الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيونج يانج... عودة التحدي الصاروخي

6 ديسمبر 2012
ديفيد جوتينفيلدر بكين حثت يوم الاثنين الماضي كل من الصين وروسيا معاً كوريا الشمالية على وقف خطتها لإطلاق ثاني صاروخ لها خلال 2012 مع تأكيد موسكو على أن أي خطوة في هذا الاتجاه تمثل انتهاكاً واضحاً للقيود المفروضة من قبل مجلس الأمن على عملية إطلاق الصواريخ الكورية، وكانت وكالة الأنباء التابعة لكوريا الشمالية أعلنت يوم السبت الماضي عن قرارها إطلاق قمر صناعي في الفضاء، مؤكدة للدول المجاورة أنها ستتخذ الطريق نفسه الذي سلكته في المرات السابقة عندما فشلت محاولتها في إطلاق صاروخ مماثل خلال شهر أبريل الماضي. وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية في هذا السياق جاء قولها: «نحن نناشد على نحو عاجل حكومة كوريا الشمالية بإعادة النظر في قرار إطلاق الصاروخ»، ولكن بيونج يانج مضت قدماً في خطتها، مطلعة المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة على تفاصيل إطلاق الصاروخ الذي من المتوقع أن يتم إطلاقه في الفترة بين 10 ديسمبر و22 من نفس الشهر بين الساعة الرابعة بعد الظهر والتاسعة ليلاً بتوقيت جرينتش، وستتم المرحلة الأولى من إطلاق الصاروخ بالتخلص من كبسولة الدفع قبالة السواحل الغربية لشبه الجزيرة الكورية، فيما ستتم المرحلة الثانية من الإطلاق قبالة سواحل الفلبين بعيدة بذلك عن اليابان التي قد تثير مشكلة في حال سقوط بقايا الصاروخ بالقرب من سواحلها. وفي تكرار لانتقاداتها السابقة في المحاولة الأولى التي تمت في أبريل الماضي أكدت موسكو أن على كوريا الشمالية احترام قرار مجلس الأمن الدولي الذي «يحظر بوضوح إطلاق صواريخ باستخدام التكنولوجيا الباليستية». وكان لافتاً أن الصين لم تبدِ نفس القدر من الانتقادات المباشرة لكوريا الشمالية وإن كانت قد حضت «كل الأطراف» على الامتناع عن اتخاذ إجراءات «يمكنها مفاقمة المشكلة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، «هونج لي»، للصحفيين إن «الصين تعتقد أن الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وفي شمال شرق آسيا ينسجم مع مصالح الأطراف جميعاً، وهي مسؤولية مشتركة لجميع الأطراف»، وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قائلًا «في الظروف الراهنة نتمنى أن تلتزم جميع الأطراف بالهدوء وضبط النفس والامتناع عن الخطوات التي من شأنها تعميق المشكلة، وستبقى الصين على تواصل دائم مع الأطراف لتنسيق المواقف». أما في واشنطن فقد أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، عملية إطلاق الصاروخ المقررة يوم الأحد المقبل، معتبرة أنها خطوة استفزازية وتهديد لمنطقة آسيا والمحيط الهادي. وفي تبريرها لإطلاق الصاروخ تؤكد كوريا الشمالية أن العملية تندرج في إطار حقها المشروع في استخدام الأقمار الصناعية والاستفادة منها لأغراض سلمية، ولكن روسيا شددت في بيانها أن بيونج يانج ستستفيد من الأقمار الصناعية فقط في حالة رفع الحظر المفروض عليها من قبل الأمم المتحدة والسماح لها بالقيام بأنشطة سلمية يمكن التحقق منها. وتأتي هذه التحذيرات التي وجهتها قوى دولية عديدة لبيونج يانج قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية التي ستعقد في 19 ديسمبر الجاري، حيث يعتبر الموضوع الكوري الشمالي أحد القضايا المهمة في الحملة الانتخابية، وقد سعت كوريا الشمالية على مدى السنوات الماضية للتأثير في مجريات الأمور في جارتها الجنوبية من خلال إطلاق حملات دعائية، أو الانخراط في عمليات عسكرية الهدف منها إخافة سيئول ودفعها لاتخاذ مواقف مهادنة. وعلى رغم انتهاء الأعمال الحربية بين الشمال والجنوب منذ عام 1953 فإن البلدين ما زالا عملياً في حالة حرب ما داما لم يوقعا على اتفاق سلام، بل إن كل ما هنالك هو فقط وقف لإطلاق النار أنهى الحرب الكورية بين 1950 و1953. ومنذ ذلك الوقت والقوى الإقليمية تحاول لجم البرنامج النووي لكوريا الشمالية والحرص على عدم الانخراط في عمليات عدائية تعيد شبح الحرب إلى المنطقة من جديد. وتشك الدول التي تسعى إلى إيقاف برنامج التسلح في كوريا الشمالية في أن هذه الأخيرة تحاول اتقان التكنولوجيا لبناء صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية تستهدف بها الولايات المتحدة. وتواجه كوريا الشمالية حظراً فرضته الأمم المتحدة على عملية بيع الصواريخ والتكنولوجيا النووية إلى أطراف أخرى في العالم، وهو الأمر الذي أضر كثيراً باقتصادها المتدهور في وقت كانت تعتمد فيه كلياً على بيع أسلحتها للحصول على العملة الصعبة. وفي انتقاداتها للبرنامج النووي الكوري اعتمدت روسيا سياسة الموازنة بين تنديدها بالصواريخ الكورية الشمالية ودعوتها للقوى الإقليمية الأخرى إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء اتخاذ تدابير عدائية ضد كوريا الشمالية التي كانت إحدى الدول الحليفة للاتحاد السوفييتي السابق. ويرجع استياء موسكو من العمليات المتكررة لإطلاق الصواريخ التي تجريها بيونج يانج إلى انتهاكها السافر لمقررات مجلس الأمن الدولي الذي تعتبر روسيا أحد أعضائه الدائمين، فهي لا تريد لدولة أن تخرج عما تم إقراره في المجلس بالتوافق بين أعضائه، كما يوجد بُعد آخر يفسر المعارضة الروسية للإجراءات الكورية يتمثل في حرص موسكو على استقرار المناطق الروسية المحاذية لكوريا الشمالية التي قد تتأثر سلباً بتداعيات إطلاق صواريخ بيونج يانج. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©