الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوسيب مندلشتام.. شقيقنا اللاّزمني

أوسيب مندلشتام.. شقيقنا اللاّزمني
24 مارس 2016 13:21
يخبرنا فيليب جاكوتّيه بما يلي: «يقال إنّ مندلشتام، وهو في منفاه بالغولاغ في سيبيريا، حيث أمضى آخر سني عمره، كان يتلو أشعار بيترارك أمام بقيّة السجناء. ورغم ضراوة الجوع وقساوة البرد، كان هؤلاء المساجين ينصتون إليه، وكذلك كانت تفعل الطّيور السّوداء التي كانت تتوقّف لحين عن الدّوران حول الموت، الموت.. الذي بات الخلاص الأوحد لهؤلاء المنفيين. اللّه وحده يعلم عمق المسافة التي تفصل بيترارك، الشّاعر المتوهّج، عن هؤلاء المبعدين شبه العراة». ويضيف قائلاً: «إنّ الشّعر في هذه الحالة شبيه بقطرة الماء بالنّسبة لمن عميت عليه السّبيل في الصّحراء، شيء ما يُلمح إلى زمن لانهائيّ ويساعد على العبور واجتياز الأسوأ. لقد تردّدت روايات عن كوليما، جحيم مخيّمات الإبعاد الرّوسيّة، تفيد أنّ الشّعر لم يكن ذريعة للهروب من الواقع، بقدر ما كان معتصماً نابضاً بالحياة، والشّعر يتحدّث دوما باسم الحياة». وتلك الكلمات باسم الحياة، كانت ستشرد منّا لولا الحبّ الجنونيّ لنديجدا ماندلشتام، الذي حملها على حفظ قصائد زوجها عن ظهر قلب وإخفاءها في غيهب سرّها، حيث لا يتمكن زبانية ستالين من الوصول إلى مخبئها. لقد تمّ بعناية شديدة حرق وإتلاف كلّ كتابات مندلشتام، ولكن صوت زوجته، والذّاكرة المُخلصة لهذه المرأة، أنقذت تلك الكتابات من التّلاشي في صقيع ليل النّسيان، وروايتها المؤلمة «ضدّ كلّ أمل»، ستكون شهادة نابضة على المقاومة الأخلاقيّة والرّوحيّة للإنسان في مواجهة العدم بمحتشدات النّفي والإبعاد. من بين الشّعراء الرّوس الذين أعدمهم ستالين، يظلّ مندلشتام العلامة الكبرى، ورمزاً لتلك البربريّة الشّرسة التي أبداها هذا الطّاغية في تصفية المبدعين؛ لأنّ مندلشتام غدا في زمنه من الشّعراء الرّوس الأعلام، إلى جانب آنّا أخماتوفا وبوريس باسترناك. ونحن إذ نذكره، نستحضر صورة ذلك الكائن النّحيل الذي أضحى بالكاد قادرا على الاستناد إلى الأرضيّة الخاوية لحياته، خاصّة في أيّامه الأخيرة، حين أطبقت عليه الدّوائر الجحيميّة لمحتشد كوليما. ولكن لا ينبغي أن تحجب عنّا صورة الضحيّة تلك، ملامح ذلك الكائن الرّائع المهووس بالحياة، اللاّمع بصورة لا تصدّق، الممعن في الإصغاء للآخرين، المنغمر في الموسيقى والمترحّل فوق اللّغات التي كان يكتسبها بالسّليقة. لقد كان مندلشتام الذّهول ذاته، نارا متوهّجة، يدور دوران الدوّامة داخل الكلمات. كان بالطّبع بمثابة القائد في مجال الشّعر، ويحظى بتوقير الجميع بما فيهم ماياكوفسكي. إنّ هذا الصبيّ الهشّ، الموشّاة سترته بالأزاهير، هو ذلك الذي كان «يلقي ببروق من الوعي في الأيّام المصابة بالغثيان»، ومثل مارينا تاسفيتاييفا، عاش مندلشتام حالة الوحدة والبؤس والإنهاك بوقار وكبرياء، وقد تركت لنا صديقته الحميمة أخماتوفا ذكريات موجعة عن هذه الشّخصيّة المتوهّجة: «كانت أزمنة فاجعة، والبلاء كان لا ينفكّ عن مطاردتنا!». آثار مندلشتام ولد في فرسوفيا في 15 يناير 1891، ليموت في أحد محتشدات النّفي، بفتوروفا ريشكا، القريبة من فلاديفوستوك، وقد أضحى حينها عجوزاً منهكاً رغم أن سنه لم تتجاوز السّابعة والأربعين، كان ذلك بمحتشد للعبور، المحتشد رقم 3/‏‏‏10 قرب فلاديفوستوك، كما يشير إلى ذلك