الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توتر الأمهات ربات البيوت يتلاشى بعد دخول أبنائهن المدرسة

توتر الأمهات ربات البيوت يتلاشى بعد دخول أبنائهن المدرسة
18 ديسمبر 2011 01:07
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “طب النفس الأسري” أن الأمهات العاملات قد يكن أقل اكتئاباً وأفضل صحةً من نظيراتهن ربات البيوت. كما كشفت أن الأمهات اللواتي يعملن بدوام جزئي هن أكثر حظاً من الأمهات العاملات بدوام كامل، إذ يُلاحظ أن الأمهات اللواتي يعملن أقل من 40 ساعة في الأسبوع عادةً ما يكن أكثر تجاوُباً مع أطفالهم الصغار قبل وُلوجهم المدرسة. كما سجلت الدراسة أنهن يُتابعن أكثر ما يقوم به أطفالهن في المدرسة بشكل مقارب لما هو عليه الحال لدى الأمهات ربات البيوت، لكن أكثر من الأمهات اللاتي يعملن بدوام كامل. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجرائهم مقابلات مع 1364 من الأمهات وعقب متابعة حالاتهن من لحظة الولادة وإلى أن يصلوا إلى الصف الخامس، وذلك من حيث الكآبة والوضع الصحي، ومدى النجاح في الموازنة بين المتطلبات المهنية والمتطلبات الأسرية، ومدى اضطلاعهن بمسؤوليتهن كأُمهات في حسن تنشئة أبنائهن. وكانت الأسر المشاركة تنحدر من عشر مناطق مختلفة من الولايات المتحدة الأميركية. وكشفت الدراسة أن النساء اللاتي يعملن بدوام جزئي ودوام كلي قُلن إنهن أُصبن بأعراض كآبة أقل مما أُصيبت به الأمهات ربات البيوت. وفي ثلاث سنوات، أو بمجرد أن يصل الطفل سن التمدرس ويلج للمدرسة تبدأ هذه الاختلافات في التلاشي والاختفاء. وفي معظم مراحل الدراسة، لاحظ الباحثون أن الأمهات العاملات بدوام جزئي ودوام كامل يتمتعن بصحة أفضل مما تتمتع به الأمهات ربات البيوت. كما أشارت الأمهات العاملات بدوام جزئي أنهن يُواجهن مشكلات أسرية ناجمة عن العمل أقل من تلك التي تُواجهها الأمهات اللاتي يعملن بدوام كامل. وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين سجلوا في بعض الحالات وجود اختلافات طفيفة إلى معتدلة. ولم ينس الباحثون تسليط الضوء على امتيازات المرأة العاملة بدوام جزئي مقارنةً مع المرأة التي تعمل بدوام كامل، خصوصاً في الفترة التي يكون فيها الأطفال ما زالوا صغاراً. وتُفيد الدراسة بأن العمل يُتيح للمرأة توفير دعم وموارد تعجز الأمهات ربات البيوت عن توفيرها، وأن النساء اللاتي يمكثن في بيوتهن مع أطفالهن طوال اليوم يتعرضن لضغط وتوتر أكثر إلى أن يلج أبناؤهن المدرسة. وتقول شيريل بويهلر، المشرفة على الدراسة وأستاذة دراسات التطور الإنساني والأسري في جامعة نورث كارولاينا بجرينزبورو، “في جميع الحالات التي تُسجل فيها اختلافات كبيرة على مستوى راحة الأم ورفاهتها النفسية مثل وجود تضارُب بين العمل والبيت أو المسؤولية الأبوية، تميل كفة المقارنة إلى تفضيل العمل بدوام جزئي أو عدم العمل بالمرة. لكن في الكثير من الحالات، لم يلحظ الباحثون وجود أي اختلاف يُذكر بين رفاه الأمهات العاملات بدوام جزئي والأمهات العاملات بدوام كامل”. ويقول البروفيسور ماريون أوبرين، أحد المشاركين في إنجاز الدراسة والأستاذ بجامعة نورث كاورلاينا، إن نتائج الدراسة تُظهر أن العمل بدوام جزئي هو شيء ينبغي أن يحظى بتشجيع جميع أرباب العمل والمشغلين. وبما أن العمل بدوام جزئي يبدو أنه يُسهم في جعل المؤسسة الأسرية أقوى وأفضل من حيث استقرار ورفاه عيش أفرادها، فإنه سيكون من المفيد للمشغلين وأرباب العمل منح موظفاتهم العاملات بدوام جزئي بعض الامتيازات على الأقل، وأن يقدموا لهن فرصاً لتحقيق تطور مهني من خلال التدريب والترقية. وعلى الرغم من النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، فإن كل أم، يقول الباحثون، تبقى هي الوحيدة الأكفأ والأقدر والأجدر على الحكم بشأن ما إذا كانت سعادتها تتحقق أكثر في لُزوم البيت والتفرغ لتربية الأولاد، أو في التوفيق بين التربية والعمل بدوام جزئي، أو في الموازنة بين العمل بدوام كلي وتنشئة أبنائها كما تبتغي. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©