طالب استشاريان في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، بتكثيف إجراءات الوقاية من أمراض الشتاء وأوضحا أن 30% من المترددين على العيادات خلال أشهر الشتاء يعانون من التهابات في الجهاز التنفسي ونزلات البرد، وأن نسبة الإصابة الفيروسية تشكل 75% من هذه الالتهابات، كما أن إصابات الأنفلونزا العادية وإصابات الجهاز التنفسي العلوي تزداد بنسبة تصل إلى %25 خلال أشهر الشتاء مقارنة بنسب الإصابة خلال فصول السنة الأخرى، الأمر الذي يتطلب تكثيف إجراءات الوقاية للحد من الإصابات.
وقال الدكتور حسام الصدقة استشاري في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، إنه مع تزايد انخفاض درجات الحرارة بشكل تدريجي خلال فصل الشتاء تزداد إصابات التهابات الجهاز التنفسي العلوي نتيجة تقلبات الطقس، مشيراً إلى أنه في حالات الزكام الخفيف الشائع فإن العلاج هو الراحة والمسكنات، لكن هذه المسكنات قد تسبب تأثيرات جانبية غير محمودة في حال استخدمت بشكل عشوائي غير منضبط كونها تحوي مضادات الاحتقان التي قد تسبب الأرق وخفقان القلب، وقد تفاقم ارتفاع ضغط الدم.
وأضاف أنه يجب التفريق بين الزكام والحساسية، مشيراً إلى أن الزكام أعراضه طارئة مؤقتة، في حين أن الحساسية مزمنة ومتكررة، وأعراضها بشكل رئيسي العطس على شكل نوبات، وسيلان الأنف المائي، وحكة الأنف التي قد تمتد للعين والحلق أحيانا ولا تترافق الحساسية بحرارة ولا بآلام عضلية أو مفصلية والفحص السريري مهم وتساعد التحاليل واختبارات الحساسية على تأكيد التشخيص، أما العلاج بالنسبة للحساسية، فهو يعتمد على مضادات الهستامين عن طريق الفم ومضادات الالتهاب الستيروئيدية موضعياً وتكون عادة لفترة قد تمتد لشهور، وقد تعطى مضادات الاحتقان مؤقتاً عند الحاجة، وهناك العلاج بالمناعة، والحساسية لا تسبب العدوى لكن ينصح المريض بالابتعاد عن العوامل المسببة كالغبار والعطور وأجهزة التكييف وهي عوامل تختلف من شخص لآخر.
من جانبه أوضح استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة الدكتور يوسف الحفني أن إصابات الأنفلونزا العادية وإصابات الجهاز التنفسي العلوي تزداد بنسبة تصل إلى %25 خلال أشهر الشتاء مقارنة بنسب الإصابة خلال فصول السنة الأخرى، وهو الأمر الذي يتطلب تكثيف إجراءات الوقاية للحد من الإصابات.
وقال إن الحصول على اللقاح الواقي من الأنفلونزا العادية يعد أمراً ضرورياً لبعض الفئات في مثل هذا الوقت من العام للحد من شدة الاصابة في حال حدوثها خاصةً، وأن الطُعم يعطي مناعة تستمر 6 أشهر بدءاً من الأسبوع الأول من الحصول على اللقاح.
وأوضح أن الحصول على اللقاح الواقي لا يمنع الإصابة ولكن يساعد في تحفيز الجهاز المناعي لمقاومة الفيروس المسبب للأنفلونزا، وبالتالي يمكن أن يقلل من نسبة الإصابة بمرض الأنفلونزا حتى وأن حدثت الإصابة تكون خفيفة.
وأشار إلى أن إجراءات الوقاية تتمثل في تجنب الأماكن المزدحمة قليلة التهوية خاصة من قبل المُسنين والذين يعانون من الأمراض المزمنة، وكذلك الأطباء والكادر الطبي الفني والتمريضي الأكثر عرضة للإصابات، إلى جانب التركيز على تناول طعام متوازن وممارسة الرياضة بشكل يومي، حيث يساعد ذلك في رفع مستوى مناعة الجسم من الأمراض العامة.
وينصح الدكتور الحفني بضرورة مراجعة الطبيب المختص عند الشعور بأعراض التهابات الجهاز التنفسي العلوي وهي ارتفاع درجات الحرارة والرعشة مع الإحساس بالبرودة وانسداد بالأنف وألام بالوجه وإرهاق وتعب عام وآلام في الحلق مع صعوبة البلع وفقدان الشهية والصداع، وذلك لتلقي العلاج في الوقت المناسب وقبل حدوث المضاعفات، مشيراً إلى مثل هذه الإصابات سريعة الانتشار، وهي إصابات عادية يتم علاجها خلال 5 إلى 7 أيام دون حدوث مضاعفات وبالذات في حال العلاج المبكر.
وأضاف أنه لابد من تمييز الأنفلونزا العادية عن باقي التهابات الجهاز التنفسي العلوي فالأنفلونزا العادية عبارة عن إصابة فيروسية شديدة العدوى تصيب الجهاز التنفسي، والفيروسات المسببة لهذا المرض تقسم إلى نمطين رئيسيين هما «أ» و «ب» وتسبب أعراضاً شديدة من حمى وقشعريرة وصداع وآلام عضلية ومفصلية وسعال جاف وسيلان أنف وألم بالبلع وغيرها وتبدأ، بالانحسار خلال بضعة أيام لكن السعال يستمر أحيانا أكثر من أسبوع أو أسبوعين، أما النمط «ج» فهو أقل شيوعاً ويصيب الإنسان فقط وأعراضه خفيفة تزول سريعاً ولا ينتشر كوباء.
وهناك نصائح عامة تقلل من خطر الإصابة كغسل اليدين جيداً وتغطية الأنف والفم واستخدام المناديل عند السعال أو العطس ورميها بعيداً وتجنب الأماكن المزدحمة وفي حال الإصابة ينصح بعدم الاقتراب من الآخرين وملازمة البيت بعيداً عن المدرسة ومكان العمل لمدة يوم بعد زوال الحمى على الأقل، وذلك لأن العدوى تبدأ قبل ظهور الأعراض بيوم أو يومين وتمتد نحو أربعة أيام بعد ظهورها.
عدد اليوم
