بعد أيام قليلة ستتوقف البرازيل نهائياً عن إنتاج سيارة "فولكسفاجن ترانسبورتر"، طراز "تي-2"، التي كانت وسيلة النقل المفضلة ورمزاً للحرية لدى الشباب في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وفي وداع هذا الطراز، الذي يحمل رقماً أسطورياً عالمياً في الاستمرارية، سيتم إطلاق نسخة خاصة منه.
وأمام الاهتمام الكبير بهذه السيارة وعشق البرازيليين لها، قررت الشركة الأم في ألمانيا مضاعفة أعداد النسخ الخاصة إلى 1200 سيارة، ستباع حصراً في البرازيل. وستخرج النسخة الأخيرة من "تي-1" من مصنع ساول برناردو دو كامبو، الذي صنع أكثر من 1,6 مليون وحدة منها منذ عام 1957، في 20 ديسمبر الجاري. وستباع النسخة المحدودة منها باللونين الأزرق والأبيض بـ27 ألف يورو تقريباً، مضافاً إليها بعض التكنولوجيات الحديثة، وقارئ موسيقي "إم بي 3".
وجاءت هذه الشاحنة، التي تسمى "كومبي" في البرازيل، إلى الوجود بسبب نفاذ بصيرة مستورد هولندي يدعى بن بون، لاحظ خلال زيارة إلى مقر فولكسفاجن في فولسبورج في عام 1947، أن عمال المصنع أجروا تعديلات على طراز سابق من السيارة وأصبحوا يستخدمونها في نقل المعدات.
وأعجب بن بون بأفكار العمال ورسم السيارة بعد التعديلات، وأقنع "فولكسفاجن" بضرورة إنتاجها. وبدأ الإنتاج فعلاً عام 1950، ليكون الطراز الثاني في تاريخ مجموعة "فولكسفاجن" الأكثر انتشاراً في العالم، بعد السيارة الشهيرة باسم "بيتل" (الخنفساء).
وقال خبير السيارات فرديناد دوبينهوفر إن "ازدهار هذه السيارة يندرج في إطار المعجزة الاقتصادية الألمانية في الخمسينيات. فالحرفيون والتجار كانوا في حاجة لوسيلة نقل غير مكلفة". ومن نقل البضائع تحولت هذه السيارة سريعاً إلى وسيلة لنقل الأفراد، لتتحول إلى حافلة صغيرة اعتباراً من عام 1951.
ومع طراز عام 1967 المعروف باسم "تي-2" عرفت هذه السيارة نجاحاً عالمياً وأصبحت رمزاً لحركة "الهيبيز" والحرية التي تطالب بها، كما أنها أصبحت أيضاً هي المفضلة لراكبي الأمواج والعائلات، خاصة أنها قابلة للتغير، ويمكن مثلاً تحويلها إلى منزل متنقل خلال العطلات. كما كانت السيارة متينة وسعرها غير مرتفع وإصلاحها لا يكلف الكثير، ما جعل مستخدميها يتعلقون بها رغم أنها غير مريحة جداً وبطيئة نسبياً.
ومع اعتماد معايير سلامة جديدة حلت "تي 5" مكان "تي 2"، إلا أنها أصبحت بعيدة عن التصميم الأساسي. وتوقف إنتاجها في ألمانيا عام 1979 ومن ثم في جنوب أفريقيا والمكسيك، واستمر فقط في البرازيل، التي كانت تصدر لكل أميركا اللاتينية. ثم تغيرت معايير الانبعاثات والسلامة في ألمانيا مرة أخرى، وسيبدأ العمل بها عام 2014، ما سيؤدي للقضاء على هذه السيارة المخضرمة. إلا أن أسطورتها لن تموت. فهي راسخة في الذاكرة بفضل ظهورها في مسلسلات وأفلام ممثل "ليتل ميس صن شاين"، إلى جانب معجبيها الكثر الذين يتبادلون النصائح والتجارب حول ترميمها وإصلاحها في منتديات الإنترنت.
عدد اليوم
