الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الحوسني وجمعة بن ثالث يصوران جمال أعماق البحار

محمد الحوسني وجمعة بن ثالث يصوران جمال أعماق البحار
16 ديسمبر 2011 20:57
للتصوير تحت الماء نكهة مختلفة، فالبحر عالم مليء بالعجائب والكائنات المثيرة التي تبرز اللقطة المناسبة جمالياتها، ولا يستطيع أي شخص معرفة أغوار البحار ورؤية أعماقها والاستمتاع بعالمها الرائع إلا ذوو الاختصاص، وبفضل التصوير الفوتوغرافي والسينمائي استطاع عموم الناس مشاهدة جمال الحياة في أعماق البحار، وتمكنوا من كشف بعض أسرارها. عشق محمد الحوسني وجمعة بن ثالث البحر، وغاصا في أعماقه منذ فترة طويلة، والتقطت عدسات الكاميرات الخاصة بهما غرائب الحياة البحرية، ليعودا محملين بصور من عالم مختلف مليء بالعجائب والنوادر، وليكشفا عن تجربتهما في التصوير تحت الماء وما يرتبط بهذا المجال من تحديات وإيجابيات ومن كائنات لا يزال الإنسان يجهلها حتى يومنا هذا الكثير. معادلة الضغط حب الحوسني للغطس تحت الماء واكتشاف غرائب وعجائب البحر دفعه لافتتاح مشروع بالتعاون مع صديقه بن ثالث، وهو عبارة عن مركز متخصص لتعلم الغطس تحت الماء لجميع الأعمار، يقول الحوسنى عن بداياته «في التصوير تحت الماء تجربة تقنية جديدة، وإطلاع على عالم آخر، فالدخول في عالم ما تحت الماء ورؤية الجمال والألوان الغنية تجربة من أهم تجارب حياتي، بغض النظر عن المعرفة التقنية التي اكتسبتها وبغض النظر عن نتائج التصوير والتي كانت بحد ذاتها مفاجأة أخرى، ومن الصعب وصف شعوري بكلمات قليلة سوى أنني أنتقل لكوكب آخر أثناء التصوير تحت الماء ولكم أن تتصوروا متعة الانتقال لعالم آخر». ويتابع «منذ زمن وأنا أحب الحياة البحرية والبيولوجي بشكل عام، حيث منذ عام 1979 كانت بدايتي الأولية للغطس تحت الماء حينها من خلال رحلاتي المتكررة اكتشفت مناظر طبيعية لقاع البحر لا تخطر على بال أحد من روعتها وجمالها السحري الذي يبهر العين بمجرد رؤيتها، ومنذ ذلك اليوم حاولت التقاط عدة صور توضح هذا الإبهار الطبيعي في قاع البحر». والتصوير تحت الماء مخاطر لا يدرها إلا من لديه خبرة الغطس تحت الماء. يلفت الحوسني إلى أهمها «أول المخاطر عدم الانتباه أو التركيز في أمور السلامة عند مواجهة موضوع مثير للاهتمام في التصوير، فأحيانا ينسى المصور مكانه والوقت الذي يستغرقه وينسى عمقه، وأحيانا ينزل إلى أعماق غير مسموح بها أو يغير عمقه بسرعة من دون الانتباه لمعادلة الضغط في الأذن أو لا ينتبه لمستوى الأوكسجين وقد يؤدي نقصه إلى كارثة، كذلك يجب أن تكون معدات الغوص كاملة وسليمة ويجيد التعامل معها تحت الماء، ثم بعد ذلك يهتم لمعدات التصوير. ويضيف «أنا لا أخاف على نفسي تحت الماء لأني وصلت لمرحلة تمكنت فيها من التحكم بتحركاتي ومعداتي، وقد وصلت في إحدى المرات من أجل التصوير الى عمق 25-27 قدما حينها استطعت التقاط العديد من اللقطات الفنية للشعب المرجانية والحياة البحرية في الأعماق». احترافية التصوير ليس كل شخص يستطيع القيام بعملية التصوير تحت الماء حيث أن ذلك الأمر يحتاج أن يكون المصور محترفا في الغوص، إلى ذلك، يقول الحوسني «بمعنى تكون لديه قدرة التحكم بالطفو المناسب لجسمه وهذا من المبادئ المهمة في التصوير بمعنى يكون جسمه لا يعوم ولا يغرق بنفس الوقت؛ بحيث يطفو ويحافظ على مستوى معين بالعمق، أما إذا لم يحافظ على مستواه فسيغرق جسمه ويهوي إلى لأسفل ويمكن أن يصطدم بشعب مرجانية فيدمر في لحظة بيئة بحرية تحتاج إلى مئات السنين حتى تتكون. ويبذل مجهودا كبيرا في التقدم والنزول ليثبّت نفسه، كما يستهلك ثلث أنبوبة الهواء بلا داع. وبعض الأسماك تتطلب من المصور أن ينتظر عند