أزهار البياتي (الشارقة)
من منطلق الإيمان بقضايا وهموم شريحة المعاقين، وحقهم المشروع في الحياة أسوة ببقية فئات المجتمع، ودعماً منها للقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة، تحتفل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بفعاليات مخيمها السنوي الهادف في دورته الـ 25، ليعود من خلال يوبيله الفضي بشكل أكثر زخماً ونشاطاً، محتفياً بكافة منتسبيه وطلابه المعاقين من الجنسين، مسلطاً الضوء على تطورات واقعهم الاجتماعي، التأهيلي، والنفسي.
وبهذه المناسبة المهمة، التي تستمر على مدى أسبوع كامل من تاريخ 21 وحتى 26 من ديسمبر الحالي، رفع مخيم الأمل الجديد شعار «لتعارفوا» ليحمل عبره مجموعة من القيّم والدلالات التي تمس حياة هذه الفئة المتميزة من المجتمع، سعياً وراء الارتقاء بواقعها، بيئتها، ومحيطها العام، واحتفالاً بما حققته من منجزات ومكتسبات خلال الأعوام المنصرمة، ليأتي يوم اليوبيل الفضي لانطلاقة المخيّم كعرس وفرحة لكافة الأشخاص من ذوي الإعاقة مع كل عمل معهم وساهم في دعمهم ومؤازرتهم، متزامناً مع تتويج إمارة الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية.
برامج هادفة
في هذا الإطار، تتحدث الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رئيسة اللجنة العليا المنظمة للمخيم، وتقول: مع اختيار الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية، جاء شعار مخيمنا «لتعارفوا» كرسالة شاملة تحمل مبادئ الإسلام وقيمه النبيلة التي أظلت بشمائلها شعوب الأرض قاطبة، وخاطبت كل الشعوب والأجناس، وحيث تتميّز ثقافتنا الإسلامية السمحة بموروثها الإنساني العظيم، فتبعث برسائل ود وسلام للعالم كافة، ولنحتفي أيضاً وعبر هذه التظاهرة الخليجية والعربية المميّزة، من خلال مدينتنا الناهضة للخدمات الإنسانية بأسبوع من الفعاليات والبرامج الهادفة، من تلك التي تتيح أمام جميع الأشخاص من ذوي الإعاقة فرصاً تبرز أجزاء من طاقاتهم، مهاراتهم، وما يتمتعوا به من قدرات، كما نوثّق من خلال هذه المناسبات عرى الأخوة والصداقة بيننا وبين البلدان الأخرى، متبادلين معهم الخبرات والتجارب، وكل ما من شأنه ترقية عالم المعاقين والاهتمام بقضاياهم وحقوقهم المشروعة.
أنشطة توعوية وترفيهية
يذكر أن مخيم الأمل، والذي تحتضنه الشارقة منذ مطلع عام 1986، يعّد من أهم الأنشطة السنوية التي تسهم في نشر الوعي المجتمعي بأهمية قضايا وحقوق المعاقين ذهنياً وبدنياً، كما يعمل على تذكير المجتمع بالتحديات والمصاعب التي تواجهها هذه الفئة الخاصة من الناس خلال ممارستها لحياتها اليومية، وذلك من خلال تنظيم أسبوع حافل بالزيارات والمحاضرات والتبادل المعلوماتي والثقافي بين المشاركين، بالإضافة لأنشطة توعوية وترفيهية يشارك بها الأطفال من ذوي الإعاقة والعاملون معهم بكل حماس وحيوية.
ورش مهارية وفنية
وتصف «غادة الخميس» رئيس لجنة الإعلام لمخيم الأمل أجواء الفعاليات، موضحة: يأتي اليوبيل الفضي لمخيّم الأمل، تكريماً لفريق العاملين والمتطوعين الذين أسسوا اللبنة الأولى والنواة الأساسية لهذا المشروع الخيّر، وبذلوا الجهد والوقت لسنوات طوال في سبيل نصرة قضية إنسانية، تخدّم شريحة مهمة من المجتمع، حيث استعدت المدينة لهذه المناسبة منذ أشهر، واضعة لها برنامج متنوع وزاخر بالأنشطة، متعدد الاهتمامات والمجالات، منها ما يهتم بالنشاط الثقافي والتوعوي، ويهتم بالمحاضرات والندوات التي تنظّم على هامش الأسبوع، ومنها ما يحمل صبغة تراثية ونكهة شعبية، من خلال تخصيص ركن خاص بالتراث في المخيّم، يعمل على إظهار مشاهد من تاريخ المنطقة، وملامح من الموروث الإنساني والشعبي، وبعض العادات والتقاليد التي تميّز أهل الإمارات.
كما تضّم الفعاليات عددا من الورش المهارية والفنية، وتشمل أيضا العديد من الجولات السياحية والرحلات الترفيهية، لتأخذ الوفود المشاركة معها من الدول الخليجية والإسلامية لزيارة أهم معالم الشارقة وأجزاء من مناطقها الشرقية، مع فقرات منوعة أخرى بعضها رياضي كسباق التحدي، وبعضها ترفيهي وغنائي كحفلات السمر الخليجية، علماً أن كافة الفقرات مقسمة على كافة أيام المخيم الستة، وعلى الفترتين الصباحية والمسائية.
عدد اليوم