تقرير بيروقراطيّو الموت. لقد غدا البرد اللاّذع، الذي كان ينهش جسمه كالنّصل، أفقه الوحيد، وبلغ حدّاً من الهزال والإجهاد جعله لا يقوى حتّى على الوقوف، لذلك سيشهد في أيّامه الأخيرة، جسده وهو يتجمّد قطعة قطعة، ذرّة ذرّة، ليموت برداً وجوعاً، وهو الذي كان يتغنّى بمعطف من فرو. أوسيب إيميليافيتش مندلشتام كتب إلى زوجته ناديجدا يخبرها بما آلت إليه حالته: «لقد بتّ منهاراً تماما، ولم أعد لأثبت في مكاني، وحتّى الشّعر فإنّي قد هجرته تماماً». نادراً ما يكون للطّغاة ميل للدّعابة، ويتضاءل هذا الميل أكثر لدى المخلصين لهم. كان مندلشتام يدرك ذلك، ولكنّه لم يتردّد في تحدّي «الوحش الجبليّ القابع في الكرملين». نعيش فاقدي السّمع في بلد يقع تحت أقدامنا عشر درجات إلى الأسفل.. حيث لا أحد يسمع ما نقول.. ولكن متى حاولنا التحدّث.. غدا جبليّ الكرملين طرفا في هذا الحديث.. بسبب هذه الأبيات، حكم على مندلشتام بالموت في أقاصي سيبيريا سنة 1933، لقد أوقف ليلة 16 ماي 1934، بموجب الأمر رقم 512، فحاول مندلشتام الانتحار بفتح أوردته الدّمويّة، ثمّ بإلقاء نفسه من النّافذة. وقضى حكم ستالين بنفيه ثلاث سنوات من أجل «تأليف وإشاعة أعمال مناهضة للثورة»، وهكذا أضحى الرّجل بين فكّي الوحش.. أمّا الرّحمة المزعومة التي حظي بها بفضل باسترناك، الذي أهدى قصائده لستالين، فإنّها ستقوده فحسب إلى منفى فوروناج. وفي سنة 1937 عاد مندلشتام إلى موسكو حين انتهت مدّة إبعاده، غير أنّه أوقف مجدّدا في 2 ماي 1937 ليحكم عليه بخمس سنوات من الأشغال الشاقّة في الغولاغ، ولن يجرؤ أحد على التدخّل هذه المرّة، فأبعد ماندلشتام إلى محتشد سيبيريا، محتشد «الجدولين»، ليموت هناك بعد ثلاثة أشهر، قبل أن يلقى بجثّته في مقبرة جماعيّة. إنّ وفاة الفنّان ينبغي أن لا تُستبعد عن سلسلة أعماله الإبداعيّة، بل ينبغي أن ننظر إليها على أنّها الحلقة الأخيرة من تلك السّلسلة، والحال أنّ مندلشتام هو الذي ختم حياته ووقع بإمضائه - في مواجهة الاستبداد الستاليني - بنفسه على هذا الحكم بالموت. لقد ظلّ إلى آخر لحظة يرفض أن يحني ظهره للطّاغية، منضماً بقوّة للمقاومتين الوحيدتين: أخماتوفا وتسفيتاييفا، فيما ذهب آخرون إلى مقايضة حياتهم مقابل الجبن، وفي طليعة هؤلاء باسترناك. صحيح أنّه في قصائده التي كتبها سنة 1937، والتي كان يدرك بأنّها تصل إلى مسامع المخابرات، قد مجّد لينين وستالين، ولكن في الحقيقة لم يكن ذلك التّمجيد سوى دعابة سوداء، ضحكة فاقعة صفراء، من لدن رجل بلغ الحدود القصوى للإنهاك والقدرة على التحمّل. هكذا أراه على الأقلّ؛ لأنّنا لا يمكننا تصوّره إلاّ عنيداً، منتصبا بملء قامته، ملقيا بأبياته المطهّرة ناحية الأفق العامر بالأمل. كلمات مندلشتام إنّ خيال الشّاعر ليمرّ محلّقاً فوق أبراج المراقبة! شعر مندلشتام يتقاطع تماماً مع شعر بول تسيلان، إذ هو يستدعي باستمرار الذّاكرة، ويحتفي بها عبر استعارة اللّوزة وشجرة اللّوز، وقد كان «نثر هذا العميل»، حسب توصيف ستالين، كفيلاً بمواراة جلاّديه: «حين حرمتموني من البحر ومن التّحليق بملء أجنحتي، و وضعتم أقدامي على أرض عاصفة محتدمة، ماذا جنيتم من ذلك؟ يا لتفاهة حسابات الجبن تلك! إنّكم لم تفلحوا في انتزاع هذه الشّفاه التي تظلّ نابضة!». لقد أضحى ذلك «الورم المجنون» و«قتيل التّاريخ» هذا، يجرؤ الآن على الصّهيل بداخلنا، وأمله المحموم يستند إلى يأسه وهو يسابقنا. يبدو مندلشتام دائم التوتّر، ونثره الغزيز يبدو على الدّرجة نفسها من احتشاد المشاعر والانفعالات: «إنّ نثر مندلشتام يشبه مطراً من الحبوب التي ينبغي أن تنبت في الرّوح المبدعة للقارئ»، تقول نيكيتا ستروف أمّا أنا، فإنّي أرى مندلشتام سلسلة من الأحجار الصّلبة يتملّص من بين فجواتها الهواء، وكلمات مكتوبة «دون ترخيص». نحن نعلم بأنّ هناك جانباً كلاسيكيّاً في كتابته، يتداخل عنده مع فنّ الثورة، وأنّ هناك أيضاً بعداً رمزيّاً قويّاً في قصائده الأولى يشي بتماهيه مع الحركة الرّمزيّة الرّوسيّة التي ظهرت في بداية القرن العشرين، والتي تعلّقت بالإفصاح عن كوامن الرّوح، رافضة النّزعة التحديثيّة المستقبليّة في الأدب. كيف يمكن أن نجمع بين ما هو حلو وعطر في شعره وحالة التوتّر الدّاخليّ التي كانت تنتهبه دون توقّف؟. تسري في شعره موسيقى رقراقة، تجعل من المتعذّر نقل ذبذباتها متى نقلنا هذا الشّعر إلى أيّة لغة أخرى، إذ ينبغي لنا أن نتوفّق في استعادة ذلك التّوازن الرّخو والمتطاير «للتحوّلات الإيقاعيّة» في قصائده، أي أن نجمع بين الشّعر والموسيقى في آن واحد. خلال فترة مديدة تواصلت قرابة الخمس سنوات، كان مندلشتام قد لاذ تماماً بالصّمت، إذ بات مدركا للحقيقة الدّمويّة للنّظام الستاليني. عندئذ، تخلّص نهائيّاً من الغنائيّة المجرّدة، وانخلع من أسلوبه الأوّل في الكتابة، فأصبح يتوق إلى ملامسة الأرض الرّوسيّة ملامسة حسيّة والإنصات إلى نبضها، وسيقول عندها إنّه «عبر مطهر التحوّل». كان يتأرجح باستمرار بين حرصه على أن يكون مفهوما ونيْزكيّةِ الإهليلج، يحمل فوقه وبداخله طقطقة الزّمن والتّوق إلى الكونيّة، متحدّثا بين السّماء والأرض، بين الإنسان والدّخان. قصائده الأخيرة هي الأكثر شهرة، وقد كانت تحمل حنوّا غامرا خال من الأنين والشّكوى. ديمومة مندلشتام لقد أضحى مندلشتام شقيقنا اللاّزمني. كان يؤمن بالإنسان الكوني وبالثّقافة الكونيّة، يجمع بين الكلاسيكيّة والحداثة، بين الطّبيعة والثّقافة، وسيعرف أيضاً كيف يكون بسيطاً ومباشراً، بتخلّيه عن صرحه الشّعريّ العالي وبتحديقه في حالة التجلّد.. تجلّد البشر، ودم الشّعر المدفون تحت الجليد الذي أضحى يرمقنا من وراء الموت، فيكون بذلك التوهّج النّاعم لكلماته قد اخترق محتشدات الموت ليصل إلينا، حاملا ارتجافة موسيقيّة في وجه العدم والنّسيان. إنّه يتحدّث باسم جميع البشر، الموعودون بالموت كما الموعودون بالحياة، إنّه حارس على قيد الترصّد، في زمن تعاظم فيه البلاء، زمن يقتل فيه الكتّاب والشّعراء وكلّ أولئك الذين تعلّقت همّتهم بأمانة الكلمة الصّادقة..الفيحاء. و من ذلك الجيل الذّبيح يتصاعد شاهد مثال يزعج الأعين كي تظلّ مفتّحة: إنّي أعيش في بساتين زاهية قد يروق لفنكا، حارس المفاتيح، أن يمرح ويحبر في أرجاءها. عبثاً تكدح الرّيح في المصانع، وتفرّ بعيداً على طريق كتل الأخشاب. محروثة عند حافّة السّهب، تتجمّد أنوار اللّيل كخرز لؤلؤيّة. بجمّازته الرّوسيّة، سيّد البيت يذرع منزعجاً الغرفة المجاورة. أرضيّة ذات ألواح معوجّة ومهتزّة، ألواح تابوت لهذا الجسر المتحرّك. لا يحلو لي النّوم أبداً عند الآخرين، الموت وحده قريب منّي، والمقعد الخشبيّ.. لقد أضحى أوسيب مندلشتام منارة في الشّعر المعاصر، وموسيقيّون كثر (كورتاغ، هوليغار...) يستلهمون شعره لتأليف أعمالهم