أبوظبي (الاتحاد)- أكد أطباء في مستشفى المفرق ومدينة الشيخ خليفة الطبية أمس تعافي السيدة الإماراتية موزة البلوشي، التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم والبالغة من العمر 75 عاماً، بعد خضوعها لعملية ناجحة للف تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
وقام فريق من مستشفى المفرق ومدينة الشيخ خليفة الطبية، بعد التنسيق مع وحدة العناية المركزة، والتخدير، وأمراض القلب، وجراحة الأوعية الدموية والعصبية التداخلية، وبإشراف الدكتور حيدر شاه، الاستشاري في مدينة الشيخ خليفة الطبية، بتشخيص حالة المريضة وتنفيذ عملية طارئة لعلاج حالة تمزق الأوعية الدموية، الناجمة عن نزيف المخ تحت العنكبوتية من الدرجة الخامسة، بسبب إصابتها بارتفاع في ضغط الدم.
وقال الدكتور شاه: “يتم تنفيذ هذه العمليات غالباً باستخدام تقنيات اللف والدعم، لضمان الحد من التدخل الجراحي بأكبر قدر ممكن لعلاج تمدد الشرايين، مقارنة بالسبل التقليدية المتبعة. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تتعافى المريضة بصورة أسرع”.
واستخدم الفريق الجراحي، للمرة الأولى في المنطقة مقاربة عبر الشريان السباتي لعلاج تمدد الأوعية الدموية الدماغية الواقعة في منطقة عميقة والشريان الأورطي المتعرج من الدرجة الثالثة، مما يجعل من العلاج غير التدخلي أمراً مستحيلاً في كثير من الحالات. ويقول الدكتور شاه موضحاً: “غالباً ما يتم استخدام هذه الطريقة لعلاج المرضى في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكنها لم تعتمد على نطاق واسع في دول مجلي التعاون الخليجي”.
وللمرة الأولى في المنطقة أيضاً، استخدم الأطباق جهاز Star Close المتطور لإغلاق الشريان السباتي، بعد إنهاء عملية لف التمدد الوعائي لعلاج النزيف الدماغي. ويستخدم هذا الجهاز لإغلاق الشرايين بعد الإصابة بالجروح، ولا يجري استخدامه عادة لإغلاق الشريان بعد إجراء تدخلي عصبي.
ويعتبر ارتفاع ضغط الدم عنصر الخطر الرئيسي المسبب للسكتات القلبية ونحو 50% والنوبات الإقفارية، بالإضافة إلى دوره في زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية في العالم. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية بأن ارتفاع ضغط الدم يسبب الوفاة لدى شخص من بين كل ثمانية أشخاص، ليكون ثالث أكبر مسبب للوفيات في العالم. كما تؤثر هذه الحالة على نحو 30% من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، أي أكثر بـ20% من المعدل العالمي.
وأضاف الدكتور شاه: “تعتبر العوامل الوراثية من المسببات الرئيسية لارتفاع ضغط الدم، لكن سكان دولة الإمارات العربية المتحدة معرضون بصورة أكبر لمخاطره بسبب العديد من العوامل، ومنها الخمول والأمراض المرتبطة بأساليب الحياة العصرية غير الصحية مثل البدانة المفرطة والسكري، وسوء تنظيم الحميات الغذائية. لكن الجيد في الأمر هو أن ارتفاع ضغط الدم يعتبر من الحالات التي يمكن الوقاية منها ومعالجتها بصورة فعالة”.
وعلق خالد مبارك البلوشي، قريب المريضة: “تعاني عمتي من ارتفاع ضغط الدم، ونظراً لتقدمها في السن، كاد النزيف الدماغي أن يودي بحياتها. لكن فريق الجراحين تمكن من إدارة الحالة بدقة فائقة، وقدموا لنا مجموعة من الخيارات الجراحية والنتائج المتوقعة من كل منها. وأشكر الدكتور شاه، الذي أطلع العائلة بدقة على تفاصيل هذا الإجراء، وعلى تطور حالة عمتي باستمرار، الأمر الذي ساعدنا جميعاً على التكيف مع الحالة واكتساب ثقة كبيرة بفريق الأطباء والمستشفى المشرفين على الحالة”.
وتابع الدكتور شاه موضحاً: “هنالك الكثير من حالات ارتفاع ضغط الدم التي لا يتم تشخيصها ومعالجتها في الإمارات. ومن المهم اتباع استراتيجيات وقائية وإجراء الفحوصات الطبية الدورية وتشخيص الإصابة بصورة أكثر دقة لضمان توفير العلاج الضروري، الأمر الذي يساهم بدوره في الحد من معدلات الإصابة بالسكتات والأمراض القلبية في الدولة. ونحن ننصح دائماً بزيارة الطبيب مرة كل ستة أشهر، لأن الكشف المبكر عن الحالة يزيد من سهولة السيطرة عليها من خلال الحمية الغذائية الصحية والأدوية المناسبة”.
عدد اليوم
