الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابنتي تريد الـ «B B»!

18 ديسمبر 2011 01:16
لن أستثني نفسي من هذا السؤال أبداً، فكما سأطرح عليكم السؤال الذي من المؤكد أن ابنتكم قد طلبته مراراً وتكراراً منكم كآباء أو منكنِ كأمهات، فلقد طُلب مني شخصياً هذا السؤال أيضاً مراراً وتكراراً، ومن دون كلل أو ملل، وفي كل يوم وكل ساعة، صباحاً ومساء .. ولقد أصبح الشغل الشاغل لدى ابنتي والذي يكون الشغل الشاغل نفسه لدى بناتكم. حيث تعلقت الحياة وتوقفت لحين تحقيق هذا الطلب، وأصبحت جميع الأجهزة الإلكترونية من “لاب توب وآي باد وبلاي ستيشن وننتندو دي إس..” بلا طاقة ولا مزود كهرباء يزودها بالكهرباء لكي تعمل، وأصبحت ألعاب “باربي، سفانج بوب، السنافر وكُرات الباكوجان...”، مترامية في أركان الغرفة، لأنها وبكل بساطة أصبحت لا تناسب سنها “حسب رأيها”. وإذا سألتها عن أهمية هذه الأشياء لديها، فالجواب واضح وصريح ولا يحتاج لأي تردد منها، فستقول لك: “هذه الأشياء لا تهمني، ولم أعد أكترث بها، ويمكنك إعطاؤها لأخي الصغير..”. هذه الأجهزة وهذا البحر من الألعاب لم يعد يهم ابنتي وكذلك الحال وعلى ما أعتقد لم يعد يهم بناتكم أو ابنتكِ، والسبب في ذلك وبكل بساطة أن ابنتي تريد “فقط” جهاز الـ “بي بي”!!. وعندما كان جوابي وردي على طلبها بـ “لا”، كانت هذه الـ “لا” فاتحة أبواب النار علي ومن كل الجهات، بداية باتهاماتها المستمرة لي بأنني إنسان رجعي، ضد التطور وضد التحضر، مروراً بانتقال “حبها” الكبير لي كأب، إلى كره “مؤقت”، حيث أصبحت في نظرها الآن عبارة عن “إنسان” لئيم يرفض تنفيذ طلبها، ويرفض تحقيق أمنيتها التي أصبحت وبشكل فجائي “الأمنية الوحيدة” التي تريدها من هذه الحياة، وهي امتلاكها لهذا الجهاز العجيب، القادر على إرسال الرسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية.. بضغطة زر واحدة. هذا الجهاز “السحري” الذي تمتلكه أغلب صديقاتها التي تقضي معهن الساعات “الست أو السبع” في المدرسة، وتريد أن تتابع معهن بقية ساعات اليوم من خلاله، وبالتحديد من خلال برنامج التراسل الفوري “بي بي ام” أصبح “مطلب” ابنتي الوحيد، والذي لو حققته لها، ستكون أسعد إنسانه في الكون “على حد تعبيرها”. هل وجدتم الرد المناسب لهذا الطلب؟ أما عن نفسي فالحل كان، بانصياعي التام لطلبها، وتنفيذه بأسرع وقت ممكن، ولكن التنفيذ كان مرهوناً بشرط وحيد، يجب الموافقة عليه من قبل ابنتي، وهو أن يكون الـ “بي بي” معها فقط خلال العطلة الأسبوعية، أما خلال أيام الأسبوع والدراسة فسيكون هذا الجهاز “الذكي جداً” معي أنا، ولا مجال لاستخدامه من قبلها في هذه الفترة. والسؤال هنا، إذا كنت قد تحمست لهذه الفكرة وطبقتها على مدار الأيام والأسابيع القليلة الأولى، فإلى متى سأصمد؟ وإلى متي سأستمر بصد هجمات التكنولوجيا “السلبية” عن ابنتي وعائلتي؟! المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©