الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطنة تشق طريقها المهني بنجاح إلى قيادة العمل الهندسي

مواطنة تشق طريقها المهني بنجاح إلى قيادة العمل الهندسي
17 ديسمبر 2011 00:34
المهندسة المواطنة عزة سليمان محمد مثالا للفتاة الإماراتية المكافحة، التي تخطت سلالم العمل الهندسي والمعماري بمختلف زواياه ومستوياته، لتصل إلى توليها مهام قيادية في وزارة الأشغال العامة في الدولة. حيث تشغل المهندسة عزة سليمان منصب مدير إدارة الإسكان في وزارة الأشغال العامة منذ يناير 2008، إضافة إلى عضويتها في لجنة تطوير الأداء المؤسسي بالوزارة وعدد من الفرق واللجان الأخرى، وذلك ثمرة عملها المتواصل لمدة 20 عاما. تحدثت المهندسة المواطنة عزة سليمان عن تجاربها العلمية والعملية والاجتماعية، وقد حثت بدورها الفتاة الإماراتية على شق الطريق المهني للوصول إلى أعلى المراتب في ظل دولتنا وحكومتنا الرشيدة التي تعطي العنصر النسائي جل الاهتمام والرعاية لتكون المرأة شريكة فعالة في المجتمع. بداية قالت عزة سليمان عن حياتها المهنية والمناصب التي شغلتها: في عام 2007 كنت عضواً ومقرراً في لجنة تحليل المناقصات والمشاريع بالوزارة، وكذلك في مشاريع الطرق، وفي عام 2006 أصبحت عضواً ومقرراً في لجنة المطالبات في الوزارة، وعضواً ومقرراً في لجنة إدارة المشاريع، وهي اللجنة التي يرأسها معالي وزير الأشغال العامة. وأضافت: عملت عام 1992 عند بداية عملي في الوزارة، في إدارة التصميم لمدة 10 أشهر، ثم انتقلت إلى إدارة الدراسات الفنية، وعملت في قسم التخطيط والمتابعة، ثم الدراسات والبحوث، كما أشرفت على مكتبة الوزارة، علماً بأنني أكملت عشرين عاما من العمل في وزارة الأشغال العامة. أشخاص مؤثرون وعن هواياتها والأشخاص المؤثرين في حياتها، أشارت المهندسة عزة إلى أنه منذ صغرها وهي تحب القراءة وتأليف الاناشيد والقصص، وقد تأثرت بشخصيات كثيرة قرأت عنها الكثير مثل المهاتما غاندي، كما شهدت ممارسات متميزة لشخصيات أثرت في حياتها ومن أبرزها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات رحمه الله، وراعي المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، حيث يسير سموه على نهج الوالد، ومازلنا نتلمس اهتمامه بشعب الإمارات، وكل ما من شأنه رفعة المواطنين، مشيرة إلى أنها تعلمت كثيراً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في نهج الحياة ومستقبلها العملي وطموحها. العمل والإدارة وقالت إن العمل مع المهندس الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي أتاح لها فرصة جيدة لتوظيف خبراتها ومهاراتها في إطارها الصحيح، كما أثرت توجيهاته لها ايجابياً في تطوير إمكاناتها في قطاع الإسكان، وقد أخذت الكثير من أسلوبه في العمل والادارة، موضحة أن والدها رحمه الله يظل، الشخصية التي تدين لها بكل النجاح الذي حققته في حياتها، لارتباطها القوي والمباشر فيه، حيث تعلمت منه الكثير من الصفات، كما أن مرافقتها له في مرضه علمتها الكثير، مؤكدة أنه هو الشخصية التي تحبها، وهو المدرسة التي تعلمت فيها مبادئ القيادة الأولى في حياتها، والقيم النبيلة والتواضع والعطاء، ومازلت تفتقده كثيراً وذكراه تمنحها الكثير من القوة للاستمرار والانجاز، ورضاه عنها يؤكد لها دائما أنها ستظل تحصد النجاح تلو الآخر. التأسيس منذ الطفولة وبسؤالها عن إنجازاتها في الصغر، أشارت إلى أنها كانت تحصد جائزة