الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الملل "سرطان" ينهش "جسد" الحياة الزوجية

الملل "سرطان" ينهش "جسد" الحياة الزوجية
18 ديسمبر 2011 09:52
يصيب الملل والفتور حياة الكثيرين من الأزواج، وربما يكون هذا الشعور كفيلاً بتوتر الحياة الزوجية أو هدمها على المدى الطويل. لكن في الوقت نفسه قد يتحول الشعور بالملل إلى دافع قوي للمزيد من التجديد والتقارب في الحياة الزوجية. فكيف يواجه الزوجين هذا الشعور؟.. وكيف لا يترك تأثريات سلبية على الحياة الزوجية؟. تشير أميرة (حسن، 30 عاماً،) في الإجابة لهذه التساؤلات إلى أن الحياة الزوجية، ما هي إلا جزء من نواحي كثيرة قد يصيبها الملل والضجر مثل باقي تفاصيل حياتنا، لكن المهم من وجهة نظرها هو استيعاب ذلك الأمر بشكل جيد من قبل الزوجين حتى لا يتفاقم الوضع ويتحول الملل المتكرر إلى فتور في الحياة الزوجية. وتضيف أميرة، (متزوجة منذ 5) سنوات وأم لطفلين، أن هناك أسباباً عديدة للملل الذي يصاب حياة المتزوجين وأهمها الظروف المادية والانشغال بتفاصيل الحياة المادية التي تجعل من الحياة دوامة لا أول لها ولا آخر، إلى جانب أن غياب لغة الحوار بين الأزواج قد تصيب الحياة بالفتور. وتوضح رضوى خيرت، (34 عاماً)، أن انشغال أحد الزوجين عن الأخر يدفع الملل إلى التسلل داخل الحياة الزوجية، سواء كان هذا الانشغال بالعمل أو بالأصدقاء أو بالأبناء. وترى رضوى، المتزوجة منذ (6 سنوات وأم لطفلين)، أن الانشغال بالأطفال من جانب الزوجة يشعر الزوج بالملل الذي ربما يلجأ إلى الأصدقاء للبحث عن تجديد لحياته. وتؤكد رضوى أن الكثير من الأسر العربية ليس لديها ثقافة التجديد في الحياة الزوجية من خلال السفر مثلاً، حيث يعتبر كثيرون أن هذا الأمر يدخل في تعداد الرفاهية وليس ضرورة لتجديد حياة الزواج ومنع تسرب الملل إليها. أما طارق بسيوني (36 عاماً)، فيرى أن اختلاف الميول والاهتمامات بين الزوجين يؤدي إلى الشعور بالملل والفتور في الحياة الزوجية وهذا ما يعانيه الآن بعد 4 سنوات من الزواج، حيث يميل هو إلى السفر الدائم والحركة في حين أن زوجته على النقيض تماماً تحب البقاء في المنزل وترى في السفر إهداراً للوقت والمال. ويشير طارق إلى أن الزوجة يقع على عاتقها العبء الأكبر في تسرب الملل إلى الحياة الزوجية، فهي تتغير تماماً بعد الزواج الذي تراه نهاية للحياة وليس بداية لها على عكس الرجل الذي يسعى بكل السبل إلى إدخال شيء من التغيير على حياته الزوجية. وتقول أمل جودة، 27 عاماً، إن التفاهم بين الأزواج والمصارحة هي أهم الوسائل للقضاء على الشعور بالملل. وتضيف أمل، متزوجة منذ عامين، أن تغيير بعض التفاصيل الروتينية في حياة الزوجين كفيلة بالقضاء على هذا الشعور مثل قضاءهما سهرة طيبة أو زيارة بعض الأماكن التي يحبها الطرفين، أو حتى مجرد التجديد في قطع الديكور في المنزل قد تلقي بالبهجة على الطرف الآخر وتكسر حالة الملل. وتقول د. نوارة مسعد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، إن الحياة الزوجية تمر بالكثير من المنعطفات والمتغيرات، والشعور بالملل هو شعور إنساني طبيعي، وتكمن عدم خطورته وتأثيره السلبي على الحياة الزوجية في كيفية استيعاب هذه المتغيرات ومواجهتها حتى لا تتحول إلى أسلوب حياة. أما خطورة الشعور بالملل في بعض الحالات، فتشير د. نوارة إلى أن عجز الزوجين عن مواجهته بالصمت القاتل، ففي الوقت الذي يشعر به أحد الزوجين أو الطرفين معاً بالملل ولا يتصارحان بهذا الأمر ولا يبذلا جهداً لمواجهته قد يؤدي شيئاً فشيئاً إلى تدمير الحياة الزوجية وإصابتها الدائمة بالفتور وبرود المشاعر وعدم الرضا عن أي تصرف يقوم به أحد الزوجين. أما عن أسباب الملل الذي يصيب الحياة الزوجية، فتقول د. نوارة، إن رتابة الحياة بشكل عام وعدم التجديد فيها قد يؤدي إلى تسرب الملل إليها، فالروتين اليومي سواء في العمل أو المنزل يؤدي إلى البرود العاطفي شيئاً فشيئاً، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالهوايات التي من شأنها تجديد نشاط الحياة وكسر الروتين اليومي. فضلاً عن انشغال أحد الطرفين بحياته الخاصة دون الطرف الآخر مثل انشغال الزوجة بأطفالها وغالباً ما يحدث ذلك مع الطفل الأول وما يترتب على ذلك من شعور الزوج بالإهمال وتسرب الملل إلى حياته الزوجية، أو انشغال الزوج بعمله أو حتى أصحابه على حساب الزوجة التي لا تجد لها مكاناً وسط هذه الاهتمامات. وتنصح د. نوارة بضرورة التجديد في تفاصيل الحياة الزوجية دونما أن يكون ذلك شرطاً لمزيد من الأعباء المادية، فالأمر لا يتطلب سوى الرغبة في التغيير لإضفاء المزيد من الحيوية على الحياة الزوجية، مع الأخذ في الاعتبار أن الحياة المثالية الهانئة بنسبة 100% ليست موجودة سوى في الأعمال الدرامية، في حين أن الواقع يشير إلى تقلب الحياة ما بين الفتور والتغيير والتجديد لكن المهم هو قدرة الطرفين على اجتياز هذه الحالة باعتبار أنها مجرد خطوة من خطوات الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©