الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرقم الأهم

18 ديسمبر 2011 01:03
يجدر بنا أن نتوقف عند حيثيات تكريم مجلس سيدات أبوظبي لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تقديراً لدعمها المتواصل الملموس لمسيرة المرأة الإماراتية، وحرص سموها الدائم على تمكين المرأة المواطنة من القيام بدورها في شتى جوانب التنمية والنهضة التي تشهدها الإمارات على امتداد أربعة عقود من عمر دولة الاتحاد. فما من شك أن هذا الدور القيادي والإنساني الخلاق لسموها، أسهم وفعّل وحقق على أرض الواقع ما يعزز ويكرس ويدعم موقع المرأة ودورها الفاعل في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والخدمية والأسرية والتنموية الشاملة كافة. إن المتأمل لواقع المرأة الإماراتية اليوم، وقد حققت الكثير من الإنجازات والإسهامات، ونالت العديد من المكاسب، وتبوأت أرفع المناصب والمواقع، وأتيح لها من الفرص ما يضعها أمام مسؤوليات جديدة، سيجد أن المرأة الإماراتية تقف أمام تحديات جديدة، أهمها كيف لها أن تتحدى هي نفسها حتى تحقق ما تريده، وما ينتظره المجتمع منها، وكيف تجتاز وتقفز فوق كل ما يعوق مسيرتها، ويعرقل عطاءها ودورها الفاعل كأم وكسيدة أعمال، وعاملة في أي موقع من مواقع المسؤولية والعمل العام. إن هذا التحدي يفرض عليها ألا تنتظر ليبادر الرجل بـ››تمكينها››، فالرجل مهما تعاطف مع المرأة، وأبدى استعداده لدعمها، قد لا يعجبه أن يتحول مجتمعه الذكوري إلى مجتمع تشاركه فيه الأنثى حتى وإن دعا هو نفسه إلى ذلك، ومن ثم عليها أن تعي دورها الحقيقي لتتمكن من حماية حقوقها وتحديد واجباتها في الأسرة أولا والمجتمع والمشاركة الفاعلة في النهضة التي تعد الترمومتر الذي يقيس درجة التمكين الاجتماعي للمرأة في أي مجتمع. إن التمكين كمسؤولية اجتماعية يرتبط بمفهوم مشاركة المرأة في حصة التعليم، وسوق العمل، وسن التشريعات الكفيلة بحماية حقوق الأسرة لكي تنتقل بيسر وسهولة ونجاح إلى مرحلة التمكين الاقتصادي والسياسي الذي نستهدفه، فالتمكين الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، تعد الأبواب الشرعية لتتمكن المرأة من نيل حقوقها السياسية والاجتماعية، بما يوازي ثقلها الإنساني والاجتماعي في المجتمع. فالمرأة الإماراتية دخلت الجيش، وعملت بالشرطة، وخاضت جميع المجالات، والمواقع القيادية التي كانت لزمن طويل حكراً على الرجل، ونفضت الكثير من غبار الثقافة المجتمعية البالية التي عطلت انطلاقتها، وحدت من إسهاماتها كثيراً، واليوم لا وجود لأي عائق أمامها لتقتحم مجال العمل العام، ربما بنفس القدر الذي يتمتع به الرجل. المرأة اليوم مطالبة بأكثر من أي وقت مضى ، أن تعيد النظر في حقيقة دورها، وقدراتها، وكيف تترجم دعوات التمكين الحقيقية التي أصبحت فكراً ومنهجاً لتوجهات الدولة وجهودها وسياساتها، وعليها ألا تقف خارج «الإطار» وتكتفي بالمشاهدة السلبية، بل عليها أن تحرر نفسها من كل صور وقيود الخلفية الاجتماعية والثقافية التي عطلتها، ولا وجود لها في معظم الأحوال إلا في ذهنها هي! إن قضية التمكين الذي ننشده للمرأة الإماراتية لا يمكن له أن يتحقق على أرض الواقع عملياً، إلا بوعي حقيقي متكامل لفهم المرأة لنفسها، وكيانها، وقدراتها، وبمدى قناعتها الذاتية في ثقتها بأن تكون الرقم الأهم في أي معادلة تنموية شاملة، وأنها والرجل صنوان لا ينفصلان، ولا يختلفان، ولا يتنافران، بل هما قطبين مشركين، بينهما شراكة واحدة، ومسؤولية مشتركة، وهدف واحد مشترك، يتوزع بينهما بالتساوي. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©