النشاط المدرسي، وتشارك ضمن فريق مدرستها في مسابقات أوائل الطلبة بين المدارس في دبي، وقالت إنها كانت شعلة من النشاط وطالبة مجتهدة ومتفوقة دراسياً، كما أنها كانت تحصل على أعلى درجة في المدرسة في التعبير الإنشائي، وكانت موجودة في معظم الأنشطة، إضافة إلى تفوقها الدراسي، حيث كانت قائد فريق الشرطة المدرسية، وضمن رائدات الفصول، ورئيسة فريق الإذاعة المدرسية، وكذلك في فريق الصحافة والموسيقى والتمثيل، مشيرة إلى أنها عندما تتذكر هذه الأنشطة المتعددة والمختلفة التي كنت تشارك فيها في المدرسة تزيد قوتها في التحمل. وقالت إنها طوال فترة دراستها في المدرسة من الأوائل، وما زالت تحتفظ بشهاداتها المدرسية عندما كان عدد التلميذات في الصف يزيد عن 45 طالبة، حيث كنت الأولى أو الثانية على الفصل وبدرجات نهائية، وبالنسبة للدراسة الجامعية، فقد تخرجت في كلية الهندسة في جامعة الإمارات بتقدير جيد جدا، وكانت من أوائل دفعتها، التي تعد الأولى في تخصص العمارة الداخلية. الانخراط في الهندسة وأشارت مديرة إدارة الإسكان إلى الإنجازات المهنية التي حققتها في الوظيفة، حيث شاركت في اقتراح استراتيجية وسياسات التطوير الشامل للإسكان في الدولة، التي تُعنى بتطوير قطاع الإسكان التي تشرف عليه الوزارة، حيث اسند لها قيادة فريق صياغة الاستراتيجية الوطنية للإسكان لدولة الإمارات، بالتعاون مع مؤسسات اتحادية ومحلية ومنظمات ومعاهد عربية ودولية، كما عملت على تطوير البنية الإلكترونية للإدارة، والعمل على بدء إنشاء قاعدة بيانات إسكانية شاملة على مستوى الدولة، بالتعاون والتنسيق مع الإدارات والجهات الأخرى ذات العلاقة. وقالت إنها أشرفت على مشروع تمليك المساكن الحكومية، وتنظيم الانتفاع بها، بالتعاون والتنسيق مع بلديات الإمارات المعنية، إضافة إلى المشاركة في لجان وفرق عمل مع الجهات المعنية بالإسكان في المواضيع التي تتعلق بالإسكان، مثل دراسة مع وزارة الشؤون الاجتماعية حول أبناء المواطنين من أمهات غير مواطنات، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المعنية بتنفيذ برامج مشروعات الإسكان في الدولة واقتراح أفضل السبل الكفيلة بتحقيق التعاون المطلوب، كما أشرفت على تسلم طلبات الإسكان للعديد من المناطق ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، في الإسكان، والعمل على تدقيقها ودراستها وتصنيفها، تمهيداً لعرضها على لجنة تطوير تلك المناطق النائية، لاتخاذ القرار بشأنها، بجانب القيام بالزيارات الميدانية للمناطق السكنية في الدولة، إضافة إلى تمثيل للدولة في الاجتماعات والمؤتمرات الخليجية والعربية والدولية التي تتعلق بالإسكان. وحول مساهماتها في خدمة المجتمع من خلال عملها بوزارة الأشغال، قالت المهندسة عزة سليمان مدير إدارة الإسكان في وزارة الأشغال العامة إنها تعمل عضواً فعالاً في فريق الخدمة المجتمعية للوزارة«انجاز»، والذي قام بعدد من المبادرات المجتمعية، من أبرزها مشروع دعم التعليم الإلكتروني في العديد من المناطق، بالتنسيق مع مراكز الشباب في الفجيرة ورأس الخيمة والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، حيث يهدف المشروع إلى تمكين الشباب من الجنسين، من خلال استغلال أوقات الفراغ والإجازة الصيفية، بما يعود عليهم بالنفع واستخدام التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى مشاركتها في مشاريع متعددة مثل جمع الملابس المستعملة