شهد سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية صباح أمس، الفعاليات الرسمية لمهرجان الصقارة الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، ضمن فعاليات مؤتمر الصداقة الدولي الثاني للبيزرة، وذلك قرب قلعة الجاهلي في العين.
وتفقد سموه خلال الزيارة التي رافقه خلالها معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، ومحمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعبدالله القبيسي مدير المهرجان، الخيم والمعارض المتنوعة التي شاركت فيها وفود من قرابة 80 دولة من مختلف الدول العالمية المعنية بشؤون الصقارة والتراث. وبمشاركة ما يزيد على 800 صقار وخبير وباحث وفنان، بالإضافة إلى مسؤولي اليونسكو وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية بأمور الصقارة حيث تواجد في ساحة العروض 51 عارضاً ومؤدياً و19 مدرباً للصقور، و45 رساماً و47 مصوراً فوتوغرافياً. وأعرب سموه خلال الزيارة عن سعادته للمشاركة المتميزة لأبناء الإمارات بالمهرجان، ما يدل على مدى عشقهم لتراثهم وافتخارهم واعتزازهم به. واطلع سموه خلال الزيارة على التجارب المتنوعة والمدهشة التي تنافست الوفود المشاركة على تقديمها من ابتكارات ومهارات وخبرات إبداعية في مجال الصيد بالصقور.
وتفقد سموه مختلف العروض والمعارض والخيام التي حفلت بكل ضروب وفنون الصقارة، ما يكرس الصقارة كتراث حي يفترض الحفاظ عليه وتوريثه للأجيال القادمة.
وزار سموه الأنشطة التعليمية والترفيهية التي أقيمت حول الطيور الجارحة والصقور وغيرها من الأنشطة التي أثرت المهرجان.
ويعرض صقارو الإمارات في المهرجان الابتكارات الخاصة التي توصلوا إليها من خلال تدريب الصقور على متابعة البوالين الطائرة، أو الطائرات الورقية أو الطائرات اللاسلكية التي يتم التحكم بها عن بعد، وكانت هذه المهارة مثار إعجاب الوفود المشاركة باعتبارها مهارة إماراتية خاصة كشفت مدى تمرس أبناء الإمارات من النشء بالصقارة.
وأثبت الصقارون الإماراتيون من خلالها المهارات الخاصة والسرعة الكبيرة التي يتمتع بها كل من صقري الجير حر، والجير شاهين اللذين يفضلهما الصقار الإماراتي باستمرار، واستخدموا تقنية أنظمة قياس عن بعد حديثة بدأ الصقارون ولجان التحكيم استخدامها، ما يتيح تحديد سرعة انقضاض الصقر على فريسته بدقة متناهية لحدود الألف من الثانية.
وعرضت في المهرجان تجارب الصقارة في بعض الدول الخليجية وماحققته من تطور ومهارات وتواصل مع الخبرات العالمية.
وتسعى خيمة نادي صقاري الإمارات في المهرجان لنشر الوعي بأساليب الصيد المستدام وأخلاقيات المحافظة على رياضة الصيد بالصقور، بهدف المحافظة على هذا التراث الأصيل باعتباره إرثاً تاريخياً وجزءاً لايتجزأ من حياة المجتمع العربي وخاصة في شبه الجزيرة العربية.
وكشفت وفود كثير من الدول المشاركة بمهرجان الصقارة في العين خلال عروضها أهم مانجحت دولها بتحقيقه في مجالات الصقارة والحفاظ على الصقور كمرتكز لهذا التراث، ومن ذلك عروض أكثر من دولة لما توصلت إليه من نجاح في مجال تكاثر الصقور في الأسر والحفاظ عليها كتراث انساني من الاندثار، ما يقلل الحاجة للاعتماد على الجوارح البرية التي عانى بعضها من زوال موطنه الأصلي أو التسمم بالمبيدات أو التعرض للأذى أو الصعقات الكهربائية.
وتنافس الصقارون بأزيائهم التقليدية الزاهية وبأنواع الصقور التي وضعوها قربهم أو على سواعدهم ومعداتها مستعرضين مهاراتهم وخبراتهم في التدريب والصيد.
وقدم صقارو تركمانستان عروضاً فولكلورية جميلة جسدت جانباً من تراثهم، كما عرض صقارو المجر عدداً من معدات الصيد والفرائس التي غنموها بواسطة طيورهم من فرو الفرائس.
واستعرضت العديد من الدول مبادراتها بمجال رياضة الصيد بالصقور وخيام الفنون الخاصة بالصقور والمسابقات العالمية للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية عن الصقارة وخيام تراث الصقارة، واللحظات الفارقة في تاريخ الصقارة، وخيم صون الجوارح وخيمة صون الفرائس وأخرى لـتأهيل الطيور وخيمة الرابطة الدولية لرياضة الصقور.
عدد اليوم
