الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

استكشاف مهارات الصغار وتطوير ملكاتهم الابتكارية

استكشاف مهارات الصغار وتطوير ملكاتهم الابتكارية
26 ديسمبر 2014 23:30
هناك جيل إماراتي واعد يبشر بحراك فني متطور خلال السنوات القادمة أزهار البياتي (الشارقة) في لجة من الألوان والإبداعات والأفكار، تحلقت مجموعات واعدة من الفتيان والفتيات الإماراتيين، من الذين يتوسّم فيهم ملامح الفن والموهبة، تستوقفهم لوحات فنية غاية في التميّز والمهارة، جاءت من كل حدب وصوب لتحط رحالها بين ربوع بينالي الشارقة الدولي للأطفال في دورته الرابعة، ، مشاركة ضمن فعالياته الفنية المتفردة على مستوى المنطقة، لتكون جزءاً من تألقه ونجاحه. رؤىً فنية جديدة عبر هذا الحدث الفني البارز، والذي تستضيفه الشارقة بكل حفاوة واهتمام على مدى ستين يوماً من تاريخ 9 ديسمبر 2014 وحتى 9 فبراير 2015، ، يتم طرح رؤىً فنية جديدة ورصد نماذج من إبداعات طفل القرن الواحد والعشرين، للإبحار بعيداً في استكشاف مواهبه الطليعية وقدراته الإبداعية، ضمن مشروع تنموي طموح يسعى للارتقاء بمهارات الأطفال وتطوير ملكاتهم الفنية، ويشير لهذا الأمر ناصر أحمد نصر الله القيّم العام لبينالي الشارقة الدولي للأطفال، قائلاً: يعّد هذا المهرجان الفني حدثاً دولياً واستثنائياً بكل المقاييس، كونه مرحّبا ومفتوحاً لكافة المشاركات من كل بلدان العالم، ولهذا الغرض فقد دعونا الجميع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وسفارات الدول العربية والأجنبية، وبالفعل وصلتنا العديد من الأعمال الفنية التي وصلت لحدود 1066 عملًا، قبلنا منها نحو 550، وجاء منها ما يقرب الـ 425 من الإمارات فقط، وهذا يعتبر رقماً مهماً يدلل على مدى اتساع الحراك الفني في عموم إمارات الدولة. ثيمة «أسئلة» في هذه الدورة الرابعة من بينالي الأطفال، اختارت الشارقة ثيمة «أسئلة» لتفتح المجال واسعاً أمام الطفل الفنان، بحيث تستثمر فضوله المعرفي وما يتبادر إلى ذهنه من تساؤلات حول محيطه العام، ليحولها إلى عمل فني ويترجمها حسب ما يتمتع به من موهبة وإبداع، وفي هذا السياق ينّوه نصرالله إلى قيمة هذه الثيمة ومدى ما فتحته من أبواب ومواضيع أمام المشاركين الصغار، ويضيف: نحن ومن خلال اختيارنا لـ «أسئلة» منحنا الأطفال حرية التعبير، ليطرحوا كل ما يستفز فضولهم أو يثير لديهم علامات استفهام، ويحولوها إلى أعمال فنية مختلفة «نحت، تشكيل، رسم، تركيب فني،...إلخ»، ولقد تفاجأنا بحجم ما وصلنا من مشاركات وأعمال تتضمن الكثير من الأفكار والمجالات، قسمناها إلى عشرة مواضيع منها على سبيل المثال، البيئة، الزمن، الهوية، الذات، الفنون التشكيلية، مع وسائل التواصل الاجتماعي وخلافه، كأن يستفهم الطفل عن الذات البشرية، متسائلا عن ذاته الشخصية، من أنا..؟، ولماذا أعيش..؟، مترجماً هذه الأسئلة بعمل معبّر أو لوحة فنية يرسم بها مثلا صورته وانعكاس وجهه، وهكذا دواليك، وقد جاء فضول الفنانين الأطفال وتساؤلاتهم بأفكار مختلفة غاية في الابتكار والجمال. أسس ومعايير عالمية وحول المستوى الفني الذي ظهرت فيه المشاركات الإماراتية بوجه خاص، يتحدث نصرالله، موضحاً: على الرغم من مشاركة بعض الأعمال التقليدية فلقد رصدنا تطوراً ملحوظاً في مستوى الأعمال الفنية التي تقدمت من كافة أنحاء الإمارات، مما يدّل على وجود جيل إماراتي واعد يبشر بحراك فني متطور في السنوات القادمة، يحتاج من المسؤولين والمراكز الفنية مزيداً من الدعم والمتابعة. ويوضح: من وجهة نظري فإن صناعة الفنان تحتاج لجهد حثيث وعمل مدروس وفق مراحل انتقالية، لتنتقل بالموهبة الصغيرة من مستوى إلى آخر وبشكل تصاعدي، وهنا يأتي أهمية الاطلاع والتثقيف الفني، والتشجيع على زيارة المعارض الفنية الداخلية والخارجية منها، مع تطوير الأدوات والتكنيك، وترقية الأساليب من خلال الانخراط بالورش العملية المتخصصة، بالإضافة لاكتساب مزيد من الخبرات الجديدة وتعلم المهارات اللازمة لتخريج الأجيال القادمة على أسس ومعايير عالمية. تنمية المهارات ويضيف: الفنون والعلوم هي مقياس حضارات الأمم والشعوب، لذا لابد من الاهتمام أكثر بثقافة الأطفال والعمل على تنمية قدراتهم ومهاراتهم الفنية بشكل عام، وهنا يأتي دور أهمية تضافر جهود كل من المدارس والمراكز الفنية وأولياء الأمور على حد سواء، ليدفعوا بالطفل أكثر نحو عالم الفن والإبداع، من خلال تشجيعه، تحفيزه، وإثارة اهتمامه بهذه المجالات، والغرض هنا لا يقتصّر بالضرورة فقط على خلق نواة فنية وجيل جديد من الفنانين المحليين، ولكن يفوقه إلى مستويات أعمق وأبعد، لأن الفن كمفهوم يتضمن العديد من النواحي والحقول، وهو يعّلم النشء أيضاً دراسة علم التشريح، الهندسة، الأبعاد والقياسات، بالإضافة إلى فضله في تنمية الذائقة الفنية وترقية الحس الابتكاري والمهاري عند المتلقي، بمعنى آخر فإن الفن عالم واسع يعتمد على مزيج بديع وتوظيف خاص تستثمر فيه الحقائق والأرقام كما الخيال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©