بيروت - ''الاتحاد'' ووكالات الأنباء: احتدمت شدة المعارك الدائرة بين الجيش اللبناني وعناصر جماعة ''فتح الإسلام'' عند مداخل مخيم نهر البارد، حيث أعلنت قيادة الجيش تدمير مراكز للتنظيم الإرهابي ومطاردة عناصره· فيما قال مصدر أمني ''إن الملجأ الذي يختبئ فيه شاكر العبسي قائد (فتح الإسلام) تعرض لقصف بعدد من قذائف الدبابات''، وأشارت تقارير غير مؤكدة من المخيم إلى أن العبسي ''إما قُتل، أوأُصيب إثر قصف المكان''· بينما قال مراسل قناة العربية ''إن الجيش اللبناني أصبح على بعد 100 متر من مقر العبسي''، في حين ذكرت أنباء أن موقعي ''صامد''، وثكنة الخان قد سقطا بيد الجيش·
ودعت قيادة الجيش ''الإخوة الفلسطينيين'' إلى طرد عناصر ''فتح الإسلام''، وعدم توفير ملجأ لهم، وطالب الجيش أيضاً مقاتلي التنظيم بالاستسلام· بينما بدأ الجيش عملية فكي كماشة من خلال تقسيم المخيم إلى نصفين لإحكام السيطرة على المخيم من الجهة الشرقية بعد أن أحكم السيطرة على المدخل الشمالي من المخيم· وقالت مصادر أمنية ''إن 18 شخصاً على الأقل قتلوا، بينهم جنديان لبنانيان في أعنف قتال خلال أسبوعين''، وأضافت المصادر ''ان 60 مدنياً و18 جندياً آخرين أصيبوا''، لكنها لم توضح ما إذا كان القتلى الستة عشر داخل المخيم من الإرهابيين أم المدنيين·
وأفاد أحد متطوعي ''الهلال الأحمر'' من داخل المخيم بأن عدداً من جثث المسلحين شُوهد في شوارع المخيم خاصة بالقرب من المدخل الشمالي· وأضاف ''هناك ضحايا كثر بين صفوف المسلحين·· رأيت ثلاث جثث على الأقل في الشوارع''·
وقالت مصادر أمنية ''إن القوات الخاصة استولت على عدة مواقع مهمة لـ(فتح الإسلام) ودمرت مخابيء القناصة على الطرف الشمالي لنهر البارد، وقال بيان للجيش ''إنه أوقع العديد من الإصابات في صفوف المسلحين''، من دون أن يحدد عددها، وان بعضهم عمد إلى الاختباء بين المدنيين متخذاً منهم دروعاً بشرية·
واضاف ان وحداته استطاعت تدمير مراكز تواجد المسلحين والسيطرة عليها بالنيران وتشديد الطوق عليهم واحباط جميع محاولات التسلل·وتمكن الجيش من تحقيق تقدم على أطراف المخيم من دون أن يدخل إليه فعلياً·
كما أصبحت مواقع ''فتح الإسلام'' في الأبنية المرتفعة داخل المخيم تحت سيطرة نيران الجيش، وفق المتحدث العسكري الذي أكد أن العناصر العسكرية لم تدخل هذه المناطق· وقدر مصدر عسكري لبنان أن ألف عنصر من مغاوير الجيش يشاركون في هذه العمليات· وكانت القذائف تنفجر بمعدل عشر قذائف كل دقيقة، حيث يتصاعد الدخان من مبانٍ بالداخل· وقال مصدر فلسطيني له اتصالات داخل المخيم: ''من الواضح أن هذا بداية هجوم للجيش''،
إلا أن مصدراً بالجيش قال ''إن القصف يأتي رداً على هجمات الإرهابيين على مواقع الجيش''، لكنه لم يؤكد شن هجوم بري كبير· ولم يصدر تأكيد من الجيش بأنه على وشك شن هجوم بري على الرغم من أن شاهداً من ''رويترز'' قال: ''إن نحو 20 دبابة لبنانية تجمعت على بعد نحو كيلومتر واحد من مدخل للمخيم''·
من جانبه، أكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي إثر اجتماعه برئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن الجيش سيحكم طوقه، وبدأ إجراءات ملموسة لإجبار عناصر ''فتح الإسلام'' على رفع أيديهم والتسليم للقضاء·
ورداً على سؤال عما إذا كان عنف القصف للمخيم يعني قرب الحسم العسكري اكتفى المسؤول الفلسطيني بالقول ''لا نقول الحسم في ساعات أو أيام بسبب وجود المدنيين''، لكنّ مصدراً فلسطينياً قال ''إنه على ما يبدو أن السلطات اللبنانية نفد صبرها إزاء عدم تحقيق تقدم مع جهود الوسطاء، وقررت تكثيف الضغط العسكري على المتشددين''·
وجاء التصعيد العسكري غداة زيارة قائد الجيش العماد ميشال سليمان مواقع عناصره قرب نهر البارد، حيث جدد التصميم على ''توقيف القتلة الذين اعتدوا على الجيش والمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين الأبرياء، وسوقهم إلى العدالة''· وشدد على أن هذا الموقف لا يخضع ''للمساومات والتجاذبات السياسية''·
عدد اليوم
