الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السيطرة على الانفعالات الضارة المدخل الرئيسي لحماية الذات

السيطرة على الانفعالات الضارة المدخل الرئيسي لحماية الذات
18 ديسمبر 2011 01:01
يلعب مفهوم الرقابة الذاتية وتقدير الذات واحترامها دوراً مهماً في الدفع نحو التفاؤل والابتعاد عن اليأس والتشاؤم، والرقابة الذاتية في اللغة تعني مراقبة الشيء بغرض المحافظة عليه، أما الرقابة في الاصطلاح فتعني متابعة وملاحظة وتقييم التصرفات والأشياء بواسطة الفرد ذاته أو بواسطة الآخر، بهدف التأكد من أنها تتم وفق قواعد وأحكام الشريعة الإسلامية وبيان الانحرافات والأخطاء تمهيداً لعلاجها والقضاء عليها. يربط المستشار عادل آل علي، مدرب في تطوير الذات، بين الرقابة الذاتية في إطار القيام بعمل ما ويضعها في الإطار الديني، ويعرفها في هذا الصدد قائلا إن «الرقابة الإسلامية هي تلك الرقابة الشاملة سواء كانت علوية أم ذاتية أم إدارية «رئاسية» أم خارجية، وهي تسعى إلى التأكد من أن الأهداف المرسومة والأعمال المراد تنفيذها قد تمت فعلاً وفقاً للمعايير والضوابط الشرعية الإسلامية، في حين أن الرقابة الذاتية ترتبط بالذات البشرية وقد عرفها وليم جيمس بأنها كل ما يمكن أن يطلق على الفرد بما في ذلك جسمه وقواه النفسية وملابسه وبيئته، أعماله، ممتلكاته ومنجزاته، والأشخاص القريبين منه». ما هي الذات؟ عن تعريف الذات قال آل علي إن الذات تتضمن كل ما يدخل في مجال حياة الفرد المادية والمعنوية وكل ما يمت إلى حياة الفرد بصلة، وإنها تشمل أيضاً الجسم والنفس وما يرتبط بهما، كما تشمل علاقات الفرد بالآخرين وعلاقته بالوسط المحيط به عموماً، وهي من ناحية أخرى عبارة عن أفكار ومشاعر الشخص وتطلعاته وأمانيه، فهي تركيب خارجي منظم وموحد ومتعلم لمدركات الفرد الواعية، ويتضمن استجابات الفرد ككل نحو نفسه وتقديراته لذاته ووصفه لها. ويرى أن تقدير الذات هو بمثابة المرآة لحكم الفرد على مدى كفاءته الشخصية واتجاهه نحو نفسه ومعتقداته عنها، ويضيف «يعتبر تقدير الذات جانباً من جوانب الذات وليس هو الذات بأكملها، وأن مفهوم الذات يتضمن فهما موضوعيا أو معرفيا لها، بينما تقدير الذات فهو فهم انفعالي للذات يعكس الثقة بالنفس». ويشير آل علي إلى أن التعامل مع الذات يتم عن طريق عدة مراحل منها التحكم، حيث يفسر أن الإنسان بإمكانه التحكم في سلوكه، إذا كان السلوك الكلي يتكون من الأفعال، والانفعالات، والتفكير، ثم الوظائف العضوية الداخلية. ومنها أيضاً التمييز وهو أحد أبعاد المعرفة بالذات ويعني التفرقة بين هذه المكونات الأربعة التالية: الفعل هو ما يقوم به الفرد، وهو الأداء الظاهر أو الجانب السلوكي النشط من أفعال وأقوال وحركات، والفاعل وهو الشخص القائم بالفعل، أي الذات (النفس والجسد معاً)، والانفعال وهو اضطراب حاد يشمل الفرد ويحتويه ويؤثر في سلوكه وخبرته الشعورية ووظائف جسمه الداخلية، أما التفاعل فهو أحد مجالات التمييز، ضمن نموذج التعامل مع الذات. ويشير إلى علاقة الفرد بالموقف المثير بما في ذلك نوعية هذه العلاقة، ومدتها الزمنية وتقييمه للموقف كله، في حين أن محبة الذات، فهي تسمو بصاحبها، وهي الأجدر بمحبته عما سواها، وهذا الحب