الموسيقيّة، كما تزهر اليوم دراسات كثيرة عنه، فيكون بذلك قد انتصر على الأعشاب المسعورة للنّسيان. برودسكي، سيلان (الذي أهداه ديوانه «وردة لا أحد») وغيرهما، أشادوا بروعة وبهاء شعره. وتكون نديجدا قد فازت في حياتها، وهي تردّد قصائده التي بقيت محفورة في لحاء جسدها، وتستعيد تفاصيل التّقطيع الشّعري الدّقيق لقصائده، حفاظاً على الإيقاع البالغ الرقّة لأشعاره، وكيما لا تتلاشى أدنى قطرة من كلماته، ويكون الحبّ قد أزاح جانبا ظلمة اللّيل، فيما لا تزال نواعير المطاحن ترقد في الثّلج. كان يفكّر في متلقٍّ ما مجهول، ونحن اليوم هو ذاك المتلقّي الذي كان ينشد، نقرأ الكلمات على شفاهه، الكلمات التي كانت تنبض.. ولا تزال: حين انتزعتم منّي البحر ومنعتموني من الطّيران والتّحليق ووضعتم تحت أقدامي الأرض وما تضجّ به من عنت وإكراه ماذا غنمتم من كلّ ذلك؟ إنّها لغنيمة رائعة.. إنّها هذه الشّفاه التي لم تطالوها هذه الشّفاه التي تظلّ نابضة.. مختارات من شعر ماندلشتام تأتي السّماء دفعة واحدة ليننغراد من أجل القرون القادمة ومجدها الزّائف المتعالي لقبيلة البشر وتعجرفها المخزي كان عليّ التّنازل عن كأسي في وليمة آبائي، حفاظا على شرفي وكبريائي. على كتفيّ يثب القرن المذؤوب، و لكنّني لست ذئبا بالدّم السّاري في عروقي. لتخبئيني كعاشق مجنون في مِقبض المعطف اللاّفح لسيبيريا السّهوب.. ليتوارى عن ناظريّ كلّ جبان رعديد ولتختفي تلك الأوحال اللّدنة حتّى لا أرى على الدّولاب العظام المدمّاة، وليتلألأ اللّيل بعيون الذّئاب الزّرقاء، فتعمر نظري بريق جمالها البدائيّ. لتأخذيني في اللّيل حيث ينساب الإينيسّيي، ليعرج بنا شجر التنّوب إلى أعالي السّماء، لأنّني لست ذئبا بالدّم السّاري في عروقي، و لن تقتلني غير يد من هو صنوي .. مجرّد وعد كانت رغما عنها، تمضي على الأرض المهجورة بخطى شاردة وخجولة، متقدّمة ببعض الأمتار صديقة لها تحثّ الخطى وصديقا بالكاد يكبرها. ما كان يجرّها، عائق طفيف لوهن كان يستحثّها على السّير. وكأنّ في مشيتها يتباطأ الإيحاء الفطن من أنّ ذلك اليوم الرّبيعي الرّائع، هو نسيبٌ لقبّة القبر، وبأنّ كلّ شيء استهلال أبديّ. هناك من النّسوة من يكنّ حميمات للأرض المبلّلة وكلّ خطوة يخطونها نشيج مكتوم. قدرهنّ هو مرافقة الأموات وهنّ دوما في المقدّمة، لاستقبال من يبعثون أحياء. إنّه لمن الجرم أن ننتظر منهنّ اللّطافة والرقّة، وإنّه لفوق طاقتنا مفارقتهنّ. ملائكة اليوم، وغدا دود للقبر، ومن بعد غد بالكاد خيال. لن نطال بعد ذلك خطواتنا التي كانت. أبديّة هي الأزهار. تأتي السّماء دفعة واحدة. ماذا بعد.. مجرّد وعد.... السَّيْفُ أَصْدَقُ السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لا في السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وما صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً ليْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولا غَرَبِ عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ًعَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ يقضون بالأمر عنها وهي غافلة ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه لم تُخْفِ ما حلَّ بالأوثان والصلُبِ فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ أبو تمام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©