مصطفى عبدالعظيم (دبي) - أكد خوان زاراتي، مستشار الأمن الوطني السابق للرئيس الأميركي، أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات ضمن النظام المالي العالمي، مشيداً بكفاءة النظام المالي في الدولة والتطور الذي سجله في هذا المجال خلال السنوات الماضية.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها زارتي، خلال احتفال بنك الشارقة بالذكرى الأربعين على تأسيسه مساء أمس الأول برعاية وحضور معالي سلطان بن ناصر السويدي، محافظ المصرف المركزي، كما ضم الحضور معالي عبدالعزيز الغرير رئيس مجلس إدارة اتحاد مصارف الإمارات، ومعالي عبدالله محمد صالح محافظ مركز دبي المالي العالمي، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة بنك الشارقة، إلى جانب عدد كبير من كبار المسؤولين في القطاع المالي بالدولة.
وأوضح زاراتي الذي يشغل حالياً منصب المستشار الأول في المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية في واشنطن، أنه في ضوء الدور المتنامي الذي تلعبه دولة الإمارات العربية ضمن النظام المالي العالمي، فإنها أثبتت قدرة عالية في تقويم المؤسسات المالية فيها بصورة رئيسية استناداً على مدى فعالية أنظمتها وقدرتها على مواكبة التهديدات الحقيقية والمخاطر المحددة.
وتناول زاراتي، خلال كلمته، الدور الذي يجب على المؤسسات المالية والمشرعين والسلطات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تلعبه في تعزيز الموارد والبرامج التدريبية والخبرات لبناء أنظمة وبرامج وقائية قائمة على دراسة دقيقة للمخاطر، مؤكداً أن النزاهة المالية هي عنصر رئيسي في تحقيق الأمن القومي والإقليمي، لا سيما ضمن النظام المالي العالمي المترابط في القرن الحادي والعشرين. وشدد على ضرورة حماية النظام المالي من التمويل غير المشروع، ما يعزز من أهمية دور البنوك كخط دفاع أول بالنسبة للقطاعات المالية في أي دولة”. من جانبه، قال أحمد النومان رئيس مجلس إدارة بنك الشارقة: “على مدار العقود الأربعة الماضية، كان “بنك الشارقة” من أكثر المستفيدين من الجهود الجبارة التي يبذلها مصرف الإمارات المركزي، لبناء نظام تشريعي منسجم مع أفضل المعايير العالمية للنزاهة والشفافية. وفي ضوء الانتعاش الكبير الذي يشهده القطاع المصرفي في الدولة خلال المرحلة الراهنة، تأتي كلمة خوان زاراتي لتشدد على أهمية الالتزام بهذه القيم لضمان استمرار مسيرة النجاح والنمو، بما يرسخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي موثوق للقطاعين المالي والمصرفي”.
بدوره، توقع فاروج نركيزيان العضو التنفيذي والمدير العام لبنك الشارقة أن يتراوح نمو الائتمان المصرفي في الإمارات ما يتراوح بين 15 إلى 20% بفضل النمو الاقتصادي القوي في الدولة، لافتاً إلى أن استضافة اكسبو 2020 سوف تنعكس إيجاباً على القطاع المصرفي في الدولة بصفة عامة.
وأضاف في تصريحات للصحفيين على هامش الاحتفال أن اقتصاد الدولة كان على المسار الصحيح للازدهار، وجاء الفوز باستضافة «اكسبو 2020»، ليعطي النمو القوي دفعة وزخم إضافيين للأعوام المقبلة.
وأكد أن انعكاسات الازدهار واضحة خاصة على صعيد الطلب على العقار في الدولة، وأضاف قائلاً، إن البنك قام بتمويل مشروع لميدان في دبي ونفدت الفلل المطروحة ضمن المشروع خلال أيام قليلة، واللافت، على حد تعبيره، أن أحداً لم يطلب تمويل للعقار رغم أن البنك طرح منتجات لتمويل هذه الوحدات، ما يعني أن هناك سيولة وفيرة في السوق.
ونوه بعنصر آخر متوقع أن يسهم في حفز نمو النشاط المصرفي والاقتصادي بصفة عامة في الدولة، وهو الرفع المتوقع للعقوبات عن إيران، وقال إن حجم التجارة بين البلدين يزيد على 24 مليار دولار قبل فرض العقوبات، وتراجع إلى 4 مليارات، ما يعني أن آفاق النمو ستكون واسعة جداً في حال رفعت العقوبات، الأمر الذي سيكون إيجابي للغاية بالنسبة للقطاع المصرفي. وحول خطط البنك التوسعية، قال نركيزيان، إن البنك بصدد المضي قدماً في افتتاح فرع جديد في المصفح.
وتحدث عن جهود البنك وحرصه على الالتزام بالمعايير العالمية فيما يخص مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، الموضوع الذي كان محور النقاش خلال حفل البنك، وقال إن الالتزام بالمعايير هو جهد مستمر، والبنك من جانبه استثمر الملايين في نظام إلكتروني جديد يتوقع أن يسهم في التأكد بصورة أفضل من التزام البنك وخضوع معاملاته كافة للقدر الأكبر من المتابعة والتدقيق على هذا المستوى.
وأكد أن مستوى التركزات الائتمانية لدى البنك يتماشى بالفعل ومتطلبات النظام الجديد الذي أقره مؤخراً المصرف المركزي، وقال إن البنك ليس لدي أي انكشاف على قروض الشركات شبه الحكومية في دبي.
عدد اليوم
