الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2015.. عام انهيار «إمبراطورية بلاتر»!

2015.. عام انهيار «إمبراطورية بلاتر»!
30 ديسمبر 2015 23:05
زيوريخ (د ب أ) بعد سنوات طويلة أحكم فيها قبضته على عالم كرة القدم، كان هو الشخص الأقوى في عالم الساحرة المستديرة رغم انتقادات عديدة وجهت إليه ولعدد من المحيطين به، خسر السويسري جوزيف بلاتر في 2015 كل شيء. وأصدرت لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» قبل أيام قرارها بإيقاف بلاتر رئيس الفيفا لمدة ثمانية أعوام عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة، إضافة لمعاقبة الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة «اليويفا» بإيقاف مماثل. ورغم الصدمة الهائلة التي وجهت لسمعة بلاتر وفقدانه لكل السيطرة التي فرضها على عالم الساحرة المستديرة لسنوات طويلة، ما زال بلاتر محتفظا بشيء واحد هو طريقته الخاصة في رؤية الموقف المحيط به. وانتقد بلاتر لجنة القيم وغرفة التحقيقات باللجنة، وقال، قبل صدور حكم الإيقاف عليه وبلاتيني، إن لجنة القيم تتعامل معه بشكل يشبه محاكم التفتيش. وبعد صدور حكم الإيقاف، علق عليه بلاتر واصفاً الحكم بأنه «مشين» وأوضح أنه سيطعن على الحكم، وقال: «ما زلت رئيسا للفيفا» كما لو كان لا يزال متحكما في كل شؤون اللعبة حول العالم. وقال جويدو توجنوني مدير الإعلام السابق بالفيفا «بلاتر يعيش في عالمه الخاص.. ما زال ينظر للأمور على أنه ضحية وأنه غير مذنب في أي شيء حدث». وبعد عقود من الهيمنة التي شابتها العديد من شبهات الفساد، يسير بلاتر الآن على أنقاض إمبراطوريته المنهارة وبين ركام أحجارها. وكانت بداية النهاية لنظام بلاتر في فجر 27 مايو الماضي عندما ألقت الشرطة السويسرية، بناء على طلب من سلطات العدل الأميركية، القبض على سبعة مسؤولين رفيعي المستوى في عالم كرة القدم من بينهم جيفري ويب نائب رئيس الفيفا وذلك في إطار التحقيقات التي تجريها السلطات الأميركية في فضيحة فساد. ووجهت هذه الأحداث صدمة هائلة للفيفا قبل يومين فقط من انعقاد الجمعية العمومية (كونجرس) للاتحاد من أجل انتخاب رئيس الفيفا لأربع سنوات تالية. وبدأ بلاتر في الإشارة إلى وجود مؤامرة من معارضيه في الولايات المتحدة وأن هذا التوقيت لعملية القبض والكشف عن فضيحة الفساد يهدف إلى إضعاف فرصه في الانتخابات. ولكن بلاتر فاز في الانتخابات التي جرت في 29 مايو بعد انسحاب منافسه الوحيد الأمير علي بن الحسين في الجولة الثانية من التصويت لتبدأ فترة الولاية الخامسة لبلاتر في رئاسة الفيفا حيث فرض هيمنته على هذا المنصب وعلى قيادة الفيفا منذ 1998. ورغم هذا، أثار بلاتر مزيداً من التساؤلات عندما أعلن بعد أربعة أيام فقط من انتخابه لولاية خامسة أنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الفيفا داعياً كونجرس الفيفا إلى اجتماع استثنائي في أقرب وقت ممكن لاختيار من يخلفه. وكانت الاتهامات موجهة في البداية إلى مسؤولين باتحادي أمريكا الجنوبية (كونميبول) والكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) ولكن سرعان ما انتقلت الاتهامات إلى الفيفا نفسه. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ذكرت أن السلطات الأميركية تعتقد أن جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا أقدم على تحويل عشرة ملايين دولار لحساب مصرفي يتحكم فيه وارنر وأن هذا المال جاء من جنوب أفريقيا التي استضافت بطولة كأس العالم 2010. ورغم تزايد اتهامات الفساد والكشف عن المزيد من فضائح الفساد التي تورط فيها مسؤولون بالفيفا والاتحادات القارية الأعضاء فيه، واصل بلاتر- 79 عاماً، نفيه لأي مسؤولية له عن هذا الفساد، لكنه في الوقت نفسه رفض السفر لأي من الدول التي يمكن أن يلقى فيها القبض عليه أو تسليمه إلى الولايات المتحدة. وكان فالكه هو المسؤول التالي الذي سقط في دوامة الفساد، حيث أعفي من كل مهامه ومناصبه في سبتمبر الماضي وبشكل فوري نتيجة ادعاءات تورطه في فضيحة فساد وأنه تربح أو على الأقل حاول إعادة بيع تذاكر مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل. واقتربت الشبهات تدريجيا من مكتب بلاتر حتى طرقت بالفعل باب بلاتر بعد اكتشاف مليوني فرنك سويسري دفعها بلاتر إلى بلاتيني في 2011 وأعلن المدعي العام السويسري في 25 سبتمبر الماضي فتح إجراءات جنائية ضد بلاتر للاشتباه في «سوء تدبير بشكل غير مشروع، واختلاس»، وذلك فيما يتعلق باتفاقية مع الاتحاد الكاريبي للعبة إضافة إلى سداد «غير مشروع» إلى الفرنسي بلاتيني. وأكد بلاتر وبلاتيني أن هذا المبلغ كان نظير عمل قام به بلاتيني لصالح الفيفا بين عامي 1998 و2002. ولكن تأخر سداد هذا المبلغ لمدة تسع سنوات أثار الشكوك حول مصداقية مبررات بلاتر وبلاتيني. ولهذا، قررت لجنة القيم بالفيفا في أكتوبر الماضي إيقاف بلاتر وبلاتيني وفالكه بشكل مؤقت لمدة 90 يوماً لكل منهم عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة. كما قررت إيقاف الكوري الجنوبي تشونج مونج يون لمدة ست سنوات ليخرج بهذا من السباق على رئاسة الفيفا في الانتخابات المقررة في 26 فبراير المقبل. وقبل انتهاء فترة الإيقاف المؤقت، تلقى بلاتيني وبلاتر الصدمة الكبيرة بقرار إيقاف كل منهما ثماني سنوات وذلك في ضوء التحقيقات التي جرت خلال الفترة الماضية. ولم يكن بلاتر يتوقع بالتأكيد نهاية أسوأ من هذا لمسيرته مع الفيفا، حيث كان يتمنى أن تمتد فقط حتى تنتهي بشكل مشرف خلال انعقاد كونجرس الفيفا في فبراير المقبل. كما كان الإيقاف ضربة قاضية لبلاتيني الذي كان المرشح الأبرز لخلافة بلاتر في رئاسة الفيفا، لكنه خرج بشكل مشين من سباق الانتخابات. ويدخل الفيفا واليويفا والكونميبول عام 2016 بدون رئيس منتخب لأي منها كما ينطبق هذا على الاتحاد الألماني أكبر اتحاد أهلي للعبة في العالم حيث استقال فولفجانج نيرسباخ من رئاسة الاتحاد بعد الفضيحة التي تفجرت بشأن عملية التصويت على منح ألمانيا حق استضافة مونديال 2006.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©