هي نقطة الانطلاقة إذ سيكون الشخص قادراً على حب الآخرين وتلقي محبتهم. وعن حماية الذات، يقول إنها تشمل الوقاية والعلاج من الأمراض البدنية بجميع أنواعها وأشكالها وصورها، كما تشمل حماية الذات من الانفعالات السلبية المدمرة، كالتوتر والحزن القلق، وما إلى ذلك من منغصات. تدمير النفس يقول آل علي «تتعدد السلوكات المدمرة للذات والتي تمثل اختيارات سلوكية خاطئة، وتتنوع هذه السلوكيات لتشمل جميع مكونات السلوك الكلي مثل: الانفعال التدخين، والفوضى وعدم النظام، ومخالطة أهل السوء، وتناول المشروبات الكحولية والمواد المخدرة، والعادات الغذائية الخاطئة، وإهمال الصحة، والسهر، والإرهاق، والتفكير المستمر في الجانب السلبي من الحياة، ومن مظاهرها أيضاً التشاؤم والتوقعات السلبية، والانغماس في التفكير السلبي والتقليل من شأن الذات، والانفعال ومن تجلياته الحزن، والغضب، والخوف، والكراهية، والغيرة، والحقد، وما يدخل في إطار ذلك من انفعالات سلبية». ونوه آل علي إلى السيطرة على الانفعالات هي المدخل الرئيس للسيطرة على الانفعالات. ويضيف «الضبط الانفعالي هو أكثر مكونات السلوك الكلي وقوعاً تحت سيطرة الفرد، ولذلك فإن السيطرة على الانفعالات الضارة هي المدخل المباشر لحماية الذات. وعن تنمية الذات، يقول «إشباع حاجات الإنسان من خلال البرامج الاجتماعية والتشريعات المنظمة، وجهود المؤسسات الحكومية والأهلية، وتعني تنمية طاقات الفرد إلى أقصى حد مستطاع والوصول به إلى مستوى من المعيشة بما يمكنه من إشباع حاجاته، ومعرفة الذات، وكذلك تقبل الذات وحمايتها هي من المستلزمات الأساسية أو المداخل التي لا مناص منها حتى يمكن للإنسان تنمية ذاته». وعن الحوار الإيجابي مع الذات، يقول «قد يكون تعبيراً عن المصالحة معها مثلما قد يكون مقدمة لهذه المصالحة، ومن أمثلة والعبارات الدالة على الحديث الإيجابي مع الذات مثلا لن أسمح بالانفعالات السلبية تتملكني أيا كان الأمر، سأرفض أن يتملكني الحزن، سأبعد عن نفسي الأفكار والوساوس، سأنتظر بعض الوقت، سأفكر قبل أن أتحدث، سأتعامل بالرفق واللين، سأركز انتباهي جيداً في العمل، لن أدع المثيرات الخارجية تحدد استجابتي». عمليات سلوكية يقول المستشار عادل آل علي، مدرب في تطوير الذات إنه «من المفاهيم التي تجعل الإنسان مقدرا من ذاته وبعيدا عن الوساوس هو كيف يمارس هذه الذات». ويوضح أن كل إنسان أعطاه الله نعمة العقل والتفكير، وكرمه على سائر مخلوقاته، وجعله خليفة في الأرض، وأسبغ عليه النعم ظاهرة وباطنة وأمره بالعمل والعلم والفضيلة، أما الفلسفة في الموضوع يقصد بها أن يكون للفرد رؤية معينة يعرف كيف يتعامل مع الآخرين، وأن تكون هذه الرؤية متسقة في مكوناته، أما الرسالة كمفهوم في ممارسة الذات هي رسالة الفرد في الحياة». أما أهداف تقدير الذات فهي بحسب تفسير آل علي «استبصار سابق للنتيجة المرغوبة مستقبلاً انطلاقاً من الحاضر بموجب عمليات سلوكية، وإجراءات وأنشطة مقصودة للوصول إلى غاية مقصودة هي النتيجة المبتغاة، والخطة لتطبيق ذلك هي ترجع لتقدير كل فرد لما يريده والتخطيط يبدأ بتشخيص الواقع وتحديد الوسائل والتوقيتات والأساليب والطرق».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©