والكتب المستعملة، وتجميع العلب المعدنية، وشاركت في دعم أنشطة جمعية متلازمة داون، ومركز الإحسان الخيري بعجمان، ومجموعة عمل الإمارات للبيئة. كما قدمت مقترحاً لإنشاء صندوق للتكافل في الوزارة، وهو قيد الدراسة حاليا، كما تساهم بطبيعة عملها في تقديم العون كله للحالات الخاصة، عن طريق التنسيق مع الجهات المعنية وبرامج الإسكان، ومتابعة الحالات ومحاولة مد يد العون وتيسير أمورها، كما تعتبر مشاركتها في قيادة فريق التمليك، وما ترتب عليه من إعفاء المواطنين من رسوم إصدار الملكية في الدوائر المحلية، نوعا من المساهمة الاجتماعية في تقديم العون لأبناء الوطن. وأكدت عزة سليمان أن لها طموحات متواصلة، وفى نطاق العمل مازالت تعمل على تنفيذ هدف وزارة الأشغال المتعلق بالمساهمة في تنظيم الإسكان في الدولة، حيث تشرفت بقيادة فريق العمل على مشروع إسكان المواطنين ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، كما تعمل مع فريق من المنسقين من مختلف الجهات المعنية بالإسكان في الإمارات بتوجيهات من معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، لتنظيم قطاع الإسكان في الدولة، كما أن لها طموحا كبيراً في أن تكون لها بصمة واضحة في قطاع الإسكان في الدول، من خلال دورها كمهنية في تنفيذ رؤية الإمارات 2020 وخدمة وطنها ومجتمعها، وأن تكون رئيسا لهيئة أو لجنة عليا للإسكان في الدولة. تطوير الذات وعلى النطاق الشخصي فقد بدأت مدير إدارة الإسكان في وزارة الأشغال العامة، مؤخرا في الالتحاق بالدورات التدريبية لتطوير الذات، بما يتناسب مع طموحها الكبير في التميز بحياتها المهنية، وفي تحقيق التأثير الايجابي على الأفراد، خاصة السيدات لاكتشاف قدراتهن والاستفادة منها، كما أن لديها الرغبة في استكمال دراستها العليا، وهو طموح تتمنى تحقيقه قريبا، كما تنوي الأعداد لإصدار كتاب، حيث ترادها الأحلام في ذلك بقوة، وستبذل كل ما وسعها لتحقيق هذا الحلم، بالإضافة إلى مشروعها الخاص الذي يتخلص في تقديم الخدمة المجتمعية، وتتمنى تطويره ليتسع نطاق تأثيره. مواجهة التحديات وعن أهم الصعاب التي واجهتها المواطنة عزة سليمان في حياتها قالت: من خلال عملي بالإسكان، أتعامل مع شخصيات من المواطنين وأعمار مختلفة تعيش في ظروف مختلفة، لذلك يجب أن أجيد التعامل معها، خصوصا أن الموضوع الذي نناقشه يتعلق بالسكن والاستقرار وحياة أسرة، وموضوع تأمين المسكن يأخذ وقت وإجراءات، وأحيانا قد لا تسعفني قواعد العمل في تقديم العون لجميع الأسرة التي لا تنطبق عليها الشروط، وهذه اللحظة تعتبر من أصعب اللحظات التي تواجهني في الحياة عموماً. مواجهة التحديات بالصبر والعزيمة قالت عزة سليمان مدير إدارة الإسكان في وزارة الأشغال العامة إن فقدان والدي وزوجي رحمهما الله في فترة متقاربة، كانت من أشد الصعوبات التي واجهتها في حياتي، بالإضافة إلى صعوبة فقد أبنائي لوالدهم وهم في سن مبكرة، حيث لم يتجاوز سن ابني غانم وقتها خمسة أعوام، ولم تكمل ابنتي شيخة عامها الثالث. وأشارت إلى أنها تعتبر هذه الصعاب تحديات نواجهها يوميا، ويجب أن نخرج منها بقوة وحكمة، حيث كانت دائما تسأل الله أن يلهمها الصبر والعزيمة، لتمضي قدما، وتتجاوز محنتها سواء في محيط أسرتها أو حياتها العملية، إدراكاً منها أن هناك بشراً يتعرضون لما هو أصعب وأشد مما قد تتعرض له في الحياة الخاصة والعامة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©