الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشاركة نشطة لوفد الإمارات في مؤتمر تغير المناخ بالدوحة

مشاركة نشطة لوفد الإمارات في مؤتمر تغير المناخ بالدوحة
6 ديسمبر 2012
الدوحة (وام) ـ واصل وفد دولة الإمارات العربية المتحدة مشاركته النشطة في فعاليات مؤتمر الأطراف الثامن عشر لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ المنعقد حالياً بالدوحة. وأكد معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، خلال الكلمة التي ألقاها أمس في أعمال المؤتمر أن دولة الإمارات تولي اهتماما خاصا بقضية تغير المناخ حيث شهدت الأعوام القليلة الماضية إطلاق مجموعة من المبادرات في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والتي تسهم بشكل مباشر في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون الطاقة وتغير المناخ والرئيس التنفيذي لـ «مصدر» إنه ينبغي على البلدان النامية التركيز على بناء رأس المال البشري وتعزيز القدرات في مجال تطوير التكنولوجيا فهذه هي دعائم بناء الاقتصاد المستدام وتحقيق النمو في أي مكان حول العالم. وقال ابن فهد، في كلمته “نبارك لدولة قطر الشقيقة استضافة المؤتمر الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ونعبر عن تقديرنا لكافة الجهود الحثيثة التي بذلها القائمون على الإعداد والتحضير لهذا الاجتماع المهم، بمن فيهم الأمانة العامة للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ”. وأضاف “أصبحت ظاهرة تغيير المناخ واقعا ملموسا لا يقبل التشكيك، حيث نلمس عواقبها بصورة أكبر عاما بعد عام، ولعل الأعاصير المدمرة التي شهدتها بعض دول العالم وتراجع الغطاء الجليدي في القطب الشمالي والاحترار العالمي وغيرها من الأمثلة تعطي فكرة واضحة عن تداعيات تغير المناخ”. وأضاف “نجتمع هنا لإيماننا جميعا بأننا كمجتمع دولي نمتلك القدرة على الإمساك بزمام المبادرة، واتخاذ إجراءات وخطوات عملية تسهم في التصدي لهذا التحدي. وأود التنويه هنا بأن بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية تولي أهمية كبيرة لقضية تغير المناخ حيث تمثل استضافة هذا المؤتمر دليلا على مدى اهتمامنا بهذا الموضوع وحرصنا على المشاركة في الجهود الدولية للتوصل إلى حلول عملية تتصدى لهذا التحدي. وتابع “في هذا الإطار تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماما خاصا بقضية تغير المناخ حيث شهدت الأعوام القليلة الماضية إطلاق مجموعة من المبادرات في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والتي تسهم بشكل مباشر في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون”. واستطرد “من هذه المبادرات، بدء العمل على تنويع مصادر الطاقة وذلك وفق منظومة متكاملة بحيث تشمل إلى جانب الطاقة التقليدية كلا من الطاقة النووية والطاقة المتجددة، وتم في عام 2006 تأسيس “مصدر” كمبادرة استراتيجية متعددة الأوجه لتطوير وبناء قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة”. وباشرت “مصدر” ببناء رأس المال البشري المتخصص في هذا القطاع الجديد من خلال “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” إضافة إلى الاستثمار في تطوير التقنيات النظيفة وتنفيذ المشاريع المحلية والعالمية لتوليد الطاقة المتجددة. وبالإضافة إلى “مصدر” بدء العمل في بداية العام الحالي بإقامة مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بكلفة تزيد على 12 مليار درهم، بما يسهم في تعزيز انتشار حلول الطاقة المتجددة وإبراز مزاياها وتعميم فوائدها. ونتيجة الالتزام الجدي الذي أبدته دولة الإمارات تم اختيارها في عام 2009 لاستضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” التي تعد أول منظمة دولية معنية بتسريع انتشار وتطبيق مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم لاسيما في البلدان النامية. وفي خطوة عملية تؤكد الحرص على تعزيز انتشار مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة في كافة أنحاء العالم تعهدت دولة الإمارات من خلال صندوق أبوظبي للتنمية بدعم “آيرينا عبر تقديم مبلغ 350 مليون دولار على مدى سبع سنوات وذلك بغرض دعم نشر مشاريع الطاقة المتجددة في البلدان النامية. ودعا ابن فهد كافة الدول للانضمام إلى “آيرينا” والتصديق على ميثاقها الأساسي. اتفاق جماعي قال ابن فهد “رغم أهمية المبادرات على مستوى الدول إلا أننا نؤمن في دولة الإمارات بأن التوصل إلى اتفاق جماعي بشأن تغير المناخ سيتيح لنا المضي قدما إلى آفاق أبعد من تلك التي قد نصل إليها فيما لو مضت كل دولة باتخاذ مبادرات فردية. كما ندرك أهمية وضع أهداف واقعية لما يمكننا تحقيقه على المدى القريب مع التركيز على الروح الإيجابية والطموحة حول ما يمكن للمجتمع الدولي تحقيقه على المدى البعيد. ورغم الأولويات العديدة الملحة لهذا الاجتماع، فنحن نتطلع بشكل خاص إلى تحقيق نتائج إيجابية بشأن التوصل إلى صيغة قانونية مرضية لفترة الالتزام الثانية لبروتوكول كيوتو وبالتالي، المحافظة على الآليات المرنة الهامة مثل “آلية التنمية النظيفة” التي تعتبر أحد أهم الإنجازات الخاصة بالنظام المناخي إلى الآن وأدعو هنا جميع دول الملحق الأول لاتفاقية تغير المناخ إلى الانضمام لفترة الالتزام الثانية. كما علينا الالتزام بالتنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه في مجالات التمويل والتكنولوجيا وإجراءات التكيف والتخفيف. وبالنظر إلى الخطوات المقبلة فإنه يجب على فريق منهاج عمل ديربان أن يرسم معالم الطريق المؤدي للتوصل إلى اتفاق عادل وقانوني وفعال بحلول عام 2015 ويجب أن يراعي هذا الاتفاق مصالح كل الدول على اختلاف ظروفها بالشكل الذي يحقق التقدم المنشود. وعلى صعيد الدفع قدما بالحوار الدولي بشأن الطاقة المتجددة وسبل الحد من تداعيات تغير المناخ تستعد دولة الإمارات لاستضافة “أسبوع أبوظبي للاستدامة” خلال الفترة من 13 الى 17 يناير المقبل حيث سيحتضن هذا الأسبوع عددا من المؤتمرات والفعاليات الهامة بما فيها الاجتماع الثالث للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، والدورة السادسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، والمؤتمر الدولي للطاقة المتجددة بالتعاون مع شبكة سياسة الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين. إضافة إلى القمة العالمية للمياه حيث يعد ضمان أمن المياه أولوية قصوى للكثير من البلدان حول العالم، وكذلك حفل تكريم الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل التي تهدف إلى تخليد إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وذلك من خلال تكريم المبدعين في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. ودعا ابن فهد الجميع للمشاركة في أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي سيوفر منصة دولية هامة للتباحث في قضايا الطاقة والمياه والتنمية المستدامة والدفع قدما بالجهود الدولية وصولا إلى الحلول المنشودة. وقال “يشرف دولة الإمارات بدعم مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة معالي بان كي مون بشأن القمة العالمية للقيادات 2014 ونؤكد دعمنا لإنجاح هذه المبادرة العالمية”. التنمية الخضراء قال معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، إن دولة الإمارات تبنت عام 2012، نهج الاقتصاد الأخضر من خلال إعلان “استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء” تحت شعار “اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة”وهي استراتيجية طويلة المدى تؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة التنمية تقوم على اقتصاد يحافظ على البيئة وبيئة تدعم نمو الاقتصاد وتركز هذه الاستراتيجية بمساراتها الستة على الإدارة المتكاملة للموارد البيئية وتولي قضية التعامل مع التغير المناخي أهمية خاصة”. وتابع “قبل أيام قليلة تم وضع حجر الأساس إيذانا بانطلاق الأعمال الإنشائية في برنامجنا النووي السلمي والذي يسهم في تنويع مصادر الطاقة منخفضة الكربون. وإيمانا بأهمية تعزيز الشراكات والتزاما بنهج التعاون وتبادل الخبرات وإلى جانب مبادراتنا الوطنية تقوم دولة الإمارات من خلال مصدر بتنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم حيث نعتبر من المستثمرين الرئيسيين في مجال الطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا وفي طاقة الرياح بالمملكة المتحدة والعديد غيرها. إضافة إلى كل ذلك تبنت دولة الإمارات مجموعة من الاستراتيجيات والخيارات ذات الصلة بالتخفيف من التغير المناخي منها على سبيل المثال، معايير العمارة الخضراء والبصمة البيئية واستدامة قطاع النقل والاستخدام الكفؤ لموارد الطاقة والمياه والإنتاج الأنظف. وفي إطار اهتمامها بتشجيع البحث العلمي وتعزيز الابتكار والإبداع في قضايا البيئة والطاقة المتجددة والتغير المناخي أطلقت دولة الإمارات جائزتين عالميتين هما، جائزة زايد الدولية للبيئة وجائزة زايد لطاقة المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©