أنور إبراهيم (القاهرة)
يشهد التاريخ الكروي، منذ بداية العقد الأخير للألفية الثانية على أن عدداً غير قليل من اللاعبين الفرنسيين كان لهم دور بارز في الدوري الإنجليزي «البريميرليج» وأسهموا في رسم البهجة وإشاعة الفرحة بين جماهير الأندية التي لعبوا لها على الجانب الآخر من «بحر المانش» الذي يفصل بين إنجلترا وفرنسا. وهل ينسى أحد إيريك كانتونا الذي كان نجماً متألقاً في مانشستر يوناتيد على امتداد خمس سنوات من 1992 إلى 1997، والذي كانوا يلقبونه بـ «الكينج» وتيري هنري وباتريك فييرا اللذين كانت فترة وجودهما في فريق مدفعجية الأرسنال سبباً في تفوقه على امتداد عشر سنوات بدأها فييرا في 1996، ولحق به هنري في 1999، واستمرا سوياً حتى عام 2007 وصنعوا مع أرسنال أفضل الإنجازات.
ثم جاء نيكولا أنيلكا، الذي لم يكتف باللعب في نادٍ إنجليزي واحد، وإنما لعب لخمسة أندية خلال الفترة من 1997 إلى 2012، وهي على الترتيب أندية أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي وبولتون وأخيراً تشيلسي.. وهناك أيضاً باتريس إيفرا (مانشستر يونايتد 2006- 2014)، والمخضرمين ديفيد جينولا وكلود ماكيليلي ومارسيل ديسايي ووليام جالاس.. إلى أن جاءت هذا الصيف صفقة فرنسية أذهلت العالم عندما انتقل شاب في التاسعة عشرة من عمره إلى مانشستر يونايتد نظير مبلغ خرافي لم يسبقه إليه أي فرنسي لعب في إنجلترا، وهذا الشاب الصغير هو أنتوني مارسيال الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 50 مليون يورو ليكون بذلك أغلى صفة فرنسية في تاريخ إنجلترا وليس مان يونايتد وحده.
كانت هذه المقدمة ضرورية للحديث عن أهمية دور «اللاعب الفرنسي» في إنجلترا، «الموطن الثاني للفرنسيين» كما تقول مجلة «فرانس فوتبول» التي رصدت في تقرير لها ارتفاع أعداد اللاعبين الفرنسيين الذين يلعبون في أندية إنجليزية، والذين وصل عددهم هذا الموسم إلى 37 لاعباً يشكلون «الكتيبة الفرنسية» في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج»، وبينهم عشرة لاعبين انتقلوا هذا العام فقط إلى أندية إنجليزية ولعل أبرزهم أنتوني مارسيال وشنيدرلان (مانشستر يونايتد) وكاباي (كريستال بالاس) وباييه (ويستهام).. والطريف أن المجلة وصفت هؤلاء النجوم الجدد بأنهم «صغار الفرنسيين» الذين رفعوا سعر اللاعب الفرنسي على الجانب الآخر من بحر المانش.
والشيء الأهم بالنسبة لهؤلاء النجوم الفرنسيين أن أكثر من نصفهم لعب في صفوف منتخب الديوك على فترات مختلفة، وبتحديد أكثر فإن 21 لاعباً منهم دوليون، بينما الـ 16 الباقون غير دوليين.
وعلى مستوى عدد المباريات التي لعبها النجوم الفرنسيون في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي «البريمير ليج» منذ بداية توافدهم على إنجلترا في تسعينيات القرن الماضي، جاء اللاعب سيلفان ديستان في المقدمة برصيد 457 مباراة يليه نيكولا أنيلكا (364 مباراة)، ثم ستيد مالبرانك (336 مباراة) ووليام جالاس (321 مباراة) وباتريك فييرا (307 مبارايات).
وأكبر عدد من اللاعبين الفرنسيين في إنجلترا موجود حالياً في فريق نيوكاسل (7 لاعبين) يليه أرسنال (خمسة لاعبين) ثم سندرلاند وأستون فيلا وبورتموث (3 لاعبين)، والـ 37 لاعباً موزعون على15 نادياً فقط من أندية الدوري الإنجليزي العشرين.
وبحسابات السن، هناك 18 لاعباً تتراوح أعمارهم بين 27 و30 سنة و9 لاعبين من 23 إلى 26 سنة و6 لاعبين من 19 إلى 22 سنة و3 لاعبين من 31 إلى 34 سنة ولاعب واحد فقط 34 سنة، وهو ما يعني أن معظمهم وصلوا سن النضج الكروي.
وبتصنيف المراكز هناك 15 لاعباً يشغلون مركز خط الوسط و12 مدافعاً و9 مهاجمين وحارس مرمي واحد هو لوريس حارس مرمى توتنهام، أما فيما يتعلق ببدء لعبهم في «البريمير ليج» فتقول المجلة أن 3 لاعبين من الـ 37 لاعباً يلعبون من2001 حتى 2006 و11 لاعباً من 2007 حتى 2012، و8 لاعبين في 2013 وخمسة لاعبين في 2014، و10 لاعبين في 2015.
وتعترف المجلة بأن الأندية الإنجليزية لم تعد تهتم كثيراً بارتفاع درجة نجومية اللاعب الفرنسي قبل وصوله، مثلما كان يحدث أيام النجوم القدامي المعتزلين، وإنما باتت تستقدم لاعبين أقل شهرة ونجومية وتدفع لهم جيداً بعد أن أصبحت عائدات الأندية الإنجليزية كل موسم ضخمة وتسمح لهم بشراء «أنصاف النجوم»، أو النجوم غير المعروفين على المستوى الأوروبي والعالمي.
وختمت المجلة بجملة للمدرب الفرنسي الشهير جيرار أولييه الذي سبق له تدريب فريق ليفربول (1998- 2004)، قال فيها موجهاً حديثه للاعبين الفرنسيين الذين يرغبون في اللعب بانجلترا: «الإنجليزي يحب أن يذكركم دائماً بأن بلاده هي التي اخترعت كرة القدم، فعليكم أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على تحسين صورة اختراعهم!!»
عدد اليوم