مسكنها لساعات إلى أن تخرج ويصورها ولن يتمكن منها المصور إذا لم يستطع السيطرة على ثباته. مشيرا « أيضا دائما يتمكن الشخص من رؤية كل شي أمامه تحت الماء حتى ولو كان يغوص بالليل فإنه يستطيع رؤية كل ما حوله، وفي العشرة الأمتار الأولى يصور بسهولة وهو مرتاح، أما إذا زاد العمق يكون الفلاش ضروريا ليحصل على إضاءة، مع أن استخدام الفلاشات تحت الماء هي بالأساس للحصول على تشبع الألوان أكثر من الحصول على الإضاءة. ويضيف «غالبا لا تنعدم الرؤية إلا في الأعماق المظلمة وهي أعماق سحيقة جدا لا يصل إليها 1000 متر تقريبا، ولا يسمح له بالغوص أكثر من 40 مترا لإنه سيواجه خطر انخفاض الضغط ويمكن أن يفقد الوعي، وهي صعبة جدا على إنسان إذا نزل في غواصة فما بالنا به يغوص منفردا». وإن كان الحوسني قد تغلغل في أعماق البحر؛ فإن جمعة بن ثالث مدير قسم التراث بجمعية الإمارات للغوص، ومستشار للهوية الوطنية في مركز الإحصاء التابع لإمارة دبي وباحث في التراث يملك خبرة 20 سنة كغواص و11 سنة تصويرا فوتوغرافيا تحت الماء فقد غاص الأعماق مع زميله الحوسني ليصطاد صوراً من عالم السكون الصاخب بالألوان والمخلوقات. ويقول عن رحلته «منذ عام 1991 بدأت أميل إلى التصوير تحت الماء كنوع من الهواية ولكن تلك الهواية عززتها بدخولي دورات للتصوير تحت الماء لتصبح هذه الهواية شغلي الشاغل، فبمجرد الغطس أرى نفسي لا إراديا أمسك الكاميرا وأصور ما تلتقطه عيناي». التصوير الليلي يوضح «التصوير ليلاً له نكهة خاصة حيث توجد كائنات تظهر بالليل لا ترى بالنهار حسب نظامها البيئي تكون بالليل غريبة وهادئة ومثيرة للدهشة لا نراها بالنهار، وللتصوير في هذه اللحظات يفضل أن تكون عدسات التصوير فش آي أو عدسات الماكرو على اختلاف درجاتها، وهذه تستخدم للتصوير القريب تبعا لقانون مهم في التصوير تحت الماء وهو اقترب بقدر ما تستطيع من الهدف، لأن التصوير بالمسافات الطويلة يضيّع الألوان والإضاءة. أما فيما يتعلق بالفلاشات فمنها ما يكون شعاعها واسعا وهي مناسبة للقطات العريضة وبعضها ضيقا ويكون مناسبا للماكرو، بحسب الهدف المراد تصويره». وعن التصوير تحت الماء، يقول بن ثالث «من الأفضل استخدام مصدري إضاءة وذلك لتفادي الظلال الحادة الناتجة عن استخدام الفلاش الواحد، والسبب الثاني عند الرغبة بتصوير منظر عريض فالفلاشات الصغيرة لا تغطي المساحة ومع الفلاشين تعطيني مساحة وتوازنا ضوئيا أكبر، ويمكن رفع الآيزو في الأعماق القليلة ولكن لا يمكن الاستفادة من الآيزو من دون استخدام الفلتر، لأن الفلاتر البرتقالية تعادل الألوان الناقصة في البحر كاللون الأحمر». وحول صعوبات التصوير التي يواجهها أي مصور يقوم بالتقاط صور تحت الماء، يقول بن ثالث «غالبا ما يواجه المصور تحت الماء الكثير من المعضلات التي تحتم عليه أن يكون على أقل تقدير هاويا في مرحلة? متقدمة من المستوى، لذلك على المصور الفوتوغرافي تحت الماء أن تكون له دراية بالتصوير الفوتوغرافي وأنظمته وأن يكون بالدرجة الأولي غواصا بارعا في لياقته وغطسة وتنظيمه لتنفسه ، كما عليه أن يكون على دراية بالمعدات التي يستخدمها ومدى قوتها وحدودها وطرق صيانتها وحفظها، يبحث وبدقة في المناطق المراد زيارتها للغطس والتصوير فيها لما يقدمه هذا البحث من معرفة علمية بطبيعة المنطقة ومناخها، ثم معرفة الأشياء المراد تصويرها أو المتوقع تواجدها في المنطقة المقصودة للتصوير، مما يساعده في اختيار أفضل عدة ويوفر عليه أيضا أخذ الأدوات غير اللازمة إلى جانب معرفته بالأحياء البحرية وسلوكها وأماكن تواجدها ، وهذا من شأنه أن يساعد ويقدم أفضل نتائج وأقربها للاحترافية».
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©