الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غموض الترجيحات يكتنف الانتخابات الرئاسية في فرنسا

24 فبراير 2017 00:50
باريس (أ ف ب) قبل شهرين من الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تشهد الساحة السياسية إعادة خلط للأوراق، مع قيام تحالف بين المرشح الشاب «إيمانويل ماكرون» والسياسي المخضرم الوسطي «فرنسوا بايرو»، ليزيد من غموض الترجيحات في ظل تصاعد اليمين المتطرف. وعكست آخر استطلاعات للرأي تردد الناخبين، إذ أشارت إلى اشتداد المنافسة بين «ماكرون»، البالغ من العمر 39 عاماً، ومرشح اليمين «فرنسوا فيون»، ليواجه الفائز من بينهما في الدورة الثانية مرشحة اليمين المتطرف «مارين لوبن»، التي تسجل تزايداً بطيئاً، وإن كان ثابتاً في شعبيتها، على مر الأسابيع. ومن غير المتوقع أن يتخطى اليسار المنقسم بين المرشح الاشتراكي «بونوا آمون» وزعيم اليسار الراديكالي «جان لوك ميلانشون» عتبة الدورة الأولى من الانتخابات في 23 أبريل. وفيما يبدأ المرشحون الخميس آلية تقديم 500 توقيع يطلب من كل منهم الحصول عليها من أعضاء في المجالس الإقليمية والمجالس البلدية للمصادقة على ترشيحهم، تعتبر هذه الانتخابات الأكثر انفتاحاً حتى الآن على شتى الاحتمالات. وذكرت صحيفة «لوموند» أن في الدورة الأولى «ثمة خمسة مرشحين، يحظى كل منهم بأكثر من 10 في المئة من نوايا التصويت، وهو أمر لم نشهده من قبل». وما يساهم في الغموض فتح القضاء تحقيقاً بشأن كل من «فرنسوا فيون»، البالغ 62 عاماً و«مارين لوبن»، البالغة 48 عاماً، في قضايا تتعلق بوظائف وهمية. ولا يعتزم أي منهما الانسحاب من السباق في حال توجيه التهمة رسمياً إليه. لكن إن كانت هذه القضية لم تنعكس حتى الآن على شعبية «مارين لوبن»، فإن حملة «فرنسوا فيون» سجلت انتكاسة كبرى، إثر كشف فضيحة تقاضي زوجته «بينيلوب» واثنين من أولاده رواتب مساعدين. واستفاد «إيمانويل ماكرون»، الذي لم يشغل حتى الآن أي منصب سياسي، من رغبة الناخبين في تجديد الحياة السياسية في بلادهم، فنجح خلال بضعة أشهر في جمع حوالى 200 ألف مؤيد ضمن حركته «إلى الأمام!» التي تنتهج خطاً لا ينتمي إلى اليمين ولا إلى اليسار. غير أن انطلاقة «ماكرون» الذي نجح في طرح نفسه في موقع الرجل الثالث في الانتخابات، شهدت انتكاسة مؤخراً، عقب تصريحات موضع جدل أدلى بها بشأن الاستعمار وزواج مثليي الجنس، كما يواجه انتقادات تأخذ عليه الصعوبة التي يواجهها في وضع برنامج سياسي منتظم. وعلى الرغم من نجاح مهرجاناته الانتخابية، تبقى قاعدته الانتخابية متقلبة للغاية، حيث تشير استطلاعات للرأي إلى أن أقل من ثلث مؤيديه يقولون «إن خيارهم نهائي». وأوضح «فرنسوا ميكيه-مارتي» من معهد «فيافويس» لاستطلاعات الرأي، قائلاً: «كلما مضى الوقت، ترتب عليه توضيح مواقفه أكثر على صعيد برنامجه، وكلما ازداد شفافية وقدم طروحات عملية، ازدادت المخاطر بأن يثير خيبة أمل». ورحب «ماكرون» الأربعاء بدعم «بايرو»، الوسطي المستقل وأحد السياسيين المخضرمين الذي سبق وخاض ثلاثة انتخابات رئاسية في 2002 و2007 و2012 من غير أن يتخطى عتبة الدورة الأولى، فاعتبر أن ذلك «منعطف في الحملة الرئاسية». وعلق «بايرو» أمس: «كان في وضع صعب بعض الشيء، وأعتقد أنه شعر بأننا أمام لحظة في غاية الأهمية بالنسبة له كما بالنسبة لتغيير الحياة السياسية الفرنسية». وكتبت صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية أمس: «في وقت تحيط الشكوك بقدرة إيمانويل ماكرون على تولي المنصب الرئاسي، جاء فرنسوا بايرو ليؤيده، ويقول إنه أصاب في تحليله لمخاوف الفرنسيين وتصاعد الانقسامات الجديدة». ورأت الصحيفة أن الإحساس بـ«خطر مارين لوبن» بلغ مستوى بات يثير «توتراً ملموساً» حتى في الأسواق المالية، إلى حد أن إعلان خبر التحالف بين «بايرو» و«ماكرون» انعكس على الفور على سعر اليورو، فدفعه إلى الارتفاع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©