الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فابيوس: صعوبات تواجه «الائتلاف» وتشاؤم من «جنيف 2»

16 ديسمبر 2013 00:51
عواصم (وكالات) - أقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، بأن المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من بلاده والمتمثلة بالائتلاف الوطني تعاني صعوبات جدية وخطيرة، وأعرب في تصريحات على هامش أعمال منتدى سياسي واقتصادي في موناكو عن شكوكه في نجاح مؤتمر “جنيف 2” لحل الأزمة المقرر عقده في 22 يناير، وقال “بشأن سوريا أنا متشائم إلى حد ما.. المؤتمر مهدد بعدم تحقيق تقدم كبير..سنعمل على أن يحقق نجاحاً، لكن للأسف لدينا الكثير من الشكوك”. ويهدف المؤتمر إلى مناقشة آلية بيان “جنيف 1” التي تنص على تشكيل حكومة انتقالية سورية بالاتفاق بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة. وقال فابيوس “إن الأسد يقول إنه سيرسل ممثلين لجنيف، وعلى الرغم من أن للأسد أخطاء كثيرة، فإنه ليس أبلهاً، ونحن لا نرى سبباً يجعله يسلم كل سلطاته..أما بالنسبة للمعارضة التي ندعمها فهي تواجه صعوبات كبيرة”. ويعاني “الجيش السوري الحر” (الجناح المسلح للمعارضة المعتدلة)، من هزائم متتالية أمام الجماعات المتطرفة المسلحة التي يتعاظم نفوذها ميدانياً. وقد تعرض إلى خسارة أخرى مؤخراً مع تعليق لندن وواشنطن مساعدتهما غير الفتاكة بعد استيلاء متشددي “الجبهة الإسلامية” على مقار “الجيش الحر” ومخازن أسلحته قرب معبر حدودي مهم مع تركيا. لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد أمس أن المساعدات الأميركية قد تستأنف سريعاً جداً. وقال كيري في مقابلة مع شبكة “اي بي سي” الأميركية “أعتقد أنه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل بشكل متأن..لا أحد يريد أن يكتفي بإعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة أخرى”. لافتاً إلى أن المعارك بين أطراف المعارضة أتاحت تنامي دور المجموعات المتطرفة وأن بعض المناطق باتت تقع بشكل كامل تحت سيطرة القاعدة. وأضاف “نعم هذا صحيح تماماً..أن القاعدة لم يكن لديها قبلاً التأثير الذي تحظى به اليوم هناك، وهذا التهديد يتزايد، وهو تهديد سيتوجب علينا مواجهته”. وأضاف كيري “إن الإدارة الأميركية تعتمد على الدبلوماسية لحل النزاع في سوريا”، مشيراً إلى التحضيرات لعقد مؤتمر “جنيف 2”، وإلى الإجراءات التي اتخذت لإزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية للنظام السوري. وتابع “لا أحد يريد التورط في الحرب السورية لأن هذا البلد كما تعلمون غارق في بازار من المواجهات الدينية مع كل أنواع التدخلات”، وأضاف “لا بد من العمل بالوسائل المتاحة، وهذا بالتحديد ما نقوم به عبر استخدام الأدوات الدبلوماسية المتوافرة”. وشدد على أن غالبية الرأي العام الأميركي تعارض تورطاً أميركياً إضافياً في النزاع السوري. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في حوار أجرته معه قناة “روسيا 24” “إن قضية مكافحة الإرهاب في سوريا ستكون أساسية في مؤتمر جنيف 2”، داعياً إلى إقامة تحالف بين الحكومة السورية وما وصفه بـ”المعارضة الوطنية” قادر على القتال ضد الإرهابيين الأجانب. وانتقد لافروف الإشارات المتناقضة من “الائتلاف الوطني” المعارض التي تتحدث تارة عن المشاركة وتارة أخرى عن عدم المشاركة بمؤتمر “جنيف 2”. وأضاف “إن المؤتمر يجب أن يعقد بلا شروط مسبقة، وأن يحتوي على جدول أعمال موحد وهو بيان جنيف الذي أقر في يونيو العام الماضي، والذي ينص على أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مصير بلادهم في إطار المفاوضات بين الحكومة وكافة فئات المعارضة على أساس الاتفاق المشترك، وأن على كافة اللاعبين الخارجيين حث السوريين على ذلك”. وأضاف “من الواضح أن الوضع معقد..نحن طبعاً ندعم الجهود التي يبذلها الأميركيون لإقناع المعارضة بالذهاب إلى المؤتمر من دون شروط مسبقة، وأيضاً نقوم بالعمل ليس مع الحكومة السورية فحسب، بل ومع المعارضة، لكن بموازاة محاولات تقديم الائتلاف كأهم قوة لخصوم النظام في المفاوضات، فإن هذه القوة بدأت تتشقق، وتوجد معلومات قيد التدقيق حالياً، بأن الإخوان المسلمين الذين يدخلون ضمن الائتلاف يريدون إبداء مواقف خاصة بهم، ولا أدري إن كانوا قد خرجوا من الائتلاف أو انعزلوا بشكل ما”. وتابع لافروف “سنقوم باستيضاح كل هذه الأمور خلال لقاء في 20 ديسمبر في جنيف، مع الأميركيين والأمم المتحدة بالإضافة إلى مشاركة آخرين من أعضاء مجلس الأمن وجامعة الدول العربية وتركيا”. مشدداً على أنه يجب العمل كي تكون المعارضة ممثلة على المستوى المطلوب وليس ببنية داخلية تثير الشك بإمكانية فعاليتها والتقلب والاهتزاز. من ناحيتها، اعتبرت الصين أن مؤتمر جنيف 2 يوفر فرصة لكسر الجمود بشأن القضية السورية، ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وزير الخارجية وانج يي قوله في اتصال مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون “إن الصين تأمل في أن تتمسك جميع الأطراف المعنية بهذه الفرصة، وتستفيد منها لضمان عقد المؤتمر في موعده المحدد، والخروج بنتائج إيجابية لبدء عملية التسوية السياسية في أقرب وقت، وإعادة الوطن الذي ينعم بالسلام لشعوب سوريا والمنطقة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©