الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسنان طفلك المعْوَجّة.. يقوِّمها الزمن

أسنان طفلك المعْوَجّة.. يقوِّمها الزمن
3 يونيو 2007 00:24
إعداد- مريم احمد: كثير من الآباء والأمهات يجهلون حقيقة أن تقويم الأسنان المعْوَجّة يعتبر من العمليات الاختيارية، وغير الضرورية ربما· ويؤكد الكثير من أطباء التقويم أن البعض فقط يحتاج الى تركيب أطقم التقويم التي تتم لأسباب تجميلية أو علاجية وفي بعض الأحيان، تكون من أجل التنظيف فقط· فعندما تكون الأسنان السفلية مُتراصّة بشكل غير مريح ومرتب، أي تكون ''مزدحمة'' يصبح من الصعب على الشخص تنظيفها، وتنظيف ما بينها· وفي مثل هذه الأحوال، فإن القرار يعود فعلا إلى الشخص نفسه، أو والديه في حال كان طفلا صغيرا· ضرورة أم ظاهرة؟ من حسن الحظ أن بإمكان المرء تأجيل اتخاذ القرار بشأن استخدام أطقم التقويم إلى وقت لاحق، وهذا ينطبق على الكثير من الأطفال والشباب· ووفقا لمعهد الصحة الوطني الأميركي، فإن معظم الأسنان المتراصة بطريقة غير مرتبة تُعرَف طبيا باسم فحفٌُككٌَِّّىََُّف أي سوء الانطباق وقت العض، وهذه تعتبر من الحالات الثانوية جدا، وغير الخطرة على الإطلاق· وعليه، فهي لا تتطلب علاجا سريعا· والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام، هو: هل يعتبر استخدام أطقم التقويم ضروريا حقا؟ في الواقع، لا أحد يمكنه أن يجيب بحسم على سؤال كهذا، لكن وفقا للدكتور تيموثي ويلر، أستاذ ورئيس قسم طب تقويم الأسنان في جامعة كاليفورنيا، فإن معظم حالات ''سوء الانطباق'' الشائعة، والتي يُعاني منها نحو 90 في المائة من الأطفال، تبدو فيها نسبة الاعوجاج والازدحام وعدم التراص كبيرة جدا في الأسنان السفلية· يقول ويلر: ''لا تحتاج الأسنان المزدحمة بدرجة متوسطة ومعتدلة الى تقويم على الإطلاق''· أما فيما يتعلق باعوجاج وازدحام الأسنان بدرجة أكبر وأوضح، فإن الأمر يحتاج الى وقت ليتحسن ويعتدل من تلقاء نفسه، وذلك عندما يبدأ فك الطفل في النمو ليصبح في حجمه الطبيعي في فترة البلوغ· حتى وإن لم يتحسن مع الوقت، فلا يوجد ضرر من الانتظار حتى نهاية فترة المراهقة، أو بداية العشرينات من العمر للبدء بتلقي العلاج التقويمي المناسب للأسنان''· علاوة على ذلك، هناك نوع آخر شائع من حالات سوء الانطباق، ويُعرف هذا النوع باسم ''دِمَ قىُّم'' ويحدث عندما لا تشترك جميع الأسنان العلوية في عملية العض· وكانت أُجريت دراسة من قبل مجلة ''طب أسنان الأطفال'' حول الحكمة من التدخل المبكر لعلاج هذه الحالة· وأشار الباحثون الى أن الصفوف العلوية والسفلية للأسنان الأمامية، في حالات كهذه، عادة ما تواصل نموها باتجاه بعضها البعض كلما كبر الطفل· كما أوضحوا أنه في معظم الحالات، ينتظر البعض حتى تقع كل أسنان الطفل اللبنية قبل اتخاذ القرار ببدء العلاج· وهناك حالة ثالثة تعرف باسم ''Over bite'' حيث تتداخل وتتعارض الأسنان فيما بينها بشكل مزعج فعلا· ويذكر أن نسبة تتراوح من 25 الى 30 في المائة من الأطفال يعانون من هذه الحالة· يُعَدّ هذا نوعا من الشذوذ، أو التشوه الهيكلي الذي يتم علاجه باستخدام أجهزة كهربائية، غير أطقم التقويم التي تعمل على تصحيح وضع الأسنان من خلال إعادة تنظيم الفك· إلى متى نؤجل؟ حتى وقت قريب، كان الاعتقاد السائد أن التشوهات الهيكلية تحتاج الى تقويم في مرحلة الطفولة، أي قبل تصلب العظام· لكن أظهرت نتائج البحوث العلمية التي أجريت بهذا الصدد أن النتيجة لا تختلف تماما في حال تأجيل العلاج من سن السابعة أو الثامنة، الى فترة المراهقة وما بعدها· ويعتقد الكثير من أطباء التقويم أن هناك حالات أخرى أقل شيوعا من ازدحام الأسنان واعوجاجها، وهي حالات يفضل علاجها في مرحلة الصغر· لكن الأبحاث لم تؤكد ذلك بعد· غير أن النقطة الأهم هي معرفة أن بالإمكان تصحيح مثل تلك الحالات فيما بعد، حتى وإن كان الأمر صعبا بعض الشيء· ومن ناحيته، علق الدكتور أيمن القباني، استشاري تقويم الأسنان في عيادة المارينا لطب الأسنان، على الأمر بقوله: ''بالنسبة للأطفال الصغار في سن السادسة، فإن مسألة استخدام التقويم في هذه السن المبكرة تعتمد على عدد من الحالات القليلة نسبيا والضرورية· على سبيل المثال، عدم تناسق حجم الفكين، ومكونات الوجه، كأن يكون الفك السفلي متقدما بدرجة كبيرة، وتلك تعد من الحالات التي غالبا لا تحتمل تأجيل العلاج بأطقم التقويم· ومن الحالات الأخرى التي قد تتطلب كذلك علاجا مبكرا بالرغم من صغر سن الطفل، حالة بزوغ الأسنان بانحراف لافت للنظر عن المكان الطبيعي، لكنه في الوقت نفسه لا يتطلب سوى علاج بسيط وسهل يوفر على الطفل مشاكل مستقبلية''· وأشار الدكتور أيمن إلى أنه باستثناء تلك الحالات القليلة التي تستدعي علاجا مبكرا، فإن عمر ثمان الى تسع سنوات هو العمر الأنسب لبدء علاج حالات عدم تناسق حجم الفكين· أما حالات تراكم وازدحام الأسنان فقط مع تناسق حجم الفكين، فيمكن الانتظار حتى سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة، وربما أكثر قليلا· موضحاً أن سوء توضع الأسنان أو عدم تناسق حجم الفكين قد تؤثر سلبا على نطق الكلمات واللفظ والمضغ· صداع وطنين وتبين حديثا أن ''الانحراف الوظيفي للفك السفلي، أي تراجع الفك السفلي أحادي أو ثنائي الجانب، من شأنه أن يتسبب بأعراض من أبرزها الصداع المزمن، وتشنج عضلات الرقبة وأعلى الظهر، وطنين الأذن· وهذا مما لم يكن سابقا في دائرة الضوء من وجهة نظر التقويم''· لذا، ينصح الدكتور أيمن بعمل فحص دوري لأسنان الطفل كل ستة أشهر لكشف النخور والأمراض اللثوية، إضافة للمشاكل التقويمية· كما يؤكد أن مسؤولية تنبيه الوالدين إلى أي حالة تستدعي علاجاً مبكراً تقع على عاتق طبيب أسنان العائلة، كما أن على الأم متابعة نمو أسنان أطفالها كي تكون على علم تام بكل تغير غير طبيعي طارئ على شكل الأسنان· وفي الواقع، أشار اتحاد أطباء تقويم الأسنان الأميركي الى أنه ''حتى وإن تم تشخيص المشكلة، فان الطبيب المختص بتقويم الأسنان قد لا يوصي بالعلاج المباشر· وغالباً ما يتخذ إجراءات تقضي بالانتظار لمعرفة النتيجة''· العلاج الأمثل بالطبع، هذا لا ينفي وجود أسباب مقنعة ومنطقية للمضي في استخدام ووضع أطقم التقويم· وباستثناء هدف تسهيل عملية تنظيف الأسنان المزدحمة، فإن السبب الرئيسي والأساسي لوضع أطقم التقويم سيكون تجميليا· وإذا كان الطفل منزعجا فعلا من شكل أسنانه التي انتهت فترة نموها، فإن مثل هذه الطريقة تعد العلاج الأمثل· ومن أهم النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار أن توصية الطبيب بوضع أطقم التقويم ليست سوى توصية لا يجب عليك التقيد بها· بمعنى آخر، يجب عليك سؤاله عن السبب الذي من أجله اختار هذا النوع من العلاج· وغالبا ما يكون الغرض تجميليا، أو كوسيلة ''تنظيف'' أسهل للأسنان المزدحمة· ومن المهم أن لا يشعر الأهل بالذنب، ووصف أنفسهم باللامبالاة لأنهم قرروا تأجيل علاج ''تقويم الأسنان'' للطفل، أو اتخذوا قرارا بعدم وضعه من الأساس·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©