الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات صينية تنافس كبار منتجي الهواتف الذكية

شركات صينية تنافس كبار منتجي الهواتف الذكية
25 فبراير 2017 12:21
ترجمة: حسونة الطيب وسط العدد الكبير من المصانع التي تعج بها مدينة دونجوان جنوبي الصين، والتي تقوم بإنتاج جميع أنواع السلع الرخيصة، يبرز مصنع تقدر سعته الإنتاجية بنحو 50 مليون من الهواتف الذكية لشركة أوبو، المؤسسة التي أسستها بي بي كي إلكترونيكس، والتي تعمل مستقلة في الوقت الحالي. وبجانب خطوط التجميع، تكتظ أروقة المصنع بالعديد من المهندسين الذين يجرون نحو 130 عملية فحص لهذه الهواتف قبل طرحها للبيع في الأسواق. ومع أن مثل هذا الحماس الكبير، متوقع في مصانع تقوم بإنتاج هواتف لشركة أبل، في مرافق فاخرة تديرها شركة فوكسكون التايوانية القريبة، إلا أنه يبدو غريباً في مؤسسة تنتج هواتف رخيصة للاستهلاك المحلي. وبدأت أوبو وشقيقتها فيفو التابعة أيضاً لشركة بي بي كي، العمل في 2004 و2009 على التوالي، بصناعة هواتف محمولة رخيصة مثلها ومثل بقية المؤسسات الصينية الأخرى التي لا تعبأ بها شركة مثل أبل. وكانت شياومي، من ضمن الشركات التي بزغ نجمها بسرعة، حيث نجحت هواتفها في جذب عدد كبير من المشترين. أما هاتف آر9 الذي طرحته أوبو في يونيو 2016، بتكلفة 400 دولار، فقد تجاوزت مبيعاته أجهزة آي فون في السوق الصينية رغم أن سعر الآيفون يفوقه بنحو الضعف. وتشهد شركة فيفو التي تستهدف المستهلكين الشباب بأسعار منخفضة، انتعاشاً واضحاً أيضاً في السوق المحلية الصينية. وأثبتت العلامتان التجاريتان، نجاحاً كبيراً. وبينما كانتا تسعيان وراء الدخول في قائمة أكبر خمس شركات لصناعة الهواتف المحمولة في الصين، تتبوآن الآن موقعيهما ضمن أكبر خمس شركات في العالم. وهاتف ذكي من ضمن كل ثلاثة تم بيعها في الصين في العام الماضي، يحمل واحدة من علامتيهما التجاريتين، رغم أن حصتيهما مجتمعتين، لم تتجاوز سوى 3% فقط في 2012. وربما يقود ذلك، لمراجعة أبل لموقفها. وفي 2013، توقع تيم كوك، المدير التنفيذي للشركة، بأن تشكل الصين سوقه الأكبر، إلا أن مبيعات آي فون تراجعت، حيث انخفضت حصتها خلال الربع الثالث من السنة الماضية إلى 7,1%، من واقع 11,4% قبل سنة. ولشياومي من الأسباب ما يجعلها أكثر تخوفاً، حيث راهنت قبل سنتين على الاعتماد شبه الكلي على بيع أجهزتها على شبكة الإنترنت. ونجحت هذه الاستراتيجية عندما كانت تحرز السوق الكلية للهواتف الذكية نمواً كبيراً، في وقت يزيد فيه عدد المستهلكين في المدن الرئيسة. وبلغت قيمة شياومي السوقية في وقت من الأوقات، 46 مليار دولار، إلا أن ثروتها مُنيت بالتراجع في الصين. وتعود أسباب ذلك، لتحول النمو للطبقة الوسطى المتصاعدة في المدن الصغيرة. وتعوز المستهلك هنا، الخبرة التي يمتلكها أقرانه في المدن الكبيرة مثل شنغهاي وبكين، ما يجعل الشك يساوره للشراء عبر الإنترنت. وبما أنها أدركت هذه الحقيقة في وقت مبكر، اتجهت أوبو وفيفو لبيع التجزئة المباشر في المدن الصغيرة. ويبلغ عدد محال التوزيع لشركة أوبو، نحو 200 ألف، موزعة على مناطق مختلفة في الصين. ويبدو تحقيق الأرباح صعباً للغاية في سوق الهواتف المحمولة الصينية، حيث من السهولة للشركات تعهيد مكونات الهاتف كافة من تصميم ورقاقات إلى عقود التصنيع. ويعني اكتظاظ السوق بالشركات، دوران منافسة الأسعار في حلقة مفرغة، خاصة للهواتف الأقل سعراً. ويرجح المحللون، انخفاض سعر الهاتف المحمول في الصين لنحو 50 دولاراً. وتفسر الضغوط التي تتعرض لها الشركات في السوق المحلية، أسباب هجرتها إلى الخارج. وخلال الربع الأخير من العام الماضي، احتدمت المنافسة بين شياومي وفيفو خلف سامسونج، في السباق لاحتلال المركز الثاني في سوق الهند للهواتف المحمولة. وتبيع هواوي، الشركة الصينية العاملة في مجال صناعة معدات الاتصال، والتي تحل في المركز الثالث في السوق المحلية، 40% من منتجاتها خارج الصين، النسبة التي من المتوقع ارتفاعها إلى 60% في غضون خمس سنوات. وتشكل أوفو، قوة معتبرة بالفعل في الهند، وتحل في المرتبة الثانية في سوق جنوب شرق آسيا بعد سامسونج. وقامت الشركة بفتح مركز تسويق في القاهرة، لتسريع وتيرة توسعها في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. ويرى بعض خبراء القطاع، أنه وعلى الرغم من كل هذا الزخم، تلوح في الأفق بوادر الدمج، حيث من المتوقع تقلص هذا العدد الكبير الذي يزيد على 50 شركة للهواتف في الصين في غضون السنوات الخمس المقبلة. نقلاً عن: «ذا إيكونوميست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©