حوار- نصر الدين منزول:
سجل النجم الدولي ولاعب الوحدة اسماعيل مطر نجاحاً جديداً في الاستفتاء السنوي الذي يجريه ''الاتحاد الرياضي'' بمشاركة النخبة والخبراء في كافة مجالات وعناصر اللعبة بحصوله على لقب أفضل لاعب مواطن لموسم ،2007 حيث سبق أن فاز في هذا الاستفتاء بلقب أفضل لاعب صاعد· وجاء اختيار اسماعيل مطر مواكباً لما قدمه في الموسم من أداء قاد المنتخب الوطني للفوز بكأس الخليج لأول مرة في تاريخه بعد انتظار لأكثر من 30 عاماً اصطدمت خلالها كل المحاولات بالوصول الى المركز الثاني لأكثر من مرة·· ومنح أغلب المشاركون في استفتاء الاتحاد الرياضي ثقتهم لاسماعيل مطر الذي أسعد بأهدافه الحاسمة في ''خليجي ''18 كل شعب الإمارات، وزرع السعادة في نفوسهم لتنهمر شلالات الفرح الجارفة عند معانقة اللقب الخليجي في إنجاز غير مسبوق في هذه البطولة التي تحمل خصوصية لها مدلولاتها العميقة في نفوس عشاق اللعبة بالمنطقة، بل إنها تمثل التحدي الأكبر للعديد من المنتخبات خاصة تلك التي لم تحظ بنيل هذا الشرف·
وإسماعيل مطر سبق أن فاز بلقب أفضل لاعب في مونديال الشباب عام ،2003 وهو لقب له مكانته الخاصة في سجله كلاعب والكرة الإماراتية·· وفي خليجي 18 أضاف مطر الى رصيده إنجازاً جديداً تمثل في حصوله على لقب أفضل لاعب خليجي وتوج هدافاً·
وإذا كان اختيار اسماعيل مطر كأفضل لاعب مواطن في موسم 2007 قد جاء على خلفية إسهامه الكبير في الإنجاز الخليجي، فإن قيمة اللقب الغالي انعكست على رؤى المشاركين في الاستفتاء، الأمر الذي منحه الأحقية في أن يكون اللاعب الأفضل·
''الاتحاد الرياضي'' حاور اسماعيل مطر حول معنى الإنجاز الجديد الذي أضافه الى سجله ورؤيته للاختبارات الأخرى للمشاركين التي أعلنت عن أصحاب الألقاب الأخرى، وبماذا يعد مطر جماهير الكرة الإماراتية في نهائيات كأس أمم آسيا، وأسباب خروج الوحدة من الموسم بلا لقب محلي واقتصار إنجازاته في الموسم الأخير بالتأهل الى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، ومن يرشح للفوز بلقب ''خليجي ''19؟·
؟ هل توقعت الفوز بلقب أفضل لاعب مواطن في استفتاء ''الاتحاد الرياضي؟
؟؟ أولاً وقبل كل شيء أود التوجه بالشكر الى كل من رشحني ومنحني صوته في هذا الاستفتاء، لأن ذلك يعني لي أن كل صوت لصالحي يضعني في مكانة مميزة·· وحقيقة لم أتوقع الفوز بهذا اللقب، لأن ما قدمته بعد كأس الخليج لم يكن كافياً، ويبدو أن الفهم العميق للمشاركين في الاستفتاء وعودتهم الى ما حققه المنتخب الوطني من إنجاز تاريخي قد ساعد في الحصول على اللقب، لأن النظر الى نجوم الموسم من خلال الدوري خاصة في جولاته الأخيرة وتأثيرها الحديث على ذاكرة الناس ربما كان يغير من ترشيحاتهم·
وأقول: الحمد لله على هذا النجاح، وآمل أن أواصل المشوار في مستقبل الأيام مع المنتخب وللنادي في أفضل صوره، وأن أكون عند حسن ظن كل من رشحني وتقديم موسم أفضل·
؟ وماذا تقول عن حصد الوصل لأربعة ألقاب في الاستفتاء؟
