطريقة منمقة وساحرة وغلبت عليها الكشاكش والتدرجات في قصات الأقمشة. تفضيلات الأقمشة ختام القصيدة الفنية كما مطلعها الساحر؛ فقد قدم أطرش فستان زفاف أبيض أبرز فيه الورك من خلال القصة الحديثة وبدأ يتسع شيئا فشيئا بطريقة تدريجية لينتهي واسعا عند أسفل القدمين، ورست طيات العشق على أجنحة الفستان من خلال تطريز لا يقل أهمية عن تطريز سائر قطع المجموعة وأوشامها، فبدت مجموعة “تاتو” رؤية فنية معاصرة لحكاية نادرة في عالم الهوت كوتور. وعن الأقمشة التي يفضل استخدامها قال أطرش لـ”الاتحاد”:”أستخدم عادة مختلف أنواع الأقمشة دون إلغاء أي نوع، أما النوعية التي أستعملها فتختلف من موسم لآخر، مثلا المخمل والجوخ والجلد والفرو بأنواعه أستعملها فقط لفصل الشتاء، كما أنني أستعمل مواد معينة في الأقمشة تصلح للفصلين الصيف والشتاء معا كالموسلين والحرير والدانتيل والكريب والتفتا”، مشيرا إلى أن اختياره للأقمشة يقوم على اعتماده على أكبر المصانع العالمية مباشرة وهي كثيرة، حيث تصمم هذه المصانع أقمشة بناء على طلبه الخاص ليكون منفردا في تصاميمه وأقمشته التي تنحصر فقط في دار الأزياء التي تحمل اسمه. وعن تخصصه في أزياء الهوت كوتيور، قال:”الهوت كوتيور هو الصورة الجميلة التي تعطي جمالية الموديل، وهو بالتالي الذي يسوق الأزياء الجاهزة بطريقة أو بأخرى”.