الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة ترفض مبادرة الأكثرية وتتمسك باستقالة السنيورة

3 يونيو 2007 01:29
بيروت - الاتحاد: ارتفعت حرارة الاتصالات بين القيادات اللبنانية امس تحت شعار البحث عن حلحلة للوضع السياسي المتأزم· لكن مصادر سياسية في بيروت كشفت لـ''الاتحاد'' ان الازمة ما زالت تراوح في دائرة الشروط والشروط المضادة لقادة فريقي الاكثرية والمعارضة، خصوصاً بعدما قابلت قيادات ''فريق 8 مارس'' (المعارضة) المبادرة السياسية لـ''قوى 14 مارس'' (الاكثرية) بـ''اللامبالاة'' حتى انها رفضت التعليق عليها، معتبرة اياها بمثابة ''كلام لا يصرف وعواطف لا تترجم'' وهدفها احكام السيطرة على ما تبقى من مؤسسات من خلال التصويب على رئاسة الجمهورية· ولفتت المصادر الى ان الاتصال الاول بين زعيمي الاكثرية النائب سعد الحريري والمعارضة رئيس البرلمان نبيه بري ليل الجمعة-السبت خلا من أي حديث سياسي، ولم يتطرق الى دعوة الاول للقاء الثاني التي سربت عنه مصادره معلومات فيها من الخطورة ما لا تحمد عقباه، وان كانت رفضت الخوض في التفاصيل· وما لم تقله المصادر كشفه زوار بري امس وهو تساؤله ''الى اين سيأخذ اركان 14 مارس البلد؟''، وأبدى تخوفه على مستقبل لبنان، وقال ''ان البلد مقبل على كل الاحتمالات اذا لم يتم تجاوز الاستحقاق الرئاسي من خلال تأليف حكومة وحدة وطنية''، واضاف ''ان فريق الاكثرية يعد نفسه منتصراً ولكن المنتصر هو الاميركيون، وهذا الفريق يتصرف كأنه خاطف للبلد ولا يقيم وزناً او حساباً لاي شيء الا لما يريده فالى اين سيصلون''· وعلمت ''الاتحاد'' من قطب بارز في قوى المعارضة طلب عدم ذكر اسمه ان اركان ''فريق 8 مارس'' تشاوروا فيما بينهم وقرروا عدم الرد على مبادرة ''قوى 14 مارس''، ووافقوا بري في موقفه وهو ''لا حوار او لقاء مع السلطة ما لم تقدم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة استقالتها، على اعتبار ان المعارضة انتظرت طويلاً وهي تحتج سلمياً على تفرد الحكومة بالقرار السياسي منذ 185 يوما ولن تتراجع عن مطلبها الاساسي وهو المشاركة الحقيقية في الحكم من خلال قيام حكومة وحدة وطنية· وكشف المصدر نفسه النقاب عن ان الحريري اوفد احد مساعديه للقاء الامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله، ناقلاً اليه رسالة يطلب فيها موعداً للقائه، غير ان نصرالله رفض استقباله ورد عبر احد مرافقيه بانه حدد ثوابته، واذا كان الحريري يوافق عليها فعليه اولاً الطلب من السنيورة الاستقالة، لقيام حكومة وحدة وطنية او حكومة انقاذ مصغرة، وبعدها يمكن اللقاء والحوار للبحث في كل المشاكل الاخرى· ووسط هذه المعطيات السياسية، اصطدمت مساعي الوسطاء لا سيما السفراء العرب المعنيين بحل الازمة اللبنانية خصوصاً سفيري مصر حسين ضرار والسعودية عبد العزيز خوجة، برفض اي فريق التنازل عن موقفه· ففي حين يصر فريق المعارضة على استقالة الحكومة ورفض حتى مقولة عودة الوزراء المستقيلين وتوسيعها، يتجاهل فريق الاكثرية هذا الطلب ويؤكد ان الحكومة الحالية هي خط احمر ومدعومة دولياً وعربياً، ولا مجال للمس بكينونتها، بعدما صارت معركة رئاسة الجمهورية على الابواب ولها الاولوية في اهتمام هذا الفريق· وتردد ان ضرار وخوجة نصحا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعدم العودة الى بيروت كما كان متوقعاً لان الاجواء السياسية ما زالت على حالها ولا مجال للبحث في اي حل توافقي، غير ان هذه المعلومات لم تتأكد من اي مصدر دبلوماسي مصري او سعودي، كما امتنعت مصادر رسمية لبنانية عن التعليق عليها· اما زوار بكركي المعنية مباشرة بانتخابات رئاسة الجمهورية، فقد نقلوا عن البطريرك الماروني نصرالله صفير امتعاضه من اطلاق ''قوى 14 مارس'' النار على مبادرته الاخيرة التي اطلقها لقيام حكومة انقاذ انتقالية من ستة وزراء يمثلون الطوائف الاساسية، وقالت مصادر مقربة من صفير ان استحقاق رئاسة الجمهورية يتعرض لهجوم تآمري، يخشى من افشاله لتمرير مؤامرة خطيرة على لبنان بحيث يحين وقت رحيل الرئيس اميل لحود دون انتخاب البديل، وهنا ''الكارثة الكبرى'' اذ ان البلاد تصبح غير البلاد وتعود اجواء مشروع ''الفدرلة'' او العودة الى الحرب الاهلية رغم رفض الجميع لها، لتطغى على لغة الحوار والوفاق خصوصاً وانه ليس في الافق اي وفاق او توافق حتى على النصاب القانوني لهذا الانتخاب فضلاً عن عدم وجود اي مرشح توافقي· وما لم ينقله زوار بكركي قاله صراحة راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي المقرب جداً من صفير اذ اكد ان المشكلة هي في الجلوس على طاولة واحدة، وقال ان لا مانع من الاجتماع في بكركي اذا توافقت القيادات اللبنانية على ذلك، وقال ان هناك مشكلة كبيرة في استمرار اللبنانيين في الصراعات، واضاف ''نحن بحاجة الى الولاء للبنان وان توضع مصلحة البلد العليا وشعبه في الامان''، ودعا الى محاكمة المسؤولين لانه لا يمكن الاستمرار في المواقف المتعنتة وجعل البلاد رهينة لمواقف شخصية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©