؟؟ الواقع يشير الى أن ما قدمه الوصل كان يستحق عليه هذه الألقاب الأربعة، ففوزه بلقب أفضل فريق مستحق، فقد حصل الوصل على كأس صاحب السمو رئيس الدولة عن جدارة، وضم إليه بطولة الدوري بعد ماراثون طويل من المنافسة والسباق نحو الدرع، وإذا عدنا الى خط هجومه نجده الأقوى، وكذلك يملك أفضل دفاع وحارس مرمى ومدرب كفء، وبشهادة الجميع كان الأفضل، إلى جانب أن الظروف خدمته في بعض المراحل في عاملي غياب الإصابات وعدم المشاركة الآسيوية، وهذا ما جعله يركز بشكل كبير على البطولات المحلية·
وحصول لاعبه أوليفيرا على لقب أفضل لاعب أجنبي أمر طبيعي لكونه مؤثراً بشكل كبير في نتائج فريقه، وأيضاً كان من المنطقي جداً أن يحصل مدربه البرازيلي زي ماريو على لقب أفضل مدرب لكونه حقق الثنائية، أما ماجد ناصر فقد جاء اختياره رائعاً وبفارق كبير أكد مكانة هذا الحارس في قلوب الناس، وهو يستحق هذا اللقب لكونه حاز هذا الموسم على ثلاث بطولات، وأسهم مع المنتخب الوطني في الفوز بكأس الخليج، وكان الرقم الصعب في تشكيلة الأبيض، وماجد ناصر يستحق أكثر من ذلك، فقد كان أحد الرموز الفاعلة في فريقه في المسابقات المحلية، ويستحق لقب نجم نجوم الموسم·
كلهم نجوم
؟ وماذا عن الفائزين الآخرين بألقاب نجوم الموسم؟
؟؟ بالنسبة لاختيار محمد سعيد الشحي كأفضل لاعب صاعد أرى أن الاختيار صادف أهله، فقد كان نجماً مؤثراً يحدث الفارق في العديد من المباريات رغم قلة مشاركته مع الفريق، ولفت الأنظار نحوه بأسلوبه الرائع وقدراته الهائلة حتى إن الجميع يذكرونه عند غيابه· وأعتقد أن الشحي نجح في أن يعرف المتابعين بقيمته كلاعب، وهو موهوب ينتظره مستقبل باهر، وأقول: إذا كان الشحي قدم خلال مباريات قليلة كل هذا الإبداع فإنه لو أتيحت له الفرصة للمشاركة منذ بداية الموسم لحصل على جائزة أفضل لاعب مواطن، وليس أفضل لاعب صاعد·
أما علي حمد الذي اختير كأفضل حكم فقد استحق ذلك، لأنه قدم أداء مميزاً، وأتمنى له التوفيق· وفي جانب أفضل إداري أومشرف فإن اختيار اسماعيل راشد توافق مع إنجازات فريقه وخاصة مع الوصل لتأكيد على انسجامه مع الجهاز الفني· وحصول أحمد خليل على لقب أجمل هدف جاء مواكباً لما قدمه اللاعب عند تسجيل هذا الهدف في شباك الوحدة والذي قدم فيه المهارة والسرعة والذكاء والدهاء الكروي، فقد كان هدفاً جميلاً بكل ما تعنيه الكلمة·
طموحات بلا حدود
؟ بعد ألقاب أفضل لاعب شاب في مونديال 2003 وأفضل لاعب خليجي إلى جانب الألقاب المحلية، ما اللقب الذي تفكر فيه في المستقبل؟
؟؟ طموحاتي دائماً سر في داخلي أعمل على تنفيذها والوصول إليها متى ما سنحت الفرصة، وأمامنا الآن تحديات بطولة أمم آسيا الشهر المقبل، وهناك مشاركة الوحدة في ربع نهائي دوري أبطال آسيا، ويجب علينا أن نقدم فيها كل ما لدينا، وأنا أنظر دائماً الى الوصول الى أفضل النتائج، بصرف النظر عن أي ألقاب يمكن أن أحصل عليها، لكن كل ما آمله أن أحقق لجماهير الكرة الإماراتية طموحاتها، وكذلك جماهير الوحدة، ودائماً الإنسان يعمل بطموحات بلا حدود، ويسعى بقوة من أجل الوصول الى أهدافه، وهذا ما سأقوم به مع الأبيض والعنابي، وآمل التوفيق مع زملائي في المنتخب والوحدة·
؟ بعد الفوز بكأس الخليج لم يقدم أغلب نجوم المنتخب المستوى المتوقع مع أنديتهم في الدوري، ما أسباب ذلك؟
؟؟ ما عاشه لاعبو المنتخب بعد كأس الخليج أمر صعب حتى إنهم اتهموا بالتراخي، دون أن يضع أحد في الاعتبار الضغوط الهائلة التي تعرضوا لها، فقد جاء مشوار الإعداد لبطولة الخليج طويلاً وقاسياً، واشتمل على مباريات وتجارب وضعتنا تحت ضغوط، ونحن مطالبون بإحراز كأس البطولة، ثم جاءت المباريات التي خاضها اللاعبون وسط ظروف صعبة، لكن- الحمد لله- التوفيق حالفنا وأحرزنا اللقب وكان هذا هو الأهم، لكن تراجع مستوى البعض بعد كأس الخليج أمر طبيعي، فقد قل تركيز اللاعبين وتأثروا بإجهاد البطولة، فكان من الصعب جداً مواصلة الأداء بنفس المستوى، لكن الملاحظة الواضحة أن أغلب اللاعبين ظهروا بشكل جيد في أول ثلاث مباريات مع فريقهم بعد كأس الخليج·
وعن نفسي أجد أن الأمور سارت في الأول بشكل جيد، لكن الإرهاق والإصابة منعاني من مواصلة الأداء المطلوب، ويبقى أن يستفيد الجميع من هذا الدرس في المستقبل، وأعتقد أن الجميع سيكون هدفهم تقديم أفضل ما لديهم مع المنتخب وكذلك أنديتهم، وأقول: إن لقب خليجي 18 أفقد الدوري طعمه بعد أن تشبع الجميع في كأس الخليج·
سقف مفتوح
؟ ما سقف طموحاتكم في أمم آسيا؟
؟؟ إذا كانت الإرادة هي مفتاح الفوز بكأس ''خليجي ''18 فإنها ستكون المبدأ الذي سنخوض به مباريات أمم آسيا، وهذا ليس مبالغة، وأعتقد أنه لا يوجد سقف محدد لنا في أمم آسيا، لأنه في قاموس كرة القدم ليس هناك مستحيل، وعلينا أن نمنح أنفسنا الثقة الكاملة خلال الإعداد وفي المباريات التي سنخوضها، ثم إن المنتخب يقوده مدرب كفء يثق في لاعبيه وهم يثقون في قيادته، وبالإصرار والإرادة تكون كل عناصر ومؤهلات المنافسة والفوز باللقب متوفرة·
؟ لكن مجموعة الأبيض تظهر اليابان القوة الكروية المعروفة في القارة إلى جانب قطر وفيتنام المستضيفة؟
؟؟ واقع كرة القدم يقول: إن العطاء داخل الملعب مفتاح الفوز، وما دمنا نملك الإرادة فإننا لا نخاف المنتخب الياباني الذي نحترمه كمنتخب له سمعته ووضعه على خارطة القارة الصفراء، لكن أقول: لقد لعبنا مع المنتخب الياباني في بطولة كبرى باليابان، وفي ظل تواجد أغلب نجومه ناكامورا وتنامي واريكس ونجحنا في إحراز الفوز عليه بهدف دون مقابل سجله حيدر آلو علي، ويومها كانت للإرادة كلمتها في حسم نتيجة المباراة لصالح الأبيض· ودائماً ما أردد كلمة الإرادة، لأنها تحمل كل أسرار ومعاني فوزنا بكأس الخليج· أما بقية فرق المجموعة فأعتقد أن الأمور معها متساوية، فالمنتخب القطري معروف لدينا، ونحن معروفون لديه، وكذلك منتخب فيتنام الذي سيعمل على استغلال عاملي الأرض والجمهور، وأعتقد أن مباراتنا معه مهمة جداً لكونها في الافتتاح، ومن أراد التقدم نحو الأمام فعليه حصد نقاط البداية، لأنها تفتح الفريق الى الدور الثاني·
التنوع يميز الاستفتاء
أكد اسماعيل مطر أن تنوع الشرائح المشاركة في الاستفتاء أعطى صورة منطقية وموضوعية للنتائج التي أفرزها، وقال: وجود خبراء ومدربين وإداريين ولاعبين وإعلاميين تنوع أثرى الاستفتاء، لأن كل هذه الشرائح تعايش عن قرب النشاط والبطولات وتراقب أداء اللاعبين والإداريين والفرق والحكام·
وأضاف: أرى أن هذا الاستفتاء ناجح بكل المقاييس لاختلاف آراء المشاركين في عملية الاختيار، كما أن نشر أسماء المشاركين في عملية التصويت تمنح الاستفتاء المصداقية الكاملة، وهذا أمر إيجابي ومطلوب·
عدد